2010-12-02
عدن - العرب
تزايد الجدل حول العشب الصناعي الذي تلعب وتتمرن عليه المنتخبات المشاركة في بطولة كأس الخليج العربي العشرين لكرة القدم الجارية حاليا في عدن وأبين بمشاركة 8 منتخبات.
وبات العشب الصناعي هاجس المدربين واللاعبين والفنيين وأطباء المنتخبات المشاركة بعد أن أثار جدلا بينهم، وتباينت الآراء حول جدوى العشب وملاءمته لإجراء مباريات البطولة فضلا عن إجراء التدريبات على هذا النوع من العشب.
وفيما قال عدد من لاعبي ومدربي المنتخبات في استطلاع أجرته إدارة الأخبار الرياضية والشبابية بوكالة الأنباء اليمنية إن العشب الصناعي أثر على مستوى منتخباتهم، اعتبر آخرون أن التحجج بالعشب الصناعي عذر واهٍ كون جميع المنتخبات تلعب على الملاعب ذاتها التي تقام عليها المباريات.
لا مشاكل
ورغم أن مدرب المنتخب العماني، الفرنسي كلود لوروا، قال «إن العشب الصناعي يحدث بعض الإصابات والالتواء في كاحل اللاعب ويؤثر على مستويات الفرق بشكل عام»، فإنه أكد عدم وجود أي مشاكل في العشب الصناعي وذلك لوجود فرق بسيط بين العشبين الطبيعي والصناعي.
اختلاف كبير
خلافا لذلك يرى مدرب المنتخب السعودي خوسيه بيسيرو أن هناك اختلافا كبيرا بين العشب الطبيعي والصناعي سواء في التسديد أو التمرير بالإضافة إلى أن الكرة على العشب الصناعي تفقد سرعتها وقوتها أحيانا، وهو ما أثر على المستوى الفني العام للمباريات.
لكن المدرب لوروا أكد أن المنتخب العماني لم يتأثر بأرضية العشب الصناعي وهو ما انعكس على مستوى منتخبه الجيد خلال المباريات.
وخلافا لرأي لوروا قال قائد المنتخب العماني اللاعب فوزي بشير: «إن الشيء الوحيد الذي واجه المنتخب ويشكل عائقا أمام اللاعبين هو أرضية الملعب ذات العشب الصناعي الذي يلعب عليها لأول مرة»، معربا عن أمله في أن يرتفع مستوى تأقلم اللاعبين مع هذا العشب في المباريات المقبلة.
وما زالت تخوفات مدرب منتخب الكويت غوران تافريتش حاضرة بعد تراجعها الطفيف من أن تؤثر أرضية العشب الصناعي على عطاء اللاعبين رغم خوض بعض التمارين عليها، مؤكداً أن لاعبي المنتخب الكويتي يدركون كيفية التعامل مع هذه الملاعب وبخبرة كبيرة.
مدرب المنتخب السعودي بيسيرو من جهته أكد أن منتخبه يحاول التأقلم والتعود على أرضية العشب الصناعي وذلك من خلال التدريبات التي ينفذها في ملاعب التدريب بشكل يومي.
وقال «يجب أن يتأقلم اللاعبون على أي شيء جديد في ملاعب كرة القدم».
وكشف البرتغالي بيسيرو أن المنتخب السعودي وقبل أن يحضر إلى اليمن أجرى تدريبات عدة على مثل هذا النوع من أرضيات الملاعب، وأن اللاعبين تعودوا تدريجياً عليها، مستدلا على ذلك بنجاح اللاعبين في تجنب الإصابات المزعجة في المباريات الماضية.
تأقلم على العشب الصناعي
لاعب المنتخب العراقي أحمد إياد قال: «رغم أن العشب الصناعي كان له تأثير سلبي على مستوى المنتخب العراقي وجميع المنتخبات مثل الحد من سرعة اللاعب، فإننا نتأقلم على هذا العشب من مباراة إلى أخرى».
ويؤكد زميله اللاعب العراقي سلام شاكر أن مستوى أداء منتخبه تأثر ولكن بشكل بسيط بسبب عدم التعود على اللعب على العشب الصناعي، والتأثير ليس تأثيرا قويا، مشيراً إلى أن اللاعبين عوضوا ذلك التأثر بالروح القتالية في الملعب والإصرار والعزيمة على الفوز.
وفي حين امتنع عدد من اللاعبين العمانيين والبحرينيين عن إبداء آرائهم نظرا للتوجيهات الصارمة من قبل جهازيهما الإداري والفني بعدم التصريحات للصحافة، نفى المنسق الإعلامي للمنتخب البحريني يونس منصور وجود تشكيك في الملاعب المزروعة بالعشب الصناعي في اليمن.
معترف به
وأكد منصور أن العشب الصناعي معترف به من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مشيراً إلى وجود تذمر عند غالبية اللاعبين البحرينيين من الأرضية خصوصا اللاعبين الكبار في السن مثل حسين بابا، وعبدالله المرزوقي، وسلمان عيسى؛ وذلك لعدم تعودهم على اللعب في مثل هذه الأرضية.
من جانبه أكد لاعب المنتخب الإماراتي محمود الماس أن العشب الصناعي أثر على مستوى منتخبه لأن جميع اللاعبين لم يعتادوا اللعب على مثل هذه الملاعب.
