عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-29, 03:40 PM   #16
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

كلمة الرياض

الحقائق التي نتجاهل مخاطرها!

يوسف الكويليت
لا تقف دول الخليج العربي على أرضية صلبة عندما تواجه قضاياها الحساسة، إما بالتجاهل أو اعتبار الخصوصية الوطنية، والفوارق في المواقف والاتجاهات تمنع الأعمال الجدية بخلق استراتيجية تراعي مختلف الظروف، ومن مبدأ أننا نركب القارب الواحد بين الأمواج العاتية..
فذكرى احتلال الكويت يجب ألا يُنظر لها من زاوية اعتداء فاشل جلب القوة الأمريكية للدفاع عن مصالحها، بل إن استنساخ صدام بآخر إيراني حقيقة تبررها الوقائع الراهنة عندما نجد أن تسليح إيران بامتلاك قنبلة نووية، هو مجرد ضغط على مواجهة القواعد الأمريكية في الخليج العربي، بل تقدم إنذاراً مفتوحاً على كل الاحتمالات بمعنى أن مطامعها في هذه المنطقة الحيوية تمت من خلال الالتفاف على العراق، سلطةً وموارد، وإغراقه في العنف لتصفية من يعارضونها، وكذلك الأمر مع البحرين بتهديدها في كل مناسبة، أو تحريك الفئات التي تلتقي معها بالطائفة لزعزعة الأمن، والتحدي باحتلال جزر الإمارات الثلاث، وقفل مضيق هرمز أو تلغيم مياه الخليج ، وكلها احتمالات واردة، وبالتالي إذا كانت التحديات واضحة، فهل أعضاء مجلس التعاون على فهمٍ لهذه الحقيقة والتعامل مع المخاطر بمقابل دفاعي رادع بحيث يعاد تشكيل درع الجزيرة وفق أسس لا تنظر لحجم الدولة العضو من أنها تريد الهيمنة على الصغرى ، أو الدخول في شؤونها الداخلية؟ الأمر الذي لم يحدث طيلة سنوات تأسيس المجلس بل إن احتلال الكويت أعطى نموذج التضامن، ولكنه لم يؤكد على وضع خطط حقيقية لا تكتفي بالرادع الأجنبي الذي قد ينقلب إلى الضد إذا ما وجد أن مصالحه مع إيران أهم من الدول العربية الخليجية، وهي احتمالات تأكدت من خلال شاه إيران الحليف الأقوى في المنطقة وحائط الصد أمام السوفيات للغرب، والذي وجد نفسه عارياً حتى من قبوله لاجئاً في أمريكا أو إحدى الدول الأوروبية..
الجانب الآخر أننا نعتمد على النفط في كل حياتنا، وهو مورد ناضب إن كان بعد عدة عقود، أو سنوات، ورفاه اليوم قد يتبدل إلى عجزٍ وفقر لندرة أي مورد زراعي، أو صناعي يعتمد على طاقات داخلية، وحتى الخطط في بناء الإنسان غائبة عن نظرة المستقبل البعيد طالما الخليج العربي أصبح مستعمرة للعمالة الأجنبية التي تعد نفسها لجني فوائد اليوم والهجرة غداً في حال فقد الخليج دوره النفطي، وبقي مجرد «مدن ملح» بلا سكان..
فالاتفاقيات الاقتصادية تنازع إلى حد الموت، وبناء طاقة بديلة من مصادر نووية أو الشمس والرياح، نجد كل بلد ينزع إلى استقلالية عمله أي تبديد الثروة وفق خطط خاصة، بينما ميزة التكامل في أي نشاط ضروري واستراتيجي تفترض أن تكون هذه الدول تعمل ضمن فريق واحد لتوحيد قواها وجهودها، والتحدي الأخير، هو الحاجة للمياه والتي لا نجد قمة خليجية انعقدت لهذه المهمة، وتبقى الفرص الآن مواتية، بشرط أن يكون تحركنا موزوناً ، ويحقق نتائج إيجابية..


http://www.alriyadh.com/2010/10/29/article572299.html
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس