«خليجي 20» في اليمن .. ماذا يعني؟
جهير بنت عبدالله المساعد

كاتبةلقاء المنتخب السعودي واليمني على أرض اليمن .. يعد أقوى مشاهد «خليجي 20» وسط ظروف معقدة ومتشابكة .. تهدد بالخطر .. يحتل الأمن تحت ظلالها رأس قائمة المخاوف بعد أن ثبت للجميع قدرة شياطين الإنس على تحويل الأفراح إلى مآتم وسرورهم بالدم يجري إلى الركب بدلا من الكرة!! هذا يعني أن كرة القدم فرضت نفسها على الجو الملغم .. ودورة الخليج تحديدا رسالة خليجية معبرة عن لسان كل الخليجيين واليمنيين تقول للباغين شرا.. إنكم مهما ارتكبتم من جرائم يندى لها جبين الشرف والمروءة والإيمان لن تستطيعوا شطب الابتسام من الشفاه! ولن تستطيعوا وأد الصدق في الضمائر، ولن تستطيعوا تقويض الأمل في النفوس ومحاصرة النقاء في الإنسان ولن تستطيعوا إطفاء الفرح في العيون!
بل المدهش حقا أنه كلما زاد إجرامكم زاد إيماننا وحبنا للحياة والأحياء نحياها آدميين فوق الأرض ولسنا فئرانا في الجحور لا نعرف إلا الخوف .. ونتصيد فرصة المباغتة كي نقرض الأبرياء ونتلف المكان!!
شيء جميل أن يقف في وجه المدفع لعب جماعي!! فمن يقتل ليس كمن يفوز! والأهم أن في اليمن لا شك حذر يسود وجهود أكبر من أي جهود أخرى شهدتها دورة الخليج في سنواتها الماضيات وقد لا يكون جزافا القول إن هذه المرة الأولى يلعب فيها المتنافسون كرة والقلوب واجفة وذكرى حرب لا تزال شاخصة ومتوقدة! ووحوش القاعدة وجدت لها جحرا تسكن فيه حتى تأتيها فرصة لعرض هوايتها التدميرية على الناس!!
فهل يؤثر هذا المناخ المكهرب على نفسيات اللاعبين؟ وهل يكون له دور في النتائج؟! وهل ــ وهذا هو المهم ــ يقبل الجمهور على مشاهدة المباريات في الملاعب مباشرة؟!! إحدى الطيبات تقول إن ولدها وأصحاباً له .. يحرصون على حضور مباريات المنتخب في أي مكان كان، هذه المرة تقدمت هي ومنعته من الذهاب .. وأصرت على المنع لكنها ليست متأكدة من أنه لن يذهب فقد يفعلها خلسة ودون أن تدري ولا تسمع منه إلا مكالمة هاتفية تقول إنه في اليمن!!
المؤكد أن الاستسلام للخوف مرفوض! ومنح الفرصة لتنظيم القاعدة كي يفرح أنه استطاع تغيير حياتنا أيضا مرفوض المقبول فقط أمران عدم التهاون في الحرص خاصة الجماهير الراغبة في حضور المباريات، وعدم التنازل أن يكون اللعب في اليمن رغما عن الدود
المصدر / صحيفة عكاظ