بين عدن و"جوبا"
نعيش هذه الأيام أجواء "خليجي 20" التي تستضيفها اليمن السعيد.
نعيش هذه الأيام أجواء "خليجي 20" التي تستضيفها اليمن السعيد، بروعتها وألقها، بعد أن قبلت التحدي والتقطت القفاز بذكاء خارق مسلطة أنظار العالم إلى عدن وأبين مزيلة هواجس وشكوك النجاح بتنظيم الدورة، حين استفادت من الرياضة ومن كرة القدم تحديداً لإصلاح ما أفسدته السياسة، ساحبة البساط لمن حاولوا أن يفرقوا بين شطريها، ونظمت دورة مثالية نالت رضا واستحسان الجميع رغم بعض السلبيات المتمثلة بسوء أرضية ملعبي 22 مايو وأبين الصناعيتين.
انتابتني حسرة كبيرة، وفرحة في آن واحد، فالثانية كانت كبيرة لنجاح اليمن في تنظيم واحدة من أروع الدورات الخليجية إعلامياً ومادياً، وذلك بعد أن أعلنت اللجنة المنظمة أن الدورة ستدر أكثر من 600 مليون دولار حسب آخر التقارير التي نشرت أمس. أما الحسرة فقد انتابتني عندما ربطت بين "خليجي 20" في اليمن، وبطولة أفريقيا للمحليين التي يستضيفها السودان في فبراير المقبل بمشاركة 16 دولة أفريقية، وتساءلت في ماذا لو أقدم الاتحاد السوداني لكرة القدم على نقل البطولة إلى عاصمة الشطر الجنوبي من البلاد "جوبا" مثلما فعلت اليمن، بدلاً من إبقاء المجموعات الأربع في مدن الشمال، خاصة ونحن نعي الدور الكبير الذي تقوم به الرياضة، وخير دليل ما فعلته "خليجي 20" في اليمن، ويقيني أن الاتحاد السوداني إذا أقدم على ذلك لسحب البساط من تحت أقدام الداعين لانفصال وطن أنهكته الحروب، ولجعل الوحدة جاذبة فعلاً لا قولاً ولا شعارات فقط، ولحقق مكاسب كبيرة للشطر الجنوبي كما فعلت "خليجي 20" لبلد سبأ.
http://www.alwatan.com.sa/Articles/D...ArticleID=3380