2010-11-02
صنعاء - وهيب النصاري - وكالات
قررت الحكومة الألمانية أمس الاثنين منع جميع رحلات الركاب الجوية الآتية من اليمن من الهبوط في مطاراتها، رغم إعلان السلطات اليمنية تطبيق «أساليب تفتيش غير اعتيادية» على الشحنات الخارجة من مطاراتها، بعد العثور على طردين مفخخين أرسلا من اليمن باتجاه الولايات المتحدة.
وجاء قرار الحكومة الألمانية بمنع جميع رحلات الركاب الجوية الآتية من اليمن من الهبوط في مطاراتها، في توسيع لقرار حظر رحلات الشحن، كما فعلت فرنسا وبريطانيا السبت.
وقررت سلطات صنعاء تفتيش كافة الشحنات الخارجة من مطاراتها، واعتقلت مشتبها بهم بعد العثور على طردين مفخخين قد يكونان بحسب الولايات المتحدة من صنع القاعدة. وأقرت اللجنة الوطنية لأمن الطيران المدني «اتخاذ المزيد من الضوابط والإجراءات الإضافية في المطارات اليمنية، خاصة في ضوء تطور أساليب التنظيمات الإرهابية».
إلا أن اللجنة أشارت إلى أن «الطردين المشبوهين المكتشفين في دبي وبريطانيا مؤخرا قد اكتشفا وفقا لمعلومات استخباراتية عالية المستوى، وكان من الصعوبة الكشف عنهما بالوسائل المعتادة».
وأقرت اللجنة التي يرأسها وزير النقل خالد إبراهيم الوزير «تطبيق أساليب تفتيش غير اعتيادية على جميع الشحنات الخارجة من المطارات اليمنية، وبما يضمن أمن الطيران المدني»، إضافة إلى إقرار «تطبيق نظام اعتماد وكلاء الشحن الجوي، بما يضمن ربط منح التراخيص لهم بتوفير الاشتراطات الدولية واستمرار الرقابة الدورية عليهم».
وتواصل السلطات اليمنية تعقب المتورطين في إرسال الطردين المفخخين، إلا أنها أفرجت مساء الأحد عن طالبة اعتقلتها السبت بشبهة التورط في هذه القضية، كما أفاد مصدر رسمي ووالد الفتاة.
وقال مسؤول في الأجهزة الأمنية إن امرأة انتحلت هوية الطالبة وأرسلت أحد الطردين، واضعة رقم هاتفها عليه، موضحا أن الطرد الثاني أرسله رجل.
واحتشد آلاف اليمنيين أمس الاثنين للاحتفال بإطلاق سراح الطالبة حنان السماوي التي اعتقلت لفترة قصيرة.
وشاركت حنان برفقة والدها في المسيرة أمس في حرم جامعة صنعاء، حيث احتضنتها الطالبات وألقوا الزهور عليها.
وفي سياق متصل، ذكر تقرير إخباري أن عضوا سابقا في تنظيم القاعدة أدلى بمعلومات حيوية قادت المحققين إلى الطردين المفخخين في الأسبوع الماضي. وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن جابر الفيفي سلم نفسه للسلطات السعودية منذ أسبوعين، ودفعه ندمه على أفعاله إلى الكشف عن معلومات أدت إلى اكتشاف طردين -أحدهما في بريطانيا والآخر في دبي- كانا مرسلين من اليمن إلى الولايات المتحدة. وكان الفيفي أحد السعوديين المعتقلين في مركز اعتقال خليج غوانتانامو.
ويقال إنه انضم لتنظيم القاعدة في اليمن بعد إطلاق سراحه، رغم مشاركته في برنامج إعادة تأهيل في السعودية.
من جانبه قدر السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين التعاون الكبير والجهد الواضح الذي تبديه اليمن في هذا الشأن، وقال إنه «لا يجب على أحد أن يتصور أن الحكومة اليمنية تتحمل مسؤولية تجاه موضوع الطردين المرسلين إلى الولايات المتحدة، لأن العملية معقدة جدا، وقد استغرق إبطال وتعطيل الطردين وقتا طويلا وصعبا، وتفاصيل الموضوع لا يمكن لأي جهاز التنبؤ بها أو التحوط لها نظرا للتعقيد المموه».
على صعيد آخر، أعلن محافظ أبين اليمنية أحمد بن أحمد الميسري، أن 14 مطلوبا أمنيا من أعضاء تنظيم القاعدة في مديريتي «مودية» و «لودر» سلموا أنفسهم أمس إلى الجهات الأمنية من بينهم خمسة قياديين.
وقال محافظ أبين «إن قيام تلك العناصر بتسليم أنفسها يأتي في ضوء تضييق الخناق عليها من الأجهزة الأمنية، ومساعي السلطة المحلية، وتعاون المشايخ والأعيان والخطباء والمرشدين وأولياء أمور المطلوبين في المديريتين لإقناع المغرر بهم من تلك العناصر بتسليم أنفسهم للجهات الأمنية، وقطع أي صلة لهم بتنظيم القاعدة».
.................................................. ................................