في صنعاء - نعش العروبة - دقت آخر مساميره
لطالما حلم العرب بوحدة تجمعهم .. تقويهم وتسمو بهم وترفع شانهم بين الامم .
صرح العروبة الوهمي تغنت به الجماهير العربية وتعطشت لسقياه وعزفت لاجله اجمل المقطوعات الموسيقية .
اجيال عدة ناضلت وكافحت وعملت كل مايمكنها لاجل ذلك الهدف العظيم .
ومنذ خمسينات القرن الماضي والبشائر تحمل في طياتها ان ذلك ممكنا بل كاد ان يكون حقيقيا ولكن في الخطابات والشعارات والاذاعات المرئية والمسموعة .
انهارت دول واقيمت دولا وسقط مئات الالاف من العرب وتوالت الهزائم مسرعة ومشرعة وظل الامل باقيا رغم كل ذلك .
اقيمت نماذج وحدوية عديدة وجميعها انهارت قبل ان تولد او ماتت بعد ولادة عسيرة وكل نموذج فاشل كان يعتبر مسمار في نعش العروبة .
وتحول حلم الصرح العروبي الى قبر ينتظر وصول نعش العروبة .
كل النماذج انهارت ولم يصمد الا النموذج الاماراتي فكما يبدو ان اسلوبه كان الاصح بالرغم من خروج كل من قطر والبحرين من الاتحاد .
اتحاد المغاربة انهار وذاب مثل فص ملح والتعاون العربي كان وكرا للمؤامرة ووحدة مصر وسوريا لم يكن الا الهيمنة من قطر على قطر عربي اخر ووحدة مصر وليبيا ووحدة تونس وليبيا لم تكن الا مهزلة وضحك على الذقون وجبهة الصمود والتصدي لم تكن الا نكاية بمصر ودليل فشل وجراح في الجسد العربي الممزق اصلا.
ومع ذلك لم يمت الحلم العربي بل ظل هاجسا لكل الشعوب العربية .
وفي عام 1990م ظن العرب ان ان اول مدماك العروبة جاء من سبأ بالخبر اليقين ولم تمض الا شهرين الا واصيبت الامة العربية بخيبة امل عندما احتل العرق دولة عربية ولم يصب الجسد العربي بالموت فقط ولكن كان ايذانا باغلاق تابوت العروبة مع حزنا شديدا خيم على الجميع وتتابعت الاحداث عاصفة حتى عام 1994م حينما ضرب نظام صنعاء المسمار الاخير في نعش العروبة .
ومن حينها انتهى الحلم والامل وضاعت مفردات اللغة في التعبير عما حدث وما يمكن ان يحدث ولكن اجمع العرب بان اكرام الميت في الحقيقة هو في دفنه .
توفى عبدالناصر من القهر وتحول القذافي الى شعار وحدة الافارقة بدلا من وحدة العرب ورفض سكان الصحراء الغربية شعارات الوحدة ولعن الكويتيون كل المزايدين وكفر ابناء الجنوب العربي بتلك الشعارات التي حولته الى شعب يرزح تحت الاحتلال .
فالى الجحيم وحدة تدنس الاخلاق وتهين الانسان وتقتل البشر .