فيما قال الحارس الإماراتي المتألق ماجد ناصر: «إن التأثير السلبي للعشب الصناعي يزول تدريجيا من مباراة إلى أخرى، وكان التأثر واضحا في المباراة الأولى أمام العراق وقدمنا في المباراة الثانية مستوى جيدا بعد أن بدأنا في التعود على أرضية الملعب».
وحول المشاكل التي يتسبب فيها العشب الصناعي أوضح المنسق الإعلامي للمنتخب البحريني يونس منصور أن العشب الصناعي أثر على جميع الفرق. ولفت إلى بعض الإصابات الخفيفة في منتخبه لكنها لم تؤثر بشكل كبير على مستوى المنتخب، مشيراً إلى أن المادة التي توجد في العشب الصناعي تتسبب أحيانا في تغير مسار الكرة وعدم دقه في التمرير.
سبب الإخفاق
من جانبه أرجع اللاعب الدولي السابق ومدير الأكاديمية العراقية لكرة القدم عباس رحيم سبب إخفاق تسجيل لاعبي المنتخب العراقي للأهداف إلى أرضية الملعب الصناعي خاصة أنها حملتهم جهدا مضاعفا.
فيما قال مدرب المنتخب السعودي بيسيرو «إن أرضية الملعب للجميع وليست جديدة على منتخب دون آخر».
وهو ما تحدث عنه مدير المنتخب الإماراتي إسماعيل راشد بالقول «نغمة أرضية الملعب أبعدناها، لأن أرضية الملعب هي لكل المنتخبات الموجودة في البطولة وأي مدرب يتعذر بأرضية الملعب تأكد أنه لم يحضر فريقه بطريقة صحيحة، وليس لدينا أعذار فالملعب لك وعليك والجميع يعرف أنه سيلعب في مثل هذه الملاعب من قبل انطلاق البطولة بفترة زمنية طويلة».
وحول تحضير المنتخب الإماراتي للعب على العشب الصناعي قال راشد «نحن حضرنا منتخبنا من خلال التعليمات والإرشادات قبل وأثناء البطولة».
غير مقلق
من جهته أكد مساعد مدرب منتخب اليمن لكرة القدم أمين السنيني أن اللعب على أرضية النجيل الصناعي المستحدثة بملاعب بطولة «خليجي20» طبيعي وغير مقلق لكون العشب المستخدم فيها إن لم يكن في مستوى الأنواع الطبيعية فربما يفوقها من حيث جودة المواصفات الدولية المعتمدة من الفيفا.
وعن تأقلم المنتخب الوطني مع أرضية الملاعب ذات العشب الصناعي أضاف السنيني: «إن اللاعبين تأقلموا مع أرضية الملعب ولم يجدوا صعوبة في المباريات والتدريبات بعد أن قدموا أداء جيدا في المباريات التجريبية قبيل انطلاق البطولة وخاضوا معسكرا تدريبيا على هذه الأرضية قبل البطولة بشهر».
وأكد السنيني أن الملاعب التي تقام عليها البطولة أنشئت وفقا لمعايير دولية معتمدة من الاتحاد الدولي لكرة القدم، واليمن أهلت ستة ملاعب للتدريب بمدينة عدن إضافة إلى ملعبين رئيسيين لاحتضان منافسات «خليجي20» الأول إستاد 22 مايو بعدن والثاني إستاد الوحدة الذي أنشأته في محافظة أبين، وقامت بتعشيب أرضية هذه الملاعب بالعشب الصناعي من الجيل الرابع المعترف به دوليا ذي المنشأ الهولندي والإيطالي.
وبلغت تكلفة تأهيل ملعب 22 مايو وبقية ملاعب التدريب بعدن أكثر من 6 مليارات و600 مليون ريال.
مطابق للمواصفات
وكانت لجنة خاصة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) زارت اليمن قبل انطلاق البطولة واطلعت على الملاعب الرئيسية وملاعب التدريب لبطولة «خليجي20» وأعلنت مطابقتها للمواصفات الدولية المعتمدة من قبل الاتحاد الدولي.
وقال مدير عام شركة «جرين كوفر» الدولية المتخصصة في تصنيع وتعشيب الملاعب الرياضية بالعشب الصناعي المهندس سيد السباعي إن العشب الذي تم تزويد الملاعب به يعد من أحدث الأجيال وحاصل على اعتماد الاتحاد الدولي لكرة القدم «نجمتين» والاتحاد الأوروبي لكرة القدم وروعي فيه اختيار ملاءمته لطقس دول الخليج الحارة المشابه لطقس مدينة عدن من حيث الحرارة والرطوبة العالية.
وعن مواصفات وميزات هذه الملاعب أوضح مدير الشركة التي تكفلت بتزويد الملاعب بالعشب الصناعي أنه تم تجهيزها حسب أعلى معايير ومواصفات «الفيفا» وذلك بشبكات تصريف لمياه الأمطار وأرضيات إسفلتية بطبقتين منفذة للمياه وروعي فيها تطبيق المناسيب والميول اللازمة على أطراف الملعب لتمنع تجمع المياه، وتم بعد ذلك تركيب العشب الصناعي بارتفاع 60 ملم للشعيرات وتجهيز الخطوط البيضاء حسب المعايير الدولية.
وحول اعتماد الفيفا أوضح المهندس سيد السباعي أن جميع الملاعب تم اختبارها حسب معايير الفيفا، حيث تم التنسيق مع المختبر المعتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم لفحص جميع الملاعب وكانت نتائج الفحص ممتازة وحصلت هذه الملاعب على شهادات اعتماد.