عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-22, 02:43 PM   #9
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

عبد العزيز بن حمد العطية في حوار مثير مع «العرب»:اليمن غير مؤهل لاستضافة خليجي 20.. فلماذا نرمي بأنفسنا إلى التهلكة؟
2010-11-22
الدوحة - أحمد الجهني - معتصم عيدروس
ذهبنا لنحاور عبدالعزيز بن حمد العطية صاحب الاسم الكبير في كرة القدم القطرية والخليجية ، نائب رئيس اتحاد الكرة السابق وأمين عام اللجنة التنظيمية الخليجية ومسؤول الرياضة بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الأسبق، وأحد أبناء نادي السد الذين ترعرعوا وشبوا في رحابه.
استقبلنا الرجل في مجلسه بكل حفاوة، جلس معنا بكل تواضع ليجيب على أسئلتنا التي تشعبت وتنوعت فلم تترك «خليجي 20» الذي ينطلق اليوم وكذلك الكرة الآسيوية والقطرية، وكان للسد نصيب الأسد من حديثه.
وكما عُرف دائما، فقد كان الرجل جريئا يتحدث بكل أريحية، لا يفكر كثيرا في الإجابة التي تكون حاضرة ومرتبة، ضرب في كل الاتجاهات وجاهر بآراء يعتبرها البعض قاسية، لكنه لم يخف منها لأنه رجل صاحب مبادئ ويعتد بآرائه.
تحدث عن وضع السد بقسوة الأب نحو أبنائه عندما يريد أن يقوّم اعوجاج أحدهم، وأكد على أن الوضع الحالي في النادي لا يسر حبيبا ولا عدوا، لكنه عاد وأكد أن السد هو الزعيم، وقال: إن من يريد انتزاع الزعامة منه فالفرصة مواتية لكن بعد 100 سنة عندما ينجح في معادلة الألقاب التي فاز بها!
تحدث عن «خليجي 20» فجاهر برفضه إقامتها في اليمن في هذه الفترة، وأكد على أنه مع الرأي الذي يطالب بتأجيلها مع الاحتفاظ لليمن بفرصة التنظيم، وتحدث عن ملف «قطر 2022» لاستضافة المونديال الذي يعتبر حلم كل قطري، ودعا الفيفا إلى المرونة في اختيار زمان تنظيم المونديال في كل دولة حسب الأجواء الخاصة بها وعدم ربطه بشهر يوليو فقط.

 دار الكثير من الحديث خلال الفترة الماضية عن ضرورة نقل أو تأجيل خليجي 20، في حين يصر البعض على إقامتها في موعدها وفي مكانها بعدن, فهل أنت مع إقامتها في اليمن؟
- بداية لا بد من التأكيد على أن الجميع يتمنى أن تنجح البطولة وأن تقام في اليمن السعيد, الذي يجب أن يأخذ دوره في تنظيمها، وهي بالتأكيد بطولة مهمة جداً وحدث كبير بالنسبة لليمنيين والحكومة اليمنية والشعب اليمني، واليمن بالتأكيد استفاد رياضياً من تنظيم البطولة قبل إقامتها من خلال البنية التحتية التي تم تطويرها لتتناسب مع البطولة، ولكن لنتحدث عن مجريات الأمور في اليمن الآن, فقد كان يتحتم عدم الاستعجال في إقامة البطولة, ومن وجهة نظري البطولة كان يمكن أن تؤجل أو تنقل إلى دولة أخرى، ولكن بما أن إقامتها في عدن أصبحت أمراً واقعاً فليأخذ اليمن دوره إذن. وعندما أقول يفترض أن تنقل أو تؤجل فذلك لأن اليمن في حالة حرب، وهذا ما سمعته على لسان الرئيس اليمني قبل فترة في التلفزيون، ونحن نريد من الوفود والجماهير المشاركة في خليجي 20 أن يشاهدوا البطولة في جو مطمئن أمنياً، لا أن يعيش الجميع تحت الضغط خلال مرافقة الوفود سواء في التدريبات أو المباريات، من خلال تواجد ترسانة أمنية. ونجدد بأننا نرغب أن ينظم اليمن البطولة, ولكن ليس بهذه الصورة، والتي يمكن أن تسبب كثيرا من الحرج إذا ما حدث أي شيء، وسيبرز السؤال المهم: من المسؤول؟
كأس الخليج هذه المرة ستكون مختلفة كثيراً, فالأمن غير مستتب، والقتال يمني-يمني وليس بين دولة وأخرى، وأتمنى أن لا يحدث شيء يعكر صفو البطولة، وأتساءل ماذا يجبرنا على الذهاب؟ لم يكن هناك داع لإدخال كأس الخليج في مثل هذه الأجواء.

