ماذا يعني انسحاب قناة الدوري والكأس من خليجي 20
2010-11-02
محمد علي المهندي:
دورة الخليج العربي لكرة القدم لها مكانة كبيرة في نفوس أبناء الخليج فهم تواقون لإقامتها وشغوفون بمتابعة أحداثها ومبارياتها سواء بالحضور لمشاهدتها على الطبيعة أو من خلال نقل مباريات البطولة تلفزيونياً على الهواء مباشرة وللعلم إن نقل مباريات بطولة الخليج مباشرة لأول مرة وبالألوان كان في الدورة الرابعة التي أقيمت بالدوحة عام 1976.
كما أن الدوحة أقامت معسكرا خاصا لاحتضان وإيواء الجماهير في نفس الدورة ووفرت فيه الإقامة والإعاشة بالمجان للجمهور الخليجي.
دائماً تصاحب بطولات الخليج تغطية إعلامية متميزة سواء من الصحافة أو التلفزيون أو الإذاعة ويتوافد كثير من الزملاء الإعلاميين على حضور مباريات البطولة وأنا شخصياً حضرت حوالي (12) بطولة بدأ من الدورة الثانية بالرياض مستمرا حتى الثامنة في البحرين وتوقفت ثم تابعت العاشرة بالكويت وتابعت على فترات متقطعة الحضور حتى خليجي (17) بالدوحة حيث تم تكريمي مع الزملاء الإعلاميين وتابعت الباقي عبر شاشات التلفزيون التي كانت تنقل كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة وقد أمتعنا النقل التلفزيوني والتغطية المتميزة والتحليل الفني واللقاءات مع كبار الشخصيات وغيرها من خفايا الأمور وكذلك تزويدنا بمعلومات مهمة عن البلد ومعالمها التاريخية والسياحية وقد نجحت قناة الجزيرة الرياضية التي تعمل باحترافية متميزة من تغطية خليجي (19) بمسقط بشكل غير مسبوق، كما خطفت قناة الدوري والكأس القطرية الأضواء وقدمت برامج متميزة تابعها المشاهدون بشغف، وكان برنامج المجلس الذي يعده خالد جاسم قد خطف الأضواء وأكل الجوّ على بعض القنوات، ولم تنقل أبو ظبي الرياضية أو دبي المباريات بل اكتفت بتغطية كواليس البطولة بسبب الاختلاف على حقوق النقل!!
اليمن الشقيق يستعد الآن لاستضافة خليجي (20) في نوفمبر القادم وقد سخر اليمن كافة الإمكانات لاستضافة أشقائهم الخليجيين لأول مرة رغم ما صاحب إقامة الدورة من خلافات ولكن أخيراً استقر الرأي على حضور جميع الدول لهذه الدورة التي أسهمت في تطور كرة القدم في دول الخليج فلولاها لما وصلت الكويت والسعودية والإمارات والعراق لنهائيات كأس العالم ولما شهدت كرة القدم المنشآت الرياضية التي تضاهي تظيرتها في العالم.
لكن ما يحزنني في هذه الدورة أن التغطية الإعلامية لن تكون كسابقاتها بسبب عزوف كثير من القنوات الرياضية والإعلاميين عن الحضور وعدم اهتمامهم الكامل بهذه الدورة كما أحمّل اللجنة الإعلامية بالدورة بعدم تواصلها مع الإعلاميين والتركيز على بعض الإعلاميين فقط!!
كما أن انسحاب قناة الجزيرة الرياضية عن التغطية خسارة كبيرة وليس لصالح الدورة ولا المنظمين الذين فضلوا المبلغ الكبير الذي دفع من قبل قناة أبو ظبي على غيره بعكس سلطنة عمان التي اختارت الجزيرة لاحترافيتها وتميزها في النقل والتغطية ونجحت لأن الجزيرة الرياضية لديها شبكة من القنوات تصل إلى أصقاع الدنيا.
إن انسحاب قناة الدوري والكأس القطرية من نقل المباريات خسارة كبيرة لأن القناة لها شعبية وجماهيرية في كل مكان وسيحرم عدد كبير من المشاهدين من متابعة برامج القناة المتميزة وبخاصة مجلس خالد جاسم المتميز الذي ينتظرونه بشغف !!
إن سبب الانسحاب كما صرح مدير القناة عيسى الهتمي يعود لمغالاة ولمبالغة قناة أبو ظبي الرياضية في طلب مبلغ كبير من المال نظير الحصول على نقل عدد (14) مباراة فقط، ومبلغ المباراة المدفوع يفوق نقل مباراة في كأس العالم!!
من حق قناة أبو ظبي صاحبة الحقوق طلب ما تريد لكن المبالغة في السعر وتكلفة نقل المباريات لابد أن يكون بسعر معقول ومناسب حتى يتمكن المشاهد الخليجي من متابعة مباريات فريقه.
وأتساءل هل ستنقل قناة قطر مباريات منتخبنا على الهواء مباشرة بالمجان كما هو متبع للدول لأنها قناة حكومية أم سيتم استبعادها وطلب مبلغ خيالي من المال كما تم طلبه من قناة الدوري والكأس وكيف سيشاهد القطريون مباريات البطولة؟
وهل سيتدخل الأشقاء اليمنيون لإنهاء الخلاف وبالسماح لنقل المباريات لقناة الدوري والكأس لإنجاح الدورة أم يتركون الحبل على القارب لقناة أبو ظبي الرياضية تتصرف كيفما تشاء وتحاول أن ترد الصاع صاعين لقناة الدوري والكأس وتطلب مبلغا خياليا حتى تغض القناة الطرف عن النقل والسبب أن قناة الجزيرة لم تعطها نقل حقوق المباريات في خليجي (19).
أتمنى أن تحل مشكلة نقل المباريات قبل بدء الدورة لأنها ستكون لصالح المشاهد الخليجي ولصالح نشر اللعبة ومتابعة الحدث وليس من مصلحة اليمن الإعلامية لأنه بصراحة سيكون في الأيام الأخيرة لآسياد كوانزوا الذي ستكون كل الأنظار متجهة له لأنه يحظى بمتابعة كبيرة وتغطية إعلامية متميزة. أتمنى للأشقاء اليمنيين التوفيق والنجاح.
وعلى الخير والمحبة دائماً نلتقي،،
Email:
[email protected]
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=215208