شدني هذا الخطاب للرئيس علي سالم البيض كثيرا لما حواه من أفكار ومعاني ومشاعر أكثر وضوحا وأكثر قربا من الجماهير والهدف الجنوبي العظيم .
كتب علينا القدر أن نبدأ من جديد مرحلة نضالية جديدة لأجل الاستقلال ويجب أن يكون ذلك درسا - برغم قساوته - لا ينسى أبدا فمصلحة الجنوب هي العلياء وهي الأهم من كل الأمور الأخرى .
الخطاب يذكرنا بان طريقنا وعر وشديد الوعورة وكلنا ندرك ذلك ولكن من خلال الخطاب يبدو أن عوائق كبيرة تنتظرنا ليست سهلة ومعناه انه لابد أولا أن نهيئ أنفسنا لذلك معنويا فالطريق طويل والصعوبات كبيرة وشاقة ومازالت وهو يتحدث من موقعه وبالتأكيد من خلال تواصله يتبين لنا صعوبة الأمر. وثانيا ومن كل بد علينا أن نطرق أبوابا أخرى غير مانحن عليه لتفعيل النضال وضمان تطوره وتقدمه .
في الخطاب هنالك أمر ملح شديد الإلحاح مبني من تجربة الأخ الرئيس علي سالم البيض بان العالم يريد منا أن نتوحد بأي شكل أو صفة أو صيغة لأنه بدون ذلك فالعالم لن يثق بنا طالما ونحن لا نثق ببعضنا بل هو مؤشر مخيف نقدمه للعالم أن لم نتفق.
الخطاب يدعو بصراحة إلى أن الوقت أزف بالتوحد ولا مجال للتأجيل أو المواربة والتلكؤ لان دماء الشهداء ومعاناة الجرحى وعذاب المعتقلين وأنات المكلومين وقهر المظلومين والهدف لعظيم لايقبل هذا التشرذم ولا يستسيغه ولا يوجد له أي مبرر .
وحرص الرئيس أن يذكر نفسه ويذكر قادة الحراك بأنهم مسئولون مسئولية مباشرة وكاملة عما يحدث من شتات وتفرقة وما ينتج عن ذلك من أخطار كبيرة على الحراك والجنوب .
في الخطاب وضوح وشفافية مابعدهما وضوح بل وصل الأمر استعداد الرئيس لان يسلم الموقع الذي اختاره إليه الشعب الجنوبي من خلال المظاهرات والمