مكاشفة - ثقافة يمنية وقناعة سعودية
الخميس, 25 نوفمبر 2010
سليمان الجمهور
Related Nodes:
لوغو الرياضة
جسد اليمن حكومة وشعباً المعاني السامية للرياضة عندما احتضن بكل تحد خليجي عشرين التي انطلقت يوم الاثنين الماضي في صورة كرنفالية رائعة، فقد كان اليمن حريصاً على الا يفوته الدور في احتضان العرس الخليجي فصنع أبناؤه المستحيل من اجل إقناع الجميع بمقدرتهم على ألا يكونوا اقل من غيرهم، فقد عرف اليمنيون ان من أهم أهداف إقامة العرس الخليجي التعريف باليمن حضارة ومستقبلاً وثقافة وسياحة، على رغم انهم يدركون جيداً انهم لا يملكون منتخباً يحقق لهم البطولة، كما ان العائد من استضافة المناسبة هو التطلع الى الاستثمار الاقتصادي وهذا كان الهدف الرئيسي لجنوب أفريقيا التي احتضنت مونديال كأس العالم في تموز (يوليو) 2010، ولنا ان نتخيل الانطباع الذي سيظهره كل زائر لليمن سواء من المشاركين ام من الزوار الذين جاءوا لمتابعة الحدث الخليجي عن قرب.
ان اليمن يعتمد أساساً على مصدر دخله من السياحة وليس هناك أفضل من ان يستضيف المناسبة الخليجية للترويج له، كما أن هذه البطولة تجعل من اليمن محط أنظار كل الجماهير الرياضية الخليجية والعربية فهي بالنسبة لليمنيين حدث تاريخي انتظروه طويلاً وحلموا به كثيراً قبل أن يصير حقيقة بفضل التقارب الكبير الذي شهدته علاقات اليمن بأشقائه في الخليج مما تزايدت معه المعرفة القريبة بالأرض اليمنية وما تكتنزه من خيرات كثيرة، فيبدو ان هذه المناسبة الخليجية ستكون النواة الحقيقية ليكون الإنسان اليمني اكثر تركيزاً مما سبق في صنع التواصل مع الآخر صوب التعريف باليمن بصورة أعمق وأشمل.
ويجب الاعتراف هنا بأن اليمن في السابق لا يعطي الرياضة أي اهتمام بل هي آخر اهتماماته نظير ما يضطلع به من مهام كثيرة، وقد كان اليمن وهو يشارك في السابق في بطولات عدة يلعب على أرض المنافس ولا يصر المسؤولون اليمنيون على دعوة المنافسين لإقامة النزلات الرياضية على أرضه لاعتبارات اقتصادية كثيرة، منها عدم وفرة المنشآت والتكاليف المادية الباهظة التي سيتكبدها في حال استضافة الفرق الرياضية، واليوم تأتي مناسبة خليجي 20 لتؤكد مقدرة اليمن على استضافة أي حدث رياضي واذا ما تكررت المناسبات الرياضية على ارض اليمن فإن ذلك يعني لليمن الكثير وان الفوائد من جراء ذلك لا تحصى.
شعرنا ونحن نشاهد مباراة المنتخب السعودي مع شقيقه اليمني في افتتاح خليجي 20 بأن تشكيلة المنتخب السعودي قد عنت لنا الكثير، فمن يستحق تمثيل المنتخب هو الذي يجب ان يكون حاضراً ويتم استدعاؤه، فكثير من البطولات خسرناها ولعل أقربها تصفيات كأس العالم لأننا اعتمدنا على الأسماء اكثر من اعتمادنا على اللاعب الجاهز واللاعب المغمور، لكن بيسيرو هذه المرة تجاوز الكثير من القناعات البالية وركز على نجوم دوري المحترفين وهو الأصل في اختيار التشكيلة للاستحقاقات الدولية والقارية، هذه توجهات ربما أعادت للكرة السعودية هيبتها، وصحيح ان مسألة الفوز والخسارة لا تحكمها احياناً الأفضلية لكن هذا المنتخب الموجود في اليمن يؤكد أننا أصبحنا اكثر نضجاً من السابق.
[email protected]
http://international.daralhayat.com/...article/205788