 ألا تعتقد أن هذه البطولة سوف تفقد عامل الجمهور, خاصة مع هذه الأجواء؟
- لا بد أن ننسى عامل الجمهور في اليمن، وهناك شائعات تقول إن قنوات كثيرة لن تذهب إلى اليمن، والسبب أن بعض الفنيين رفضوا أن يذهبوا إلى منطقة كلها مشاكل، وأتوقع أيضاً عدم وجود ضيوف للبطولة، وكأس الخليج طوال تنظيمها في مختلف الدول لم تكن بهذه الصورة، والكل يعرف أن هذه البطولة لها أجواؤها الخاصة.

 كانت هناك تقارير عن انسحاب الكويت من بطولة خليجي 20 وتم دحض هذه التقارير, فهل ترى إمكانية قيام دولة بالانسحاب من البطولة؟
- كل دولة لها مبرراتها ومسبباتها في الانسحاب, ومن الممكن أن يكون الإخوة في الكويت فكروا في أن الأمن غير مستتب, ولذلك فضلوا أن يحافظوا على سلامة أبنائهم، ونحن لا نريد أن تكون البطولة ناقصة، ونتمنى أن تحقق النجاح المطلوب، والبطولة في النهاية ليست كرة قدم فقط وإنما هي مجتمع وتظاهرة، ولو كانت كرة قدم لأتى كل فريق إلى الملعب عن طريق الطائرة ثم يعود ليلعب المباراة الثانية.

 الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة قال قبل أيام إنه لا يوجد هناك شجاع يلغي أو يؤجل أو ينقل بطولة خليجي 20؟
- نحن شعوب مجاملة حتى على حساب أنفسنا, وهذه حقيقة نعيشها في واقعنا, وأضرب لك مثالا, من الممكن أن تذهب إلى دولة خليجية وترى المعلب الرئيسي في حالة يرثى لها، وكذلك ملاعب التدريب, ومع ذلك تكون تصريحاتنا دائماً على شاكلة «الإخوة ما قصروا وفعلوا وفعلوا» هذا الكلام مجاملة, نحن نريد أن نتكلم من ناحية فنية عن كرة, عن وجود محترفين واحتراف ولاعبين أذهب بهم إلى ملاعب سيئة, وتحدث إصابات ولا توجد منشآت على ذلك المستوى, نحن مجاملون لأبعد الحدود مع اعترافي بأن المجاملة مطلوبة من كل شخص.
وهذا الكلام لا يجوز, وأنا أريد أن أفهم لماذا وصلنا إلى المستوى, لماذا لا تتأجل خليجي 20 سنتين, أين المشكلة؟ وتعود إلى اليمن بعد سنتين وتكون الأحوال أفضل من الوقع الحالي وتنصلح الأمور من حيث الملاعب أو الفنادق, وكل الأمور اللوجستية التي يتطلبها تنظيم كأس الخليج التي تعتبر من أهم البطولات بين دول الخليج. وفي ذاك الوقت تنظم البطولة في أجواء صحية, والشيخ عيسى مسؤول رياضي كبير ومعروف على مستوى الخليج, وكلامه في محله.

 ماذا تتوقع لمنتخبنا في هذه البطولة؟
- في البطولة الخليجية دائماً ما تكون الحظوظ متساوية، ولكننا نتمنى أن يحرز منتخبنا المركز الأول رغم أن نتائجه في مبارياته الودية وقبلها في تصفيات كأس العالم لا تؤشر إلى ذلك، والمدرب ميتسو أخذ وقته الكافي في إعداد الفريق، ولم يترك بلداً إلا وذهب إليه، والآن لا يوجد لديه أي عذر، والبطولة سيفوز بها منتخب واحد ولكن أعتقد أنه يجب أن يكون المنتخب القطري بسبب الإعداد الجيد الذي ناله.
في العالم هناك منتخبات كبيرة لم تحرز الكثير من البطولات كإنجلترا مثلاً, ولكنها قدمت كرة قدم حقيقية وأندية محترفة ومستوى تنافسيا على كل البطولات، وبالنسبة لنا فنحن نصرف الكثير على كرة القدم والإمكانات التي تتوفر لمنتخبنا لا تتوفر لدى بقية المنتخبات المنافسة له في البطولة الخليجية، ولذلك فمن المفترض أن يكون المرشح رقم واحد للفوز باللقب، ولا نريد أن نذهب إلى هذه البطولة مثلما كنا في خليجي 19 التي لم نستطع فيها الفوز على أي منتخب، ونقول لميتسو إنك أعطيت إمكانات لا يحلم بها أي مدرب في دولة خليجية وحتى في الشرق الأوسط، ومع ذلك فقد ذهبت للعب مباريات في أجواء باردة، وقلنا إنك تريد أن تصنع منتخباً قوياً، واستبشرنا بذلك، وقمنا بتجنيس لاعبين أجانب, وكل ما طالبت به تم تنفيذه، لذلك نقول إننا يجب أن نلغي كل الأعذار لأن الكيل طفح بنا.

 هل ترى أن الإعداد كان على الوجه الأكمل في المنتخب؟
- مشكلتنا الآن هي أن المنتخب يخوض كل مباراة بتشكيلة, وهذه كارثة, فنحن لم نستقر على تشكيل واحد منذ ما لا يقل عن خمسة أعوام.

 ما تعليقك على اختيارات ميتسو لبعض اللاعبين الذين لا يلعبون في أنديتهم؟
- هذا موضوع آخر تسبب فيه وجود المحترفين في الأندية الذين يلعبون كأساسيين، والأندية بالتأكيد تريد نتائج، وأعتقد أن هذا الوضع يحتم علينا أن نعمل دوري خاصا باللاعبين المواطنين القطريين.

 في برنامج «برزة» الذي يعرض على قناة دبي الرياضية قلت إن %75 من الإداريين لا يفهمون كرة؟
- أجاب، وكأنه يتذكر: أنا قلت %75.. يبدو أنني قد أخطأت إذ كان يجب أن أقول %95، وسأشرح لك مقارنة بوضعي, فأنا مارست الرياضة منذ 25 عاماً، ولعبنا كرة عندما كنا صغاراً, وتدرجنا في النادي, وأول منصب أتقلده في نادي السد كان إداريا في كرة السلة، وعبدالله أخي هو من وضعني في هذا المكان، وأتذكر إداريا اسمه سالم كنت أعمل معه، وقد تدرجت إلى ناشئي القدم, وكنت ألعب معهم في الأشبال والناشئين, ثم تدرجنا إلى الشباب وتعلمنا من إداريين فطاحل، وكان الناس يعملون بإخلاص وضمير, ويأتون إلى النادي بحب ورغبة, ويعملون أناء الليل وأطراف النهار، ويريدون أن يحقق النادي الفوز، وبعدها تدرجنا إلى اتحاد الكرة والأمانة العامة وتعلمنا في حياتنا الكثير، واليوم تشاهد رئيس ناد لا يمتلك أية خبرة ولم يمارس كرة القدم، وقد شاهدت بعض أعضاء الاتحادات في ألعاب مختلفة يقولون: فلان كلمني وقال لي «شو رأيك تجي ندخل الاتحاد من أجل توافر فرص السفر»، وأما الجمعيات العمومية فلا توجد فيها انتخابات لا في الاتحادات ولا في الأندية، وإذا حدثت انتخابات فهي تشكل الإدارات بأوراق «الكلينكس» وهذه كارثة، والكل يعلم أن هناك دعما كبيرا من سمو الأمير وولي العهد، ولكن كل هذا الدعم يمكن أن يذهب هباء منثوراً في ظل عدم وجود إداريين يعملون بطريقة صحيحة ومؤسسة، وأية مؤسسة تفشل بسبب وضع الشخص غير المناسب في المكان المناسب.

