عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-11-18, 03:39 PM   #1
نبيل العوذلي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
افتراضي هل بات الوقت مناسبا لمشاركة الخطاب الديني وقادته في قيادة النضال الجماهيري؟

1-بسم الله الرحمن الرحيم
في الوقت الذي يتفق فيه الكثير من قادة الحراك الجنوبي في الداخل والخارج على براعة النظام اليمني في توظيف الخطاب الديني في صراعاته السياسيه والتاريخيه عامة وفي غزو 94 ومابعده حتى اليوم بتكريس سلطة الاحتلال بهذا الخطاب الديني نجد ان قادة الحراك ازاء هذه الاستراتيجيه بين راغب في استعمال نفس السلاح –الخطاب الديني- وهم عدة اقسام
قسم يرى فقط باستخدامه وهو لايؤمن به بتاتا ويضع من الان الطرق لكيفية التخلص منه عقب التحرير باذن الله تعالى ونيل الاستقلال
وقسم يرى ايضا فقط باستخدامه ولكنه لم يحدد بعد نوع الخطاب المؤثر في الجماهير والمساهم في دفع اثار الخطاب الديني المعارض له الذي تبثه سلطات الاحتلال ...فلا يعرف هل هو الخطاب الديني الشيعي على غرار خطاب حزب الله والحوثيين—الموت لامريكا الموت لاسرائيل الحياة للمقاومة والجهاد—او هو خطاب القاعدة ام خطاب السلفيه العلميه و السياسيه ام خطاب الصوفيه بحجة انها دين الجنوب العربي وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعيه
وقسم يرى بأن الخطاب الديني جزء لايتجزأ من هويتنا العربيه السنيه كعرب سنه-شوافع-ولابد ان يكون هذا الخطاب بمثابة اللبنات الاولى لحضوره في تشكيل دولتنا القادمه باذن الله تعالى سياسيا واجتماعيا وعرفيا مستحضرا تجربة الاباء في حقبة الحزب الاشتراكي اليمني النافيه للخطاب الديني مما اودى بنا الى الافلاس في هذا النوع من السلاح اثناء احداث 94
وقسم لايريد ادخال الخطاب الديني في قضيتنا ونضالنا مطلقا لانه يرى ان قضيتنا سياسيه وليس لها علاقة بالدين ويعتقد ان دخول هذا الخطاب سيجعل الغرب يتخوف ويتردد من تبني دعم ومساندة قضيتنا لانه يرى وفق هذه النظرة ان الغرب عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر لايريد الاسلام بأي صورة تظهر
الفاحص لوضع الحراك وقادته يستطيع تسجيل نقاط سلبيه وايجابيه ازاء هذه القضية –توظيف الخطاب الديني—في نضالنا ضد عدوا جعل اساس عدته التحريضيه ضدنا هذا النوع من الخطاب الديني
النقاط السلبيه
يميل بعض من قادة الحراك الى اقصاء الخطاب الديني عن قضيتنا ونضالنا لاسباب ظاهرة يعلنها يخفي وراءها اسباب باطنه سنتطرق اليها بأذن الله تعالى
الاسباب الظاهرة مثل قولهم ان امريكا لاتريد أي تغييرسياسي في أي مكان يحوي خطاب ديني ..كما ان الاسلاميين لايمتلكون الاستطاعه والخبرة السياسيه والاداريه للمساهمة في التغيير ولاحتى في بناء الدولة المنشودة باذن الله تعالى محتجين بتجربة طالبان
والجواب
اولا على هذا الكلام بالاجمال –أي بنظرة مجملة- اننا كلنا نعد السعودية وايران بمثابة الدولتين اللتان قرنتا كثير من تقنيناتها السياسيه والاجتماعيه بالاسلام وهما من الدول البارزة والقوية اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وصناعيا فلماذا تحتجون بتجربة طالبان المتشددة التي شدت على نفسها حتى الخنق والهلاك
اما على وجه التفصيل فأن السعوديه دولة اسلامية سنيه وايران دولة اسلاميه صفوية ليبقى السؤال هنا ايهما اقرب الينا اسلاما –اسلام دولة السعوديه السني ام اسلام دولة ايران الصفوي-؟
والقرب هنا يجب ان يقاس على اساس مايلي
اولا
القرب الجغرافي
السعوديه اقرب الينا من ايران وكلنا نحن والسعوديه تضمنا جزيرة العرب وبيننا حدد وممرات بحريه توجب المراهنة عليها لتحسين العلاقات السياسيه والاقتصادية مستقبلا باذن الله
