[نبيل العوذلي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزار السنيدي

في الحقيقه اعجبني كثيرا جدا, هذا التحليل من منظور مختلف قليلا لكنه يصب في نفس التحليل
هناك مدخل مهم جدا, ممكن يدرس ويجب ان يفهم تماما, وهو التزواج بين الاقتصادي والسياسي ,
بين التاثير والتاثر بين الاثنان, راس المال الوطني وصموده امام جبروت السياسي في هذه المرحله
وفاعليه تاثيره , اصبت كثيرا في ذا التحليل

جيدا هذا التجاوب حقا

لاحظنا في البداية حينما دخل الاخوة الجنوب لم يعمدوا الى تصفيات دموية وهذا للانصاف يشهد لهم ولكنهم ركزوا على البنية الاقتصادية --تركة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبيه--عبر التأميم الذي اتخذ مسمى --الفيد والمغانم- وتوزيع هذه التركة بين المتنفذين ثم لاحظنا قوة الهجرة المالية للتجار الشماليين الى الجنوب ممارسين غزو اخر-الغزو الاقتصادي-بشراء الاراضي والعقارات والمباني والاسواق وانشاء بنية اقتصادية تخدم النظام

لم يفطن احد الى ان الاستراتيجية التي يتبعها النظام هو الاحتلال الاقتصادي الا من لهم خبرة في هذه الجوانب سوى --يافع , حضرموت--وكان صاحب ابين فرحان--الذي انتمي اليهم واحبهم واعزهم--بالبقعة التي يمنحها اياه النظام ولايستطيع ان يبنيها فيضطر لبيعها ببخس..اما صاحب الضالع فغمرته الحسرة والندم والالم لما آلت اليه الامور

اليافعي يمتلك قوة ملاحظة عقارية على اهمية الارض ويستعظم الارض لقوة اتصاله بها وربما لسبب جغرافي طبيعي تمنحه اياه الارض الجبليه الوعرة الضيقة في سرو حمير فيعرف اهميتهبالنسبة للاجيال والمستقبل

انسحب الحضرمي وخاض اليافعي غمار الصراع الاقتصادي على البنى التحتية لراسمال الجنوب العقاري والمالي والتجاري تدفعه الى ذلك غريزة حب ارضه وشعوره العميق بأحقية امتلاكه اياها وهو ما لم يتوفر لدى القوميات الجنوبية الاخرى التي شابه حالها حال الفلسطينيين الذين باعوا اراضيهم في البداية لسد فاقتهم بينما لم يثبت كثيرا ان يافعيا باع ارضه

لقد دخل اليافعي نضالا اقتصاديا على مراكز العجلة الاقتصادية في الجنوب رغبة منه في تحرير الارض والشعب بماله على غرار العقلية اليابانية والالمانية ولكنه واجه محتلا يفكر بنفس العقلية , بل ويطمح الى اقرار سياسة استيطانية من خلال تشجيع التجار الشماليين للاستقرار في الجنوب مستعملا وسائله الحكوميه في تضييق الخناق على المنافس الذي فطن لعقليته الاحتلاليه بمنطق الاقتصاد وهو اليافعي وهو ما لم يفطن له الاشتراكيين مطلقا لان منظورهم النقدي للمحتل كان من ناحية النظام والقانون والمساواة في المواطنة


ببساطة اليافعي ليس عنده مشكلة فيما اذا بقي الوضع على ما هو عليه في المجتمع لقوة ترابطه وتكافله المالي والاجتماعي واذا كان احد من ابين او عدن او لحج سيحصل على بقعة من المؤتمر قيمتها خمسة ملايين فاليافعي يمكنه ان يشتريها منه بعشرة ملايين لانه لن يستطيع هذا العدني او البدوي او اللحجي ان يبنيها , ولايمكن ان يتحول اليافعي الى عسكري ليسد فاقته على حساب دمه الذي قد يهدر في موقف ما يدفعه النظام للمشاركة فيه كالحرب في صعدة مثلا


انا لا اقول هذا الكلام بقصد الانتقاص من احد سوى كان من قوميتي التي انتمي اليها واحبها--البدو--او من عدن او لحج ولكنني اريد ان اكون صريحا بقصد توضيح النقاط التي يحاول البعض تداولها في السر ويظل اثرها عالقا في سياسة النضال اليومي