 هناك الكثير من الإداريين الذين كانوا يعملون وعندهم من الخبرات ما يكفي, لكنهم أصبحوا خارج المجال الرياضي, فما الأسباب؟
- المشكلة أن البعض قام بإبعاد هؤلاء الذين كانوا يعملون بفهم، بعد أن أصبح كل واحد يأتي بأصدقائه ومحسوبياته لدخول مجالس الإدارات, والشاهد الآن أن أي مجلس إدارة تجد فيه واحدا أو اثنين يفهمون في العمل, أما البقية فمجرد مساكين، وعندما تسأل أيا منهم لماذا يحدث هذا يقول لك: تعليمات, ليس بأيدينا شيء. في ظني هذه كارثة، وأعطيك مثالاً: في النادي العربي عاد عبدالله المال للقيادة فتغير الكثير، فبعد أن كان الفريق لا ينافس على شيء خلال السنوات الماضية عاد للمنافسة بقوة على الألقاب، وعبدالله المال ليس رجلا خارقا أو «سوبرمان»، وهو لا يعمل وحده وإنما مع مجموعة تحب النادي وتخلص له، وهو من الإداريين الذين يشركون الجميع فيما يخص النادي، وهذا ما كان يحدث في الزمان الماضي عندما تعلمنا من حمد بن خليفة العطية, وناصر مبارك العلي, ومحمد مبارك العلي، هذه المجموعة كان الجميع يتعلم منها، واليوم تجد رئيس ناد صغير يحتاج إلى التفاف مجموعة من أصحاب الخبرات لتسيير مركب النادي حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه.

 نلاحظ غياب الدور الاجتماعي للأندية, والتي أصبحت مقارها للدوام والموظفين فقط؟
- هذا صحيح، فالأندية فعلاً غاب عنها هذا الدور، والدولة تصرف ملايين المليارات على البنية التحتية والرياضية, ولكن لنسأل ماذا قدمت الرياضة للمجتمع، هل رأيت مباراة خيرية تقام لمرضى السرطان أو لذوي الاحتياجات الخاصة أو لأي عمل خير. أنا لا أذكر إلا مرة واحدة فقط لعب فيها المنتخب مباراة خيرية، ولكن أين دور الأندية التي لا نشاهد منها شيئا تقوم به مقابل الصرف الحكومي.

 احتكرت قناة أبوظبي الرياضية خليجي 20, وهناك بعض القنوات الخليجية من الممكن أن لا تنقل كأس الخليج مثل الجزيرة, هل أنت مع احتكار القنوات الخليجية لكأس الخليج؟
- دول الخليج عندما يأتي الدور عليها في تنظيم بطولة كأس الخليج لا تقول هذا الكلام, يسكتون لأنهم هم المنظمون, وهلم جرا, لكن الاحتكار مرفوض فالمفروض أن تكون الكلمة للاتحادات وليست للقنوات, وأضرب لك مثالا, إذا لم تلعب المنتخبات هل تستطيع القنوات أن تقيم البطولة. ويجب أن تباع المباريات بمبالغ معقولة, لا بد من وضع معايير معينة ويتم هناك اتفاق بين جميع القنوات وتكون هناك تسعيره محددة لجميع القنوات, أما أن يكون احتكارا فلا يجوز.

 (مقاطعة) هل البطولة تساوي مبلغ 35 مليون دولار؟
- البطولة لها وضعها, ولها الجهة الداعمة لها من خلال الإعلانات والشركات, والبطولة لها الآن 40 سنة, إذن هي تساوي هذا المبلغ الكبير, ويعتبر هذا المبلغ ضئيلا, وهذا المبلغ يعتبر دعما للدولة المنظمة (اليمن).

