استاذي القدير د. معين الكلدي لحديثك طعم خاص ولكتاباتك وقع رائع .
ولا ادري اعجب بالمضمون السياسي ام الشكل الادبي .
توصيفك بان اليمن ليس في حالة انهيار ولكن نهاية مراحل الانهيار مرعب ومخيف فالحال هو في طور نهاية النهاية وما اقسى وصفك والذي بكونه يعبر عن الحقيقة الا ان طريقة وصفك للحال مخيف جدا .
فالفساد ينخر الدولة حتى ليكاد يجزم اي احدا ان الفساد بكل سوءاته قد تجلى في هذا النظام وجر امره على الدولة من المبتداء الى المنتهى ومن الراس الى الساس وليس هو الا فسادا في الاخلاق والسياسة والاجتماع والاقتصاد والثقافة بانواعها وحتى الرياضة واشدها خطرا تلك التي نخرت اخلاق المجتمع ولم تبق فيه الا هياكل عظمية وهي بذاتها تكشف عمق الماساة المقيدة لكل شيء.
ومن المضحك المبكي فيما كتبت عنه انت اتذكر نكتة تقول ان ابونا آدم قرر: ان ينزل الى الارض ليرى مافعله بنوه وبني بنوه واحفادهم. ويقال: انه كلما مر على بلد قال: ليست هذه التي كنت بها .
واخذ يتنقل وهو ينكر تواجده او مروره عليها في غابر الزمان حتى وصل الى اليمن فقال لنفسه هنا كنت وهنا مريت فالحال لم يتغير كثيرا .
شيء في كتاباتك لم ارها ولم اقرا مثيل لها فهنا على سبيل المثال تضرب لنا مثلا في العيش الرغيد للصراصير وبما ان الصرارصير لا تتكاثر وتنعم بالعيش الرغيد الا حيث يكون الفقر والنتانة والوحل والمستقعات النتنة ولا ادري هل هنالك ماهو ابلغ من هذا الوصف لسوء هذا الحال الماثل ؟
والمؤلم اكثر بان البعض يلعق بلسانه ذليلا الاسواء في كل هذا البناء المتهالك المنتن وكأنه لم يخلق الا ليكون عبدا لطواغيت الفساد والقذارة وهذا من الامور العجيبة والغريبة لان السؤال سيكون مطروحا على العقل والشعور كيف لو كان غير هذا السوء فكيف سيكون التعبد والتقبيل واللثم ؟
رائع انت في هذا العمق الفكري والجمال الادبي واحسنت شكلا ومضمونا .
.....ولكن ضاع نفخك في الرمادِ.