حقائق
صحيفة الاهرام
بقلم: ابراهيم نافع
تناقلت وكالات الأنباء أخبارا مفادها وقوع حرب شوارع بين قوات الأمن اليمنية وعناصر إرهابية تنتمي إلي تنظيم القاعدة في بعض مدن جنوب اليمن مثل أبين,
وهي الأنباء التي بادر إلي نفيها مسئول أمني يمني, مؤكدا أن ما يجري هو قيام أجهزة الأمن في المنطقة بعمليات تمشيط بحثا عن العناصر الإرهابية. يأتي ذلك في وقت لم تستقر فيه الأوضاع بعد في الشمال مع جماعة الحوثيين, وبعيدا عن تفاصيل ما يجري في جنوب اليمن, فان الدولة اليمنية تتعرض لتجربة قاسية تهدد بتحوله إلي دولة فاشلة, ففي الشمال يفرض الحوثيون سيطرتهم علي مناطق واسعة, خاضوا ست حروب مع الدولة اليمنية انتهت جميعا بتهدئة سرعان ما كانت تنتهي بحرب جديدة, وفي الجنوب تتفاقم مشكلة الحراك الجنوبي, حيث تطالب جماعات جنوبية بالاهتمام بالجنوب ووضعه ضمن خطط التنمية والتطوير, وهناك من يطالب بانفصال الجنوب والعودة إلي أوضاع ما قبل الوحدة اليمنية, وما بين الحوثيين في الشمال والحراك في الجنوب يعاني اليمن من تغلغل تنظيم القاعدة في مناطق مختلفة بالجنوب والشرق, وبات اليمن بؤرة نشاط تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية بعد أن تمت تصفية جيوبه في دول خليجية أخري, فوجد في معارك الحوثيين ومطالب الجنوبيين, فرصة لبسط سيطرته علي المزيد من الأرض وبدأ في قتال الدولة اليمنية لتوسيع سيطرته, وسط هذه الأحداث والتطورات يطرح اليمن رؤية خاصة لتطوير العمل العربي المشترك عبر تحويل الجامعة العربية إلي الاتحاد العربي أو اتحاد الدول العربية, وكشفت قمة سرت الاستثنائية عن توجه يمني يتمسك بتطوير منظومة العمل العربي المشترك قفزا فوق الواقع, وفي تقديري أن التجربة الذاتية ينبغي أن تتقدم علي الصيغة الجماعية بمعني لابد من تقديم تجربة وطنية يمنية أولا, أي دولة ناجحة متماسكة تأخذ أسباب التنمية والتطور, ومن ثم يكون العمل المشترك بين نماذج ناجحة لا نماذج تقف علي أبواب الفشل, لكل ذلك أحسب أن الأولوية ينبغي أن تعطي لتطوير التجارب الذاتية أولا, التغلب علي المشاكل الحقيقية التي تعاني منها الدولة العربية, تقديم النماذج في التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي علي المستوي القطري أولا, فالإطار الجماعي هو حاصل جمع الأطر القطرية, ومن ثم ننتظر تجارب قطرية ناجحة, وتشكل معا تجربة عمل إقليمي مشترك أكثر نجاحا.
[email protected]
http://www.ahram.org.eg/329/2010/10/24/11/45065.aspx