[الرأي العام]

عندما كان الحزب الاشتراكي الحاكم في الجنوب في أوج زخمه
وفي عنفوان ثورته وفكره الطبقي البرولوتاري كما كان يسمى في ذلك الوقت
كنا نرى هؤلاء وفي مقدمتهم صالح محمد وهم يضعون نظرياتهم الايدولوجية ( الوطنية )
ويقدموها الى المؤتمرات ويضمنوها وثائقهم السياسية والفكرية والتي لا يفهمها الا القلة
القليلة من النخب التي تشربت الفكر الماركسي والايدلوجية الاشتراكية .
كنا نظن أن مثل سالم صالح قد بلغ من الفهم والقناعة لموضوع الوطنية بحيث لا تزحزه الجبال
والمتغيرات ولن يحيد عن معاني الوطنية والضمير الانساني تجاه الشعوب المكلومة والمنكوبة في العالم ، فكيف إذا كان هذا الشعب هو شعبه - شعب الجنوب -
يا لهون الفاجعة ويا للدهشة .. هذا الذي تطاول الى قمم الفكر العالمي الاشتراكي اتضح
انه فكر مزيف وهش وهو فكر عبارة عن دجل وكذب ووطنية زائفة ورجال ( .. ) تحمل قلوب خائفة
وعقول هايفة ..
نعم هذه الشخصيات التي كنا نراها عملاقة .. تهشمت واتضحت انها شخصيات كرتونية ..
بلهاء .. انبطاحية .. متزلفه .. منافقة .. تعيش على فتات ومخلفات العفن الرسمي للحاكم ..
فوالله الذي لا إله الا هو .. انني قابلت هذا الرجل في احدى الدول وجه لوجه ..
وكم كان أمامي ضئيلا ... وتافها .. وضعيفا ... ومبتذلا ... ومتهالك ..
وكم كانت نظراتي اليه قاسية .. أقلها انه كان في نظري محتقرا .. ذليلا
وكنت استحضر في مخيلتي صورة الابطال من البسطاء الجنوبيين ..
وهم يسطرون البطولات على أرض الجنوب في وجه الاحتلال .. وهم يهتوفون للجنوب
وحرية الجنوب .. وعزة الجنوب .. ومستقبل الجنوب .
فكيف لا ترتسم أمامي الصورتان ... شاب يقدم روحه فداء للوطن ..
وصورة رجل لطالما ادعى انه حامل مشاعل الفكر والوطنية يقف أمامي مهترئا
رخيصا .. ليس له قيمة ولا معنى عند أبسط مواطن جنوبي .
باختصار مهما قلت عن هذا .. فما لميت إيلام