محور الكرة الآسيوية

 نذهب إلى محور آخر في هذا الحوار وهو الكرة الآسيوية. ونسألك: كيف ترى قيادة بن همام للاتحاد الآسيوي؟
- محمد بن همام قام بتطوير الكرة في آسيا عبر عدة مشاريع, ولم يأل جهدا في تنفيذ جميع أفكاره من خلال مشروع الهدف, وتطوير دوري أبطال آسيا, وكأس آسيا وتحويل الأندية من هاوية إلى محترفه عبر تحويلها إلى شركات, والذي قام به محمد شيء كبير وكثير, وفي الفترة السابقة رأينا الكرة الآسيوية تطورت في آسيا كلها.

 هل أنت مع النظام الحالي لدوري أبطال آسيا بمظهره الجديد؟
- أتمنى أن تتطور البطولة أفضل من شكلها الحالي, لأن دخول البطولة من موسم إلى موسم آخر فيه جانب سلبي, إذ يجب أن تلعب البطولة بنظام الموسم وليس العام كما يحدث الآن، ومن جانب آخر أعتقد أن قطر تستحق أن تشارك في هذه البطولة بأربعة أندية, لأننا لو قارنا أنفسنا مع بقية الدول سنجد أننا مثلها أو حتى أفضل منها، وهناك السعودية لديها 4 مقاعد والإمارات 4 مقاعد, وكذلك إيران, ونحن لا نقل عنها من ناحية المستوى.

 كيف تنظر إلى نظام الشركات الذي تبناه الاتحاد الآسيوي بالنسبة للأندية ووضعه كمعيار للمشاركة في دوري أبطال آسيا، وهل نقوم نحن بتطبيقه فعلاً؟
- الاتحاد الآسيوي قام بوضع هذا المعيار للمشاركة في دوري أبطال آسيا، ولكن أعتقد أنه «كلام فاضي» لأن الأندية ما زالت تعتمد على الدعم الحكومي والكل يعرف هذا، ولا أعتقد أن هذا النظام سينجح في منطقتنا وهو «كلام مأكول خيره» والأندية الكبيرة مثل برشلونة وريال مدريد تعتبر حقيقة شركات مساهمة, أما في منطقتنا فإن الأمر لا يتعدى ورقة من وزارة الاقتصاد وينتهي الموضوع، والدعم حكومي ومن دونه يقال في اليوم الثاني «يفتح الله» لا أحد يستطيع أن يستثمر في الأندية, وأعتقد أن الدعم الحكومي لأنديتنا لن يتوقف إلى ما لا نهاية، والأندية إذا قامت بعمل استثمارات فالسؤال المطروح هو من الذي سيديرها، وإذا كان البعض لا يستطيع إدارة فريق كرة فكيف تريد منه الاستثمار، ومع احترامي وتقديري أرى أن الأمر صعب جداً، ويجب أن يأتي أشخاص يعرفون كيف يديرون العملية الاستثمارية، ونحن بالتأكيد نستطيع بناء عمارة أو أية بناية, ولكن أن نتحدث عن تجارة واستثمارات فلا أعتقد. انظر مثلاً إلى قميص كريستيانو رونالدو في ريال مدريد ما بيع منه أعاد للنادي نصف ما دفع فيه، وأسألك: قميص أي لاعب في منطقتنا يمكن أن تبيعه الأندية؟ خاصة مع عزوف الجماهير حتى عن دخول المباريات.

 هل يعني هذا أن الشركات مجرد ديكور؟
- الأندية ليس لها دور في هذه الشركات بسبب الدعم الحكومي, والاتحاد الآسيوي يعرف هذا الأمر, وهو ليس غبياً ويدرك أن %98 من الأندية الآسيوية تسير على المنوال ذاته.

نادي السد

 نتحول إلى محور آخر وهو نادي السد، والسؤال المباشر: هل أنت راض عن نادي السد وهو ينهي القسم الأول من الدوري في المركز الخامس؟
- أجاب بسرعة: بالتأكيد لست راضياً عما يحدث في السد, ولن تجد أحداً يعشق هذا النادي ويحبه راضياً عن ذلك, فالسد اسم كبير وله تاريخ عريض، ويجب ألا نتكلم عن هذا الموسم فقط وإنما عن السنوات الثلاث الماضية التي خرج منها السد من دون أن يحقق الفوز بلقب الدوري، وما يحدث للسد حرام، فكل ما يطلبه الفريق متوفر من إمكانات ولاعبين، لذلك أعتبر ما يحدث كارثة لا تسر عدوا ولا صديقا، وأعتقد أن السبب في الاختيارات الخاطئة هو المدرب كوزمين, الذي أعتقد أنه لا يوجد لديه ما يقدمه، ونحن لا نتحدث عن مدرب جيد ومدرب سيئ ولكن هناك مدرب لا يوفق في عمله ويجب أن ينهي النادي خدماته فوراً، خاصة أن السد يعج باللاعبين المميزين, ويستطيع أي مدرب أن يتكيف مع المجموعة التي تعتبر الأفضل، ويكفي النظر إلى كل المنتخبات لتجد أن السد هو عمادها الأول، ولكن للأسف لا أحد يريد أن يخرج ليقول لنا ماذا يحدث في النادي أبداً.

 ماذا تعني بالاختيارات الخاطئة؟
- المعنى واضح, فقد قمنا بالاستغناء عن فيلبي جورج، ولا أقول إن هذا الأمر خاطئ ولكن كان يفترض أن يأتي بديلاً له صانع ألعاب مميز، ولننظر إلى محترفي السد فقد أعدنا عبدالقادر كيتا منتهي الصلاحية مرة أخرى وبمبلغ خيالي، كما أننا سجلنا نذير بلحاج رغم أن لدينا 3 لاعبين يؤدون نفس الوظيفة التي يلعب فيها، ولا نعرف ماذا يحدث ومن هو صاحب الاختيارات هل هو المدرب أم الإدارة. نتمنى من المجلس أن يضع حداً لهذه المهازل التي تحدث، وحزني كبير على الفريق لأننا تعبنا لخدمة هذا الصرح الشامخ, وكل حياتنا كانت فيه من أعمام وإخوان وآباء, ويمتد حزني لأنني لا أجد اليوم أحداً من آل العطية في مجلس الإدارة رغم أنهم من المؤسسين، ولا أدري لماذا يريدون طمس المؤسسين، ونحن نطالب بأن يحدث في السد ما حدث في العربي، مع تأكيد احترامنا وتقديرنا لكل الموجودين في النادي.

 السد يخدم الأندية الأخرى كثيراً عن طريق إعارته لعدد كبير من لاعبيه, فكيف ترى هذا الأمر؟
- هذه مسألة فنية تخص المدرب والإدارة هي المسؤولة, وهذه سنة الحياة، ولكن أعتقد أن اختيارات المدرب للاعبين خاطئة، ويجب أن يقال له: مع السلامة. وأعتقد أنه يوجه رسالة إلى الإدارة لتقوم بهذا الأمر, ففي مباراة لخويا مثلاً قام بتبديل يوسف أحمد في الدقيقة 90 والفريق مهزوم، وقبلها في مباراة قطر قام بتبديله أيضاً في آخر ربع ساعة والفريق مهزوم، وأعتقد أن المدرب يمرر رسالة من تحت الماء، هذا بخلاف شكواه الدائمة بأنه لا يوجد لديه فريق وأن وضعه سيئ، ولا أدري كيف يقول كوزمين هذا الكلام وهو يعرف أنه يقوم بتدريب نادي السد الممتلئ باللاعبين في الصف الأول والثاني والثالث والرابع، وإذا كان الشرط الجزائي كبيرا فيجب أن يتحمله من وقع معه، ولكن لا أن تسير الأمور هكذا على حساب اسم نادي السد.

 أين جمهور نادي السد؟
- جمهور نادي السد موجود في كل مكان, وهو يمتلك أكبر قاعدة جماهيرية رجالاً ونساء ولكنهم لا يأتون للملاعب بسبب النتائج السيئة، وأؤكد أن السد هو صاحب القاعدة الأكبر وليس الريان أو العربي، ومن يقول غير هذا فهو لا يعرف في الكرة.

 (مقاطعة) السد استفاد من البطولات التي حصل عليها لتكوين قاعدة جماهيرية, فهل ترى أن هذه الجماهير يمكن أن تتحول إلى ناد آخر مثل الغرافة مثلاً؟
- أقولها بصراحة: لا. فمن يحب السد لا يمكن أن يذهب لتشجيع ناد آخر, فالسد له أهله وناسه الذين يشجعونه.

 (مقاطعة) هل يعني أنه نادي صفوة؟
- لا فكلنا عيال آدم ومن حواء, ولكن من المستحيل أن يقوم أحد يحب السد بالتحول لتشجيع ناد آخر، ومن يفعل ذلك فهو منافق وليس سداوياً أصيلاً.

 هل تعتقد أن نادي السد في ظل النتائج السيئة هذه سيفقد زعامته؟
- نعم, إذا استمر الوضع على ما هو عليه. ولكن من يريد الزعامة فهو يحتاج إلى مئة عام حتى يحقق الإنجازات التي حققها السد من الكؤوس الداخلية والخارجية.

 من السد نتحول إلى محور آخر وهو الأندية القطرية, ونسأل بداية: هل تعتقد أن فريق لخويا مفاجئة الدوري؟
- نعم, لخويا مفاجأة, ليس لدوري النجوم فقط ولكنه مفاجأة العالم، ولا يوجد ناد يأتي من الدرجة الثانية ويتصدر دوري محترفين في العالم كما حدث مع لخويا الذي تصدر القسم الأول.

 (مقاطعة) البعض يقول إن الاستثناءات هي السبب؟
- من يتحدث عن الاستثناءات في لخويا فعليه العودة إلى الأندية الأخرى فكلها استفادت مما حدث, وإدارة لخويا اجتهدت لجلب المحترفين الجيدين كما أتت بلاعبين مواطنين كانوا موجودين أمام ناظر الأندية الأخرى، وبالنسبة لجمال بلماضي فهذه تعتبر سنته الأولى في التدريب، وتفوقه أمر طبيعي على من سبقوه, فقد نجح في توظيف اللاعبين بالطريقة الصحيحة، وعمل مثل غوارديولا مع نادي برشلونة في أول موسم له.

 هل تعتقد أن أندية الدرجة الثانية تحتاج إلى زيادة عدد أنديتها؟
- نعم, أندية الدرجة الثانية من وجهة نظري تحتاج إلى زيادة عددها, وهناك بعض الإداريين من الدرجة الثانية يتمنون عدم الصعود إلى الدرجة الأولى, وتفكيرهم: «خلينا تحت عايشين يالسين ولا حد يدري فينا» وهذا الواقع المرير الذي نعيشه, وهناك أناس مستفيدون من أندية الدرجة الثانية, ولذلك فهم يفضلون أن يكون الوضع كذلك.

 الجمعيات العمومية في الأندية, كيف تنظر إليها؟
- الجمعيات العمومية للأندية عبارة عن «كومبارس», وبعض الأندية تشكل مجالس إدارتها «غصباً عن اللي ما يرضى» اللهم إلا من بعض الأندية الجماهيرية، ولكن عموماً ليس في هذه الجمعيات العمومية من يستطيع أن يغير شيئا, وهذا وضع خطير على الرياضة القطرية».

 هل تعتقد أن تراجع ناديي العربي والريان عن بطولات الدوري منذ فترة كبيره أثر على الكرة القطرية؟
- الريان والعربي ناديان عريقان وكبيران, وبالفعل قد غابا طويلاً عن منصات التتويج والسبب مشاكل إدارية أدت إلى ما نشاهده حالياً، وأعتقد أنهما بدآ يعودان تدريجياً للمراكز المتقدمة, وهذا الأمر يحفظ جماهيرهما التي تحلم بعودتهما إلى إحراز البطولات.

 هل تعتقد أن الاتحاد القطري لكرة القدم يفاضل بين الأندية؟
- لا أرى أن الاتحاد يفاضل بين ناد وآخر, لكن يجب عليه أن يعطي الأندية التي تعمل حقها في الدعم أكبر من التي لا تعمل، ولا يمكن أن نقارن ناديا يرفد المنتخبات الوطنية بناد آخر لا يقدم نفس الخدمة.

 ألا تعتقد أن الاتحاد القطري ظلم السد والريان باستمرار مبارياتهما بدوري نجوم قطر وهما يدعمان المنتخب الأولمبي بسبعة وستة لاعبين؟
- أنا لم أرى هذا الأمر في العالم إلا عندنا في قطر, فدوريات المحترفين في أوروبا أو أي مكان آخر لا يمكن أن يشارك فريق بعد أن يغيب عنه هذا العدد الكبير من اللاعبين.
ويجب علينا أن نرجع للنظام القديم من خلال التجمع والمعسكرات وعدم أخذ اللاعبين من أنديتهم للعب المباريات, ونحن لسنا مثل منتخب إسبانيا أو منتخب الأرجنتين أو البرازيل, وهذا الموضوع لا يصلح مع منتخبنا.

 هل ترى الاحتجاجات على الاتحاد القطري لكرة القدم ظاهرة صحية؟
- لا أراها ظاهرة صحية, والسبب أننا الآن بدوري محترفين, ومن فترة طويلة لا توجد لائحة تنظم مثل هذه الأمور لتكون واضحة, وهذه مصيبة أخرى, والمفروض أن تكون جميع الأمور واضحة وصريحة.

 ماذا تقول عن نادي الأهلي بوضعه الحالي؟
- والله وضع النادي الأهلي يحزن, ومنذ فترة كبيره وأنا حزين على هذا النادي الذي كان يقدم للمنتخبات 6 و7 لاعبين, ويحق لنا أن نسال: أين زمن محمد غانم وعيد مبارك وعبدالله مبارك وسمير وفرج وعباس حسن سبيله وإبراهيم المغيصيب وعيسى أحمد وعادل مال الله, أين هذه الأجيال؟ ما يحدث في الأهلي حرام، وإذا كنا نعطي الأندية استثناءات فالأهلي يستحقها، وكذلك الخور والوكرة هما يغرقان, ويفترض أن يعاملا مثل لخويا. الأهلي له أهله والمفروض أن يتولوا أمر ناديهم, خاصة أنه عريق ويجب أن يكون في المقدمة.

 ماذا تقول عن ملف قطر لاستضافة كأس العالم 2022؟
- استضافة كأس العالم حلم كل مواطن وكل من يعيش في هذه الأرض الطيبة، ونحن مؤهلون لاستضافة المونديال عام 2022، ونحن ننتظر التصويت الذي سيتم خلال الشهر المقبل، ولكن لا أعرف لماذا يصر الفيفا على اختيار شهر يونيو لتنظيم البطولة، ونحن نتكلم عن دول العالم, فيجب أن لا تتم برمجة البطولة لتقام في منطقة معينة، ويفترض أن تختار كل دولة الطقس المناسب لها، ففي بعض الدول سيكون الأفضل أن تلعب في شهر ديسمبر، حتى لا يبدو الفيفا وكأنه يحرم دول الشرق الأوسط مدى الحياة من تنظيم الكأس، ولا يوجد ضير في توقف الدوري الأوروبي في نصف نوفمبر أو ديسمبر، وذروة كأس العالم عادة تكون خلال أول أسبوعين, ثم تخرج ثلاثة أرباع المنتخبات المشاركة لتعود لتلعب دورياتها، وبالتالي سنكون قد أتحنا الفرصة لكل دول العالم لاستضافة هذه البطولة المهمة، ونحن نعلم أن سمو الأمير وسمو ولي العهد والشيخ جاسم بن حمد والشيخ محمد بن حمد الذي يتبنى الملف والإخوان الذين معه يعملون من أجل تحقيق هذه الاستضافة, ونتمنى أن يوفقوا في ذلك، خاصة مع الدعم اللامحدود من سمو الأمير للرياضة والرياضيين, والذي يعرفه الجميع في كل أرجاء العالم، ونقول: إن الملف لكل القطريين كبارا وصغارا, وهذا الحدث ليس صعبا إقامته في قطر.

 كلمة أخيرة
- كل عام وأنتم بخير, ونتمنى الصحة والعافية لسمو الأمير وولي عهده والشعب القطري وكل المسلمين. ونتمنى أن تكون رياضتنا على ما يرام.
............http://www.alarab.com.qa/details.php...=1071&secId=20.................................................. ..
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس