2010-11-05, 05:52 AM
|
#8
|
قلـــــم ذهبـــــي
تاريخ التسجيل: 2008-05-04
الدولة: عدن
المشاركات: 4,274
|
مانحون يكافحون لتجنب انهيار أجهزة الدولة في اليمن..
وزير بريطاني: حجم الأزمة اليمنية وطبيعة الحكم المطلق الفاسد لنظام صالح يجعل من المستبعد أن يحقق المانحون الأجانب الكثير
سلطت مؤامرة جديدة للقاعدة بإرسال طرود ملغومة من اليمن الضوء مجددا على الخطر الذي يواجه الغرب في حالة انهيار أجهزة الدولة بهذا البلد .. وهو مصير سيكون أيضا كارثة على 23 مليون يمني يرزحون بالفعل تحت وطأة الجوع والفقر.
وفشل المانحون الغربيون والخليجيون حتى الآن في كبح التدهور. وتحت شعار "أصدقاء اليمن" التقى هؤلاء المانحون في لندن في يناير كانون الثاني بعد محاولة فاشلة قام بها جناح القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن لتفجير طائرة ركاب كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة.
وبعد ما يقرب من عام من تلك المحادثات تعيق الطلبات المتنافسة على التمويل الأجنبي الجهود ويقول مسؤولون ومحللون إن الأموال إما أنها مجمدة أو تفتقر إلى التنسيق أو يساء استخدامها في مشاريع جانبية.
ويلتقي المانحون مرة أخرى في الرياض في فبراير شباط للقيام بمحاولة أخرى لتحديد الأولويات قبل فوات الأوان.
وقال وزير التنمية الدولية البريطاني في مؤتمر صحفي هذا الأسبوع في معهد تشاتهام هاوس للدراسات "نفط اليمن ينفد ومياه اليمن تنفد وربما يكون الوقت أيضا بالنسبة له أوشك على النفاد.
"أمن مستقبل اليمن... يتعلق بما يفعله كل أصدقاء اليمن وبشكل حيوي بكيفية عملنا كلنا معا."
وأدى تفشي الفساد وغياب الأمن إلى نفور العديد من المستثمرين الأجانب من العمل في اليمن مما عرقل جهودا تمس الحاجة إليها لتنويع مصادره الاقتصادية بعيدا عن احتياطيات النفط والغاز المحدودة.
وربما يتحول اليمن إلى مستورد للنفط بحلول عام 2017. كما يستورد اليمن الذي يعاني شحا شديدا في موارده المائية 75 في المئة من طعامه. وينمو سكان اليمن بنسبة 2.9 في المئة سنويا. ويعاني ما يقرب من ثلث اليمنيين من الجوع المزمن.
وطبقا لإحصائيات صندوق الأمم المتحدة للطفولة يعاني ما يزيد على نصف الأطفال اليمنيين تحت سن الخامسة من سوء التغذية. كما أن 40 في المئة من البالغين في اليمن أميون. وتغيب المرأة بشكل كبير عن الحياة العامة حيث يقبع اليمن في مؤخرة الدول فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين.
وتوضح هذه الأرقام المخيفة فشل حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في تلبية الحاجات الاجتماعية أو تخفيف حدة الفقر الأمر الذي يثير سلسلة من التحديات الأمنية مثل التمرد الذي يندلع ويخبو في الشمال وتفشي الروح الانفصالية في الجنوب وتطرف أنصار القاعدة فضلا عن الاقتتال القبلي.
وقال الباحث الأمريكي روبرت بوروس "منذ عام 1997 على الأقل أظهر نظام صالح مرارا انه يفتقر إلى الرغبة والقدرة على جعل اليمن دولة لها مقومات البقاء والاستمرار."
ويدرك المانحون مدى تفشي الفساد في اليمن وما يسببه من تآكل لشرعية الدولة خلال فترة حكم صالح التي بدأت قبل ثلاثة عقود لكنهم لا يملكون الكثير من الخيارات سوى التعامل مع الرئيس اليمني.
وقال المحلل السياسي اليمني عبد الغني الارياني لرويترز من صنعاء إن الإصلاح الاقتصادي وليس التنمية الاقتصادية التقليدية هو ما يمكن أن يحسن حياة اليمنيين ويحد من قدرة القاعدة على تجنيد عناصر جديدة.
وأضاف: إن الرئيس اليمني نفسه عرض على المانحين تنفيذ المشاريع بأنفسهم وبشكل مباشر بهدف الحد من الفساد.
وطلب اليمن مجددا المساعدة لكن أولويات حكومة صنعاء لا تتسق دائما مع أولويات المانحين الذين ينقسمون بدورهم بشأن المشروعات التي يمكن استهدافها بتلك الموارد المحدودة.
فبالنسبة للولايات المتحدة يأتي الأمن أولا وخاصة بعد مؤامرة الأسبوع الماضي فبفضل معلومة مخابرات سعودية أمكن اكتشاف طردين ملغومين كانا في طريقهما إلى الولايات المتحدة.
وقالت جانيت أندرسن نائب مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الخليج العربي والمغرب في تشاتهام هاوس "نواجه تحديات فيما يتعلق باختيار المشكلات التي سنتصدى لعلاجها ... لكن علينا أن نتصدى لمشكلة الأمن وإلا لن يكون لنا عمال مساعدات على الأرض يمكنهم التعامل مع مختلف القضايا على المدى المتوسط والطويل."
وتشكو بعض الوكالات الإنسانية من النقص في التمويل.
وقال اشلي كليمنتس الذي يعمل مستشارا للسياسات في منظمة أوكسفام "تم التعهد فقط بنحو 50 في المئة من التمويل المطلوب عبر خطة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية. مازالت هناك احتياجات مهمة لم يستجب لها."
ويعترف اليمن الذي تمكن من إنفاق جزء صغير من 4.7 مليار دولار تعهد بها المانحون في عام 2006 ببعض أوجه القصور لديه في تحديد المجالات الأكثر حاجة للتمويل.
وقال جلال يعقوب نائب وزير المالية اليمني ان اليمن لم يحسن ترتيب أولوياته.
ويدعو اليمن مع كل أصدقائه من الدول الأجنبية إلى نهج شامل منسق لكنهم عجزوا عن الاتفاق على التفاصيل.
وقال الوزير البريطاني دانكان "التدفقات (المالية) المتقطعة للمانحين أدت إلى تصدع اليمن نفسه". وأضاف ان اجتماع الرياض يمكن أن يكون "فرصة ذهبية ومناسبة للتعامل مع مشاكل اليمن قبل نفاد الوقت."
بينما قال المحلل الامريكي بوروس ان حجم الأزمة اليمنية وطبيعة الحكم المطلق الفاسد لنظام عبد الله صالح يجعل من المستبعد أن يحقق المانحون الأجانب الكثير.
وأضاف "وقف الانزلاق نحو انهيار أجهزة الدولة في اليمن يستلزم تنسيقا مكثفا للقوى الخارجية والمحلية من أجل إحداث تغييرات هائلة في السياسة الاقتصادية والاجتماعية والإدارة.
"يمكن أن يكون لأصدقاء اليمن دور كبير لكن سيكون عليهم استخدام أسلوب العصا والجزرة بفاعلية أكبر وبتصميم أشد مما فعل المجتمع الدولي في السابق."
__________________
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق

|
|
|