كنت افكر في كتابة مشاركة شبيه بهذه أو بالاحرى يحمل فكره تدور حول هذا المعنى الذي تفضل به الاخ العزيز الصميل المعرجم ، ولكنني بعد قراءتي لهذا المقال عدلت عن ذلك ووجدت نفسي اكتفي بالمشاركة هنا .
الحقيقة أن مجموعة الاسئلة التي أوردها كاتب المقال هي با ختصار شديدة تحمل فكرة اساسية وهامة مفادها ، كيف يمكن ان يكون كل واحد منا شخصا (( إيجابيا ) نحو قضيته الوطنية الجنوب ؟؟ والايجابية هي المبادرة الى العمل وفق ما هو متاح وممكن لكل شخص ، من أجل تقديم خدمة أو تحقيق مصلحة للجنوب ، وهذه الخدمة الايجابية تتطلب ان يكون صاحبها متجردا من المصلحة الشخصية أي كانت هذه المصلحة ، وأن تكون القناعة والإيمان بقضية الجنوب هو الدافع الحقيقي والاساسي دون انتظار من اي شخص لا جزاءً ولا شكورا ، هنا نكون بصدد عمل نضالي ووطني خالص من أجل الجنوب ، قد يقول قائل أنه متعاطف مع الحراك الجنوبي ، ولكنه لا يستطيع تقديم شيء ، هنا نقول له لا ، فالجنوب بحاجة لكل واحد منا ، مهما كان هذا الواحد ، فمنا من يستطيع الكتابة في المواقع العربية والاجنبية ، ومنا من يستطيع المساهمة في تقديم المشورة والتواصل مع القيادات والنشطاء ، ومنا من لديه القدرة والكفاءة لوضع برامج العمل ووضع مشاريع سياسية واعلامية وتنظيمية ، ووووو الخ . منا من هو خبير في القانون ، وفي التاريخ ، وفي العلاقات الدولية ،ومنا من يستطيع تقديم المال والاعانة المادية مهما قلت أو كثرت ، ومن لم يستطع فعل اي مما ذكرنا ، يستطيع أن يعبر في مجلسه بين اصدقائه ومعارفه وزملائه من العرب والاجانب عن قضية الجنوب وعدالتها ومشروعيتها ، ويعبر عن مدى الظلم والمعاناة التي يتعرض لها شعب الجنوب من جراء همجية نظام الاحتلال اليمني .
لذلك ، العمل الايجابي له من الابواب لا حصر لها ، لا يجوز الاستهانة باي دور يمكن ان يلعبه كل مواطن جنوبي ، بشرط التسلح بالقناعة القوية والايمان الراسخ ان قضية الجنوب قضية مصيرية لابد لها أن تنتصر في نهاية المطاف مهما كانت الصعاب .
أتصور ان كل فرد من ابناء الجنوب يقع عليه واجب المؤازرة والمساندة لاخوانهم في الداخل وشد أزرهم ورفع معنوياتهم من خلال التعبير بالوقوف مع قضية الجنوب والحراك الجنوبي والتصميم على المضي بهذا المشروع الوطني المقدس حتى النصر .
بهذه القناعات نستطيع رفد الحراك بكل متطلبات القوة والعزيمة ، وبالمبادرات الايجابية والتحرك العملي نستطيع تحويل الاقوال الى افعال ، ونجعل من كل فرد من ابناء الجنوب عنصر مهم له دور وله فاعلية ، وهنا يتخلق شعور لدى كل منا أنه جزء من هذا الحراك ، وجزء من هذه الثورة الجنوبية ، وليس مجرد متابع من بعيد معزول عن أي دور ،، وكل ذلك يلزم ان يصاحبه تنظيم من القيادة العليا بطريقة تشكيل فرق عمل من ذوي الخبرات الكبيرة في شتى المجالات ، مهمتها الرصد والتحليل والتخطيط والتنظيم و وضع التوصيات التي تساعد صاحب القرار على اتخاذ المناسب والاقرب الى الصواب .
أتمنى أن يلهمنا الله الحكمة والصواب في فهم أدوارنا والاخلاص في تقديم كل ما يفيد الجنوب دون الخوض في متاهات وتشعبات لا طائل منها الا مزيد من التأخر والشتات .
شكرا لكاتب الموضوع والاخوة المتداخلين .