القضاء اليمني يوجه للعولقي تهمة الانتماء لـ «القاعدة» والتحريض على قتل الأجانب 
حملة في مأرب وشبوة تستهدف العسيري و«القاعدة» اختبرت إرسال طرود في سبتمبر
صورتان وزعتهما وزارة الداخلية اليمنية لابراهيم العسيري (د ب ا)
ارسال |
حفظ |
طباعة |
تصغير الخط |
الخط الرئيسي |
تكبير الخط
عواصم- وكالات - بدأ اليمن، امس، حملة واسعة النطاق لاعتقال المشتبه فيه الرئيسي في محاولة ارسال طردين مفخخين على طائرتي شحن للولايات المتحدة.
وقال مسؤول أمني، ان قوات أمن واستخبارات انتشرت في محافظتي مأرب وشبوة، للقبض على ابراهيم العسيري. وأضاف: «يعتقد ان العسيري يختبئ ويتنقل مع أعضاء كبار في القاعدة مثل ناصر الوحيشي (زعيم تنظيم القاعدة في اليمن). ما زال رجال الامن والاستخبارات يتعقبونهم لتحديد أماكنهم بالضبط».
وانتشرت وحدات ضخمة من قوات الامن في أجزاء من المحافظتين وتعمل على اغلاق بعض المناطق.
وتشتهر محافظتا مأرب وشبوة المتجاورتان، بتضاريسهما الجبلية صعبة الاختراق. وتقع شبوة في وسط اليمن وتطل على بحر العرب، فيما تقع مأرب الى الغرب منها.
من ناحية ثانية، وجهت المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة في شؤون الارهاب، امس، للمرة الاولى، تهمة الانتماء لـ «القاعدة»، والتحريض على قتل الاجانب، الى رجل الدين المتشدد انور العولقي.
جاء ذلك، في اطار الجلسة الاولى لمحاكمة ثلاثة اشخاص بينهم الامام اليمني الاميركي، في قضية مقتل مهندس فرنسي الشهر الماضي قرب صنعاء.
واعلن الادعاء العام، ان القاتل المفترض الذي مثل لوحده امام المحكمة، تم تحريضه طوال اشهر من قبل العولقي، المطلوب لدى واشنطن.
ووجهت المحكمة الى هشام محمد عاصم (حضوريا) والعولقي (غيابيا) وقريبه عثمان العولقي (غيابيا) تهمة «تشكيل عصابة مسلحة للقيام باعمال اجرامية واستهداف الاجانب ورجال الامن تحت مسمى تنظيم القاعدة».
ووجهت الى المتهم الاول عاصم، تهمة قتل المهندس الفرنسي جاك سبانيولو وجرح مقاول بريطاني آخر، بينما اتهم انور العولقي شخصيا بـ «التحريض على قتل الاجانب ورجال الامن».
كما ذكر بيان ممثل الادعاء العام، ان عاصم تم تحريضه من قبل العولقي طوال اشهر عبر البريد الالكتروني، على قتل الاجانب، الى ان استهدف الفرنسي والبريطاني في السادس من اكتوبر الماضي في مقر فرع مجموعة «او ام في» النمسوية حيث كان يعمل حارسا.
ووجهت ايضا الى المتهم الثالث عثمان العولقي تهمة التحريض على قتل اجانب.
ولدى استجوابه من قبل القاضي محسن علوان، انكر عاصم التهم الموجهة اليه جملة وتفصيلا وادعى انه تعرض للتعذيب اثناء الاستجواب. كما طالب باحضار محام له.
واجل القاضي المحاكمة الى السبت المقبل.
في سياق متصل، اعلنت واشنطن ان تنظيم «القاعدة» اجرى في سبتمبر الماضي، تجربة لارسال طرود الى شيكاغو ضبطتها السلطات الاميركية، بينما عززت الحكومات الغربية الاجراءات الامنية في قطاع الشحن.
وشملت الاجراءات الامنية الجديدة منع طائرات الشحن الآتية من اليمن من الهبوط في مطارات عدة، في خطوة، رأى فيها اليمن «عقابا جماعيا».
وصرح مسؤول اميركي لـ «فرانس برس»، بان السلطات الاميركية اعترضت طرودا مرسلة من اليمن الى شيكاغو منتصف سبتمبر. وقال ان الطرود التي ارسلها «تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية» كانت تحوي خصوصا كتبا دينية وقرصا صلباً لجهاز كمبيوتر، لكن لم يكن فيها متفجرات.
ويؤكد المسؤول بذلك، معلومات بثتها شبكة «اي بي سي نيوز». واضاف: «في تلك الفترة اجرينا تحقيقا بالتأكيد ونظرا لمعرفتنا باهتمام المجموعات الارهابية بالطيران، نظرنا في امكانية ان يكون القاعدة في الجزيرة العربية يدرس الجانب اللوجيستي لنظام الشحن».
واوضح ان «الطرود ضبطت عند مرورها بالترانزيت وتم تفتيشها».
وتابع: «عندما سمعنا بالتهديد الخطير الاسبوع الماضي تذكرنا الحادث»، مؤكدا ان «رد فعل حكوماتنا كان سريعا جدا».
وكان ديك كلارك، المسؤول السابق في مكافحة الارهاب في البيت الابيض، قال للشبكة الاميركية ان «القيام بتجارب امر مهم لتنظيم القاعدة». واضاف: «في هذه الحالة المحددة، كانوا يريدون اختبار الطرود باستخدام نظام متابعة لمعرفة وقت وصولها الى مكان ما بدقة وكيف يمكن ضبط جهاز التوقيت لتنفجر القنبلة في المكان المناسب، ربما فوق شيكاغو».
واوضح ان وكالات الاستخبارات الاميركية تتابع منذ اكتشاف الطرود في سبتمبر، الاهتمام الذي يوليه التنظيم لمدينة شيكاغو بالتحديد.
وفي الوقت نفسه، فرضت حكومات غربية اجراءات امنية مشددة على قطاع الشحن، بينما اعلن اليمن تطبيق «اساليب تفتيش غير اعتيادية» على الشحنات الخارجة من مطاراته.
وقررت واشنطن من جهتها، ارسال خبراء الى هذا البلد لتحسين اجراءات امن الشحن الجوي.
وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد اجتماع لمجلس الطوارئ الوزاري (كوبرا)، ان التهديد الكبير الوافد من اليمن «تضاعف». وصرح امام مجلس العموم بان «انتقال الجهاز (الذي يشكل قنبلة) من اليمن في اتجاه الامارات العربية المتحدة ثم المانيا فبريطانيا والولايات المتحدة يظهر المصلحة في تآزر العالم اجمع لمواجهة هذه المشكلة».
واعلنت بريطانيا الاثنين، تعليق كل الشحن الجوي الآتي من الصومال، موسعة بذلك قرارها عدم استقبال الشحن الجوي الآتي من اليمن.
كما منعت هولندا الاثنين، طائرات الشحن الآتية من اليمن من الهبوط في اراضيها، بينما علقت كندا دخول جميع طائرات الشحن الآتية من اليمن.
وكانت المانيا اعلنت من قبل انها لن تستقبل اي رحلة آتية من اليمن.
واعلنت الحكومة البلجيكية انها قررت امس، بدورها ان تمنع موقتا الشحن الجوي الآتي من اليمن من دخول اراضيها.
وعبرت الولايات المتحدة الاثنين عن «ارتياحها» لتعاون الحكومة اليمنية منذ العثور على الطردين. واعلن الناطق باسم الخارجية فيليب كراولي، «يمكنني القول اننا راضون عن التعاون الذي ابداه اليمن منذ 72 ساعة».
http://www.alraimedia.com/alrai/Arti...&date=03112010