القرب الاجتماعي
السعوديه اقرب الينا من ايران لان الجاليه الجنوبيه من ابناء الحضارم ويافع وشبوة ممن هاجروا منذ اكثر من خمسين عاما وصارالكثير منهم يحمل الجنسية السعودية ولايزالون يحملون الشعور الوطني المحترم لجنوبيتهم العربيه ولديهم من العلاقات الاجتماعيه مع القبائل والبيوت السعوديه ما لايحصى بل ان جزء كبير من النسيج الاجتماعي مكون من هجرات لقبائل من الجنوب العربي المهرة وحضرموت وشبوة ومن اليمن الجنوبي يافع والضالع حتى استغربت وجود بيت اسمه بيت الشعيبي لفخذ كبير يظمهم اسمه –ضالع –هنا في القصيم
القرب اللغوي
بوضوح اللغه العربيه هي ما تجمعنا مجملا اما مفصلا فلهجة الحضارم لها حضور قوي في لهجة السعوديين من اهل جدة ولهجة شبوة وجزء من حضرموت لها تمازج مع لهجة بدو الصحراء وهذه السمة لاتتحقق مع ايرن مطلقا الذين يتحدثون اللغة الفارسيه
القرب الثقافي
الادبي والفني فالتمازج موجود من شعر ونثر وغناء بين السعودية والجنوب العربي -جمهورية اليمن الديمقراطيه الشعبيه-بل ان الناظر لطريقة اداء السعودين ثقافتهم الادبيه والعرفيه في بعض قنوات الصحراء مثل-الساحة-يجد التقارب في الرقصات وطريقة اداء الشعار لاشعارهم مع اهل الجنوب العربي والناظر لثقافة الحجازيين يجد اثر التمازج الثقافي حاضرا وقويا
القرب الاقتصادي
تعتبر الجاليه الحضرميه بدرجة اول ثم اليافعيه من اغنى اغنياء الجاليات الاخرى بل ومن كثير من السعوديين ويكفي ان مشاريع الحرم العملاقه تتبناها مجموعة بن لادن السعوديه ذات الجذور العربيه من حضرموت
اما النقطة الثانية بأن الاسلاميين يمتلكون رصيدا هزيلا من الخبرات والتجارب في السياسة وادارة الدول ومؤسساتها المدنيه والعسكرية
فالجواب بعون الله...نعم صحيح اتفق مع هذه النقطة في ان رصيد الاسلاميين يكاد يكون هزيلا في ادارة مؤسسات الدول المدنية والعسكرية ..بل ان الفاحص لتجربتهم برمتها يجدها لاتتعدى سوى النجاح في الدعوة والتبشيربالاسلام والفتوى بامتياز مع درجة ضعيف للامر الاخر خصوصا المدرسه التي انتمي اليها-السلفيه-لانه وللانصاف فتجارب الاخوان تعد متقدمه الى حد كبير عن تجارب السلفيين في هذا المضمار ويكفي تجربة الاسلاميين في تركيا ومصر وحماس خير شاهد , ولكننا ازاء القصور الذي نعانيه ارتأينا التعاضد والتعاون مع اخوتنا من اصحاب التجارب والخبرات القويه للاتجاهات الاخرى كالقوميين واليساريين والامميين وسنكون بعون الله تعالى يد معينه وناصحة لاتمام مقصودهم في بناء دولتنا العصريه الاسلاميه القادمه باذن الله تعالى
اما الاحتجاج بان امريكا لاتريد أي تغييرا سياسيا في أي مكان بالعالم يكون فيه نفحة الاسلام فهذا غير صحيح بل ويضر امريكا ويصورها بالعداء مطلقا للاسلام وهي تعرف ان هذا الكلام لاينفعها بل يضرها والا لما تحالفت ودعمت الشيخ شريف في الصومال وهو من السلفيه الجهاديهالذي كان على حرب معها واراد ان ينقذ بلاده بتقديم مصلحة النفس والعقل والعرض والمال على مصلحة الدين لضرورةتكمن في ان حفظ الدين لايتحقق له الاستمرار الا بالانفس والسكن الاجتماعي وهذا ما اراده بالاتفاق مع الغرب لان الصوماليين كادوا انينتهوا من جراء الحروب والاقتتال وهي مصلحة راجحة وقياس حكيم لم يتفطن له المعارضين لغلوهم وتطرفهم
ويكفي خير شاهد ان اقوى علاقات يحتفظ بها الغرب وامريكا خاصة هي مع افضل دولة تعمل بدين الاسلام الظاهر ومؤسسة على محكمات الدين الصحيح لاهل السنه والجماعه –المملكة العربيه السعوديه- ثانيا ان امريكا اليوم تعرف ان أي تغيير لايحتوي بين طياته على صبغة دينية اسلاميه سيقسم المجتمع الى قسم مع القاعدة وقسم ضدها وتعرف ان افضل طريقة لحصر نجاح ايدلوجية القاعدة المتطرفه هو بايدلوجية اسلاميه وسطيه من نفس وحي ايدلوجية القاعدة –أي السلفيه—وليس التشيع لانها جربت ذلك في العراق وليس التصوف لانها تعلم ان الصوفيه قائمة على الايمان بالقضاء والقدر كما هو ولايصح مدافعته ,فليس اذا في منهج الصوفيه جهاد ولا كفاح ولانضال تخشى على مصالحها من استنهاضه فلن تختار منهج لايقوي على تقويض فكر قوي وعنيد لقاعده وهو –السلفيه الجهاديه المتطرفه—لنميز بينها وبين –السلفيه الجهادية السياسيه الغير متطرفه كالتي ظهرت في الكويت والبحرين والتي عليها المملكة العربيه السعوديه حكومة وشعبا والتي عليها الهيئة الشرعيه للحراك الجنوبي السلمي بحمدالله
ان المعضلة التي يعاني منها بعض قادة الحراك من محاولات لاقصاء الخطاب الديني السني في قضيتنا هو ينظري لاسباب باطنه يتم تغطيتها باسباب ظاهرة هي ماذكرته وجاوبت عليه انفا ..وهذه الاسباب الباطنه ان البعض يريد الاصرار على ابقاء الحراك في بوتقة الخطاب الثوري –اليساري وربما القومي—لانه بين شعوره ان هذا هو ميدانه الذي سيظهر فيه على الجماهير بصورة الزعيم الثوري لاجادته نبرة وسحر بيان هذا الخطاب المتأصل في كرومسومات دماءه , والنبي صلى الله عليه وسلم يقول-ان من البيان لسحرا—وهو يشعر ان قادر بهذا الخطاب ان يسحر لب الناس بتلك الالفاظ والمصطلحات التي تجري على السنتهم مجرى اللعاب فيسحرون بها الناس غير مبالين ان من يموت من هؤلاء الناس الى اين سيذهب وهو لم يخلص نيته لله عز وجل ولم يستحضر معاني التوحيد والاخلاص لله تعالى وافراد العبادة لله تعالى وحده لاشريك له في نضاله وكفاحه السلمي الذي قد يتعرض فيه البعض للموت فجأة من رصاصة طائشة او نحوه وبين الشعور الاخر انه اذا ما سمح للخطاب الديني بالمشاركه فان ذلك سيزاحمه زعامته الجماهير وسيتيح الفرصه لقيادات اسلاميه في الهيئة الشرعي هاو غيرها بالبروز على الساحه النضاليه مع صعود نجم الاسلاميين اليوم على حساب اليساريين والقوميين فيحوله بحسب وسوسة الشيطان له الى زعيم من درجة ثانية –لحقه—

اما النقاط الايجابيه
فمتمثلة بادراك الكثير من قيادات الحراك باهمية الخطاب الديني خاصة الذي بدأ بقدم السبق في ذلك العميد ناصر النوبة الذي وافقني حال لقاءه عقب خروجه من السجن ببيت بانافع بالمنصورة واتصل بي ثم التقيته وسماحة المفتي-الشيخ حسين بن شعيب-في مقر الحزب الاشتراكي اليمني بالمعلا حتى قدم الشيخ في فعالية الحبيلين ولاانسى الشيخ احمد المصيادي والمناضل احمد عمر بن فريد الذي التقيته في مقر الحزب بالمعلا ورحب بعرضي هذا ثم الشيخ طارق الفضلي والمناضل علي هيثم غريب والشيخ صالح بن غالب وعبدالرب النقيب ومشرف موقع الضالع فهمي الضالعي ومناضلي الحزب الاشتراكي في الداخل والخارج ابرزهم خارجيا العقيد احمد عمر محمد المشرف السياسي لموقع شباب الجنوب عدن بكاليفورنيا ولا انسى العزيز ابو عهد الشعيبي الذي لفت انتباههوغيرهم ..هؤلاء الذين اتصلوا بي وكأنني سمعت من سماحة المفتي ان الدكتور الخبجي كان قد عرض عليه الموافقة في ذلك ولست متأكدا

لقد ساهم اغفال الخطاب الديني وابراز قادته للمشارك ةو على سلم مكونات الحراك الجنوبي سواء من اعضاء الهيئة الشرعيه للحراك او غيرهم في تأخير استقرار قناعات كثير من الناس خاصة في عدن الباسلة التي بات الخطاب الديني الحجر الاساس في تحريك مشاعر الناس وقناعاتهم بالقضية الجنوبيه بل ان الفاحص لاوجه القلق الاقليمي -الخليجي عامة والسعودي خاصة-يجد اثر هذه الاشكاليه بارزة في نقاشاتهم وذلك للاثر الواضح في تشويه صورة الجنوبيين ونضالهم من سلطات الاحتلال
نبيل العوذلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس