خليجي 20»... الصخب الإعلامي يتراجع لحساب الحال الأمنية
الثلاثاء, 16 نوفمبر 2010
الدمام - هاني الباشا
لم يسبق لدورة الخليج الـ 20 لكرة القدم أن شهدت هدوءاً إعلامياً مثلما تشهده الدورة الحالية باستثناء الحديث المتواصل عن الحال الأمنية في عدن، ويختلف المراقبون في قراءتهم للمشهد الإعلامي الأقل صخباً بين فئة تؤكد أن «ليالي العيد تبان من عصاريها»، وما بين قسم آخر يؤكد أن الهدوء الحالي يسبق عاصفة إعلامية ستتصاعد عند انطلاق صافرة الافتتاح.
وعلى رغم أن الدورة في السابق كانت تشهد حرباً إعلامية بين المنتخبات المشاركة تبدأ قبل انطلاقها بأشهر وكان يعده البعض مؤشراً على نجاح البطولة إلا أن الدورة الحالية لم تشهد متابعة إعلامية بارزة لأحداث المنتخبات الـ 8 التي لم تعلن هوية قوائمها إلا قبل انطلاق الدورة بأيام.
وقلل الصحافي مبارك الدوسري من التعتيم الإعلامي الذي صاحب «خليجي 20»، متوقعاً أن تشهد ارتفاعاً في المستوى ينعكس على المتابعة الإعلامية، وقال: «لا يعني أبداً عدم تسليط الإعلام الخليجي على الدورة بأنها ستكون فاشلة، وأعتقد الوضع سيكون مختلفاً تماماً مع اليوم الأول للدورة التي ستأخذ منحنى آخر من حيث الحضور الجماهيري أو من حيث المتابعة الإعلامية، خصوصاً مع التقنيات الحديثة والتسابق بين القنوات للحصول على التغطية الأفضل، فهذا الأمر بات يمثل هاجساً آخر للقنوات الرياضية». وأضاف: «قد يكون هناك تكتم إعلامي نوعاً ما وهذا الأمر قد يكون الطريق المؤدي للإثارة».
ويختلف الصحافي علي اليوسف في وجهة نظره مع الدوسري، إذ يرى أن الحال المبدئية لا تشير إلى أن الدورة ستكون بحجم الدورات السابقة، سواءً من حيث الاهتمام الإعلامي أو الحضور مسشهداً بالمطالبات السابقة بنقل البطولة من اليمن، مضيفاً: «ما حدث في السابق سيؤثر كثيراً على وضع البطولة وأتمنى أن أكون مخطئاً في تفسير الأمور، وعموماً حتى نكون واقعيين فإن البطولة من المنتظر أن تأخذ شكلاً آخر مع دخولها الأدوار النهائية وبخلاف ذلك فإن الحساسية المفرطة بين المنتخبات تعطينا أملاً بأن تشهد الدورة الإثارة المعتادة مع انطلاقتها».
وشهدت الدورة جدلاً إعلامياً واسعاً حول إقامتها من عدمه، وسط تشكيك إعلامي حول إقامتها في اليمن بسبب الأحداث الأمنية في عدن، إلا أن مسؤولين يمنيين أكدوا مراراً أن الوضع الأمني في اليمن مطمئن، وأن البطولة ستقام في وقتها المحدد، ومع ذلك فإن وهج المتابعة الإعلامية لاستعدادات الفرق لم يبلغ ذروته وهو ما أثر في المتابعة الجماهيرية حتى إن مشجعي المنتخبات المشاركة لم يتعرفوا بعد على مواعيد وجداول مبارياتها، بخلاف أن مسؤولي المنتخبات باتوا في حيرة من أمرهم ما بين التركيز على البطولة التي باتت غير مهمة في نظر البعض منهم وما بين الاتجاه الآخر وهو خطب ود بطولة أمم آسيا في قطر التي ستقام بعد فترة وجيزة من انتهاء «خليجي 20».
مشجعون عدة من منتخبات خليجية لا يعرفون أسماء قائمة منتخبات بلدانهم وهو ما يعطي صورة تكسوها الضبابية حول مستوى المنافسة في البطولة ويجعل بعض المراقبين متشائمين حول حالها الفنية ومدى المتابعة الجماهيرية لها، وفي المقابل فئة متفائلة ترى بأن الهدوء الذي يسبق البطولة سيمنحها وهجاً أكبر.
ويبقى السؤال قائماً حول البطولة التي لم يتبقَ سوى أيام على انطلاقتها فهل ستشهد حالاً فنية عالية ومتابعة جماهيرية كبيرة أم تمر مروراً عابراً في الطريق نحو البطولة الآسيوية الأهم؟
http://international.daralhayat.com/...article/203127