إجراءات أمنية مشددة في الغرب 
واشنطن: تنظيم "القاعدة" اختبر إرسال طرود في سبتمبرآخر تحديث:الأربعاء ,03/11/2010
أعلنت واشنطن، أمس، أن تنظيم القاعدة أجرى في سبتمبر/ أيلول الماضي، تجربة لإرسال طرود إلى شيكاغو ضبطتها السلطات الأمريكية، بينما عززت الحكومات الغربية الإجراءات الأمنية في قطاع الشحن .
وشملت الإجراءات الأمنية الجديدة منع طائرات الشحن القادمة من اليمن من الهبوط في مطارات عدة .
وصرح مسؤول أمريكي لوكالة “فرانس برس” بأن السلطات الأمريكية اعترضت طرودا مرسلة من اليمن إلى شيكاغو منتصف سبتمبر/ أيلول . وقال إن الطرود التي ضبطت التي أرسلها تنظيم “القاعدة في جزيرة العرب” كانت تحوي كتباً دينية وقرصاً صلباً لجهاز كمبيوتر، لكن لم يكن فيها متفجرات . وأضاف “في تلك الفترة أجرينا تحقيقا بالتأكيد ونظراً لمعرفتنا باهتمام المجموعات الإرهابية بالطيران، نظرنا في إمكانية أن يكون القاعدة في الجزيرة العربية يدرس الجانب اللوجستي لنظام الشحن” .
وأوضح أن “الطرود ضبطت عند مرورها بالترانزيت” . وقال “عندما سمعنا بالتهديد الخطر الأسبوع الماضي تذكرنا الحادث”، مؤكداً أن “رد فعل حكوماتنا كان سريعاً جداً” .
وكان ديك كلارك المسؤول السابق في مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض قال للشبكة الأمريكية للأنباء “إيه . بي . سي” إن “القيام بتجارب أمر مهم لتنظيم القاعدة” . وأضاف “في هذه الحالة المحددة، كانوا يريدون اختبار الطرود باستخدام نظام متابعة لمعرفة وقت وصولها إلى مكان ما بدقة وكيف يمكن ضبط جهاز التوقيت لتنفجر القنبلة، ربما فوق شيكاغو” . وأوضح أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تتابع منذ اكتشاف الطرود في سبتمبر، الاهتمام الذي يوليه تنظيم القاعدة لمدينة شيكاغو بالتحديد .
وعبرت الولايات المتحدة عن “ارتياحها” لتعاون الحكومة اليمنية منذ العثور على الطردين المفخخين . وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي “يمكنني القول إننا راضون عن التعاون الذي أبداه اليمن منذ 72 ساعة” .
كما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين القول إن الطرود أرسلت من شخص ما في اليمن معروف بصلته بتنظيم القاعدة، إلى ما يبدو أنها “عناوين عشوائية” في شيكاغو . وقالت مصادر أمريكية إن إدارة الرئيس باراك أوباما تعقد سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى للنظر في كيفية التعامل مع الوضع في اليمن على خلفية “الطرود الناسفة” .
ونقلت شبكة “سي .إن .إن” الأمريكية عن المصادر التي وصفتها بالبارزة أن المناقشات ستتناول مجموعة متنوعة من القضايا وحجم ووتيرة المساعدات لليمن . وأوضحت أن وزارتي الخارجية والأمن الداخلي على وشك تأسيس برنامج جديد لتدريب وتجهيز ومساعدة اليمن لتأمين النقل الجوي والبحري بطريقة أكثر فعالية .
وقالت المصادر إنه في الوقت الذي بدأت إدارة أمن النقل في الولايات المتحدة فرض المزيد من الإجراءات الأمنية لتفتيش الركاب المتجهين إلى أمريكا وفحص الشحنات الجوية، يتزايد قلق إدارة واشنطن من ثغرات في النظام قد تعرض أمن البلاد للخطر، جراء الفساد وعدم امتلاك الحكومة اليمنية للقدرات اللازمة .
وقال أحد المصادر إن “جانبا من البرنامج يستدعي وجود إدارة أمن النقل الأمريكية في اليمن للسنوات القليلة المقبلة” .
وذكرت المصادر أن هناك مناقشات حيوية داخل الإدارة الأمريكية للموازنة الصحيحة بين المساعدات العسكرية والتنموية لليمن في سياق مساعدته على جهوده لمكافحة “الإرهاب” .
وقالت الشبكة إن المسؤولين الأمريكيين يسلمون بالعديد من التحديات لتقديم مساعدات لليمن منها الفساد وافتقار الشفافية وضعف قدرات حكومة الرئيس علي عبدالله صالح، الذي تعد بلاده من أفقر الدول العربية وتواجه انفصاليين في الجنوب وشمال غرب البلاد .
وحذر المسؤولون من أنه ما لم تساعد الولايات المتحدة في تنمية اليمن، فإن البلد عرضة للتحول إلى دولة فاشلة ما سيسمح لتنظيم “القاعدة” بالعمل بحرية تامة هناك .
في غضون ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بعد اجتماع لمجلس الطوارئ الوزاري (كوبرا) إن التهديد الكبير الوافد من اليمن “تضاعف” . وأضاف أمام مجلس العموم أن “انتقال الجهاز (الذي يشكل قنبلة) من اليمن باتجاه الإمارات العربية المتحدة ثم ألمانيا فبريطانيا والولايات المتحدة يظهر المصلحة في تآزر العالم أجمع لمواجهة هذه المشكلة” .
وقالت وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي إن المسؤولين البريطانيين لا علم لهم بأية محاولات أخرى لزرع قنابل في طائرات بعد اكتشاف عبوتين ناسفتين يوم الجمعة في طائرتي شحن في بريطانيا ودبي . وأضافت “في هذه المرحلة لا توجد لدينا معلومات تفيد باحتمال وقوع هجوم وشيك آخر له نفس الطابع على أيدي القاعدة في جزيرة العرب” . وتابعت إن بريطانيا ستمدد حظرا للشحنات الجوية من اليمن والصومال، كما أعلنت أنه لن يسمح بحمل حاويات الحبر الخاصة بالطابعات التي تزيد زنتها على 500 غرام في أمتعة الركاب .
وحذّر وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية ألن دنكان من أن اليمن اقترب من حافة الانهيار، ودعا المجتمع الدولي إلى إنقاذه قبل فوات الأوان . وشدد على “أن الأشهر القليلة المقبلة يمكن أن تكون محورية في مستقبل اليمن” .
كما منعت هولندا طائرات الشحن القادمة من اليمن من الهبوط في أراضيها، بينما علقت كندا دخول جميع طائرات الشحن الآتية من اليمن . وأعلنت الحكومة البلجيكية أنها قررت أن تمنع مؤقتا الشحن الجوي القادم من اليمن من دخول أراضيها “على سبيل الاحتراز”، وسيطبق على الأقل حتى الأسبوع المقبل .
من جهته، أكد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أن مشكلة الطرود المفخخة تكمن في الدول غير الآمنة التي تنطلق منها . وقال لدى زيارته مركز إعادة توجيه الطرود بمطار كولونيا/بون “سيكون علينا أن نعيد النظر في مدى إمكانية الاعتماد على الدول القادمة منها الطرود ومدى كفاية الإجراءات الأمنية التي تتبعها” .(وكالات)
http://www.alkhaleej.ae/portal/54806...50c47b472.aspx