صنعاء تتوعد "القاعدة" بضربات استباقية وتحاكم عناصره
آخر تحديث:الاثنين ,18/10/2010
صنعاء - صادق ناشر: كشفت مصادر أمنية مطلعة في العاصمة اليمنية صنعاء أمس، عن إقرار السلطات خطة أمنية للحد من تنامي تهديدات تنظيم “القاعدة”، من خلال تكثيف العمليات العسكرية والاستخباراتية الاستباقية الموجهة ضد مناطق تمركز عناصر التنظيم، وتعزيز قدرات الجيش لتنفيذ عمليات تطهير حازمة، على غرار عمليات نفذت عام 2003.
وأشارت المصادر إلى انه تم تحديد مناطق تمركز عناصر “القاعدة” في محافظات مأرب وشبوة ولحج وأبين، إضافة إلى الملاجئ المحتملة لاختباء القيادات، تمهيداً لتوجيه ضربات استباقية تسهم في الحد من قدرات عناصر التنظيم على شن هجمات مباغتة.
وأكدت أن القوات الأمنية تمكنت من اعتقال وقتل العشرات من عناصر “القاعدة” خلال عمليات تمشيط شملت المناطق الشرقية والجنوبية، معتبرة أن تصعيد “القاعدة” هجماته ضد مصالح ومنشآت حكومية وأجنبية، أو استهدافه قيادات أمنية وعسكرية، يمثل ردة فعل متوقعة عقب الخسائر التي لحقت بصفوفه، نتيجة فعالية العمليات الاستخبارية والعسكرية في كشف موقع تمركز عناصر التنظيم، ومداهمتها واعتقال العديد منها.
ودشنت قوات الجيش معززة بوحدات مكافحة الإرهاب حملة أمنية هي الأوسع من نوعها في أبين (جنوب) بهدف طرد عناصر “القاعدة”، وتهيئة الأجواء لاحتضان المدينة جزءاً من منافسات بطولة “خليجي 20” الكروية، المقرر انطلاقها نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وكانت المواجهات بين الجيش وعناصر “القاعدة” تواصلت في أبين، خاصة في منطقة السلامية التي قام الطيران الحربي بقصفها، وفر العشرات من عناصر التنظيم إليها بعد الكمائن التي نصبت للجيش وتفجير انتحاريين نفسيهما، كما شهدت منطقة الدهماء وجبال عكد والقشابر موجة جديدة من المواجهات أسفرت عن مصرع العديد في صفوف الطرفين.
وشن الطيران فجرا، هجمات على جبل آل فطحان في منطقة مودية، الذي يعتقد أن عدداً من عناصر القاعدة لجأ إليه، فيما طاردت فرق عسكرية عناصر أخرى في مودية ومحيطها.
وذكرت مصادر محلية، أن الطيران قصف منزل أحد عناصر “القاعدة” المطلوبين، ويدعى عبد المنعم الفطحاني، وأشارت إلى أن الهجمات الجوية أسفرت عن مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين أحدهما طفل.
وأعلنت السلطات القبض على عنصر من “القاعدة” في أبين، وقالت انه عثر بحوزته على وثائق هامة ومخطط “إرهابي” يستهدف قيادات أمنية. وذكرت وزارة الداخلية في بيان أن الأجهزة الأمنية اعتقلت “الإرهابي” هاني علي محمد الثريا بمديرية مودية السبت.
على صعيد متصل، قتل ثلاثة من قبيلة عنبور بمحافظة أبين على يد أفراد نقطة عسكرية اشتبهوا في كون الثلاثة من عناصر “القاعدة”، وأنهم يخططون لتنفيذ عمليات ضد الجيش، وأدى الحادث إلى استنفار قبائل آل عنبور، التي توعد مشايخها بالانتقام لمقتل أبناء القبيلة.
في محافظة شبوة (جنوب شرق) أعلنت مصادر أمنية أن حملة أمنية مكونة من 10 أطقم مسلحة تمكنت من تحرير جنديين من أفراد شرطة النجدة بمنطقة العرم، كانت مجاميع مسلحة من آل نميرة بمديرية حبان اختطفتهما أول أمس على خلفية مطالب قبلية. وقالت الأجهزة الأمنية إن الحملة توجهت إلى منطقة الخاطفين، وتمكنت من تحرير الجنديين.
وامتدت ساحة المواجهات مع “القاعدة” إلى ساحة القضاء، وبدأت النيابة الجزائية المتخصصة بمحافظة حضرموت التحقيق مع 5 عناصر، وقال مصدر قضائي إنه سيتم التحقيق مع المتهمين على خلفية تمويل التنظيم بالمال والتجنيد والتدرب على الأسلحة وإيواء مطلوبين.
في صنعاء، قررت المحكمة الجزائية المتخصصة في قضايا الإرهاب تأجيل الجلسة الثالثة في قضية 4 من عناصر “القاعدة” بينهم ألماني وعراقي متهمان بالتخطيط لأعمال إجرامية واستهداف سياح ومصالح يمنية وأجنبية إلى الأحد المقبل، لعدم حضور العقيد عبدالله الأشول، ضابط الأمن السياسي (المخابرات) الذي استدعته المحكمة سابقاً للشهادة في ما يتعلق بالمتهم الأول بدر أحمد، الذي قال إنه كان يعمل لصالح جهاز الأمن السياسي. وألزم رئيس المحكمة القاضي رضوان النمر ممثل المدعي العام تنفيذ قرارات المحكمة المتمثلة بالرد على دفع محامي الدفاع، وإلزام ضابط المخابرات الحضور.
على صعيد آخر، شددت السلطات اليمنية الإجراءات الأمنية حول سفارة بريطانيا المغلقة أمام العامة منذ الهجوم الأخير الذي استهدف سيارة موظفي السفارة في 6 من الشهر الحالي، كما شددت إجراءات الأمن حول السفارة الأمريكية، وأغلق الطريق الرئيس المؤدي إلى السفارة أمام السيارات بحاجز للشرطة، فيما فتش الأمن السيارات المتجهة إلى السفارة البريطانية.
وحذر بيان للخارجية الأمريكية ضاماً صوته إلى فرنسا واستراليا، الأمريكيين من “المستوى المرتفع للتهديد الأمني”، وأوصى ب”تأجيل أية رحلة غير ضرورية إلى اليمن”، وطلب من الموجودين في البلد “أقصى درجات التيقظ والاحتياط الأمني”.
http://www.alkhaleej.ae/portal/478e0...d0f384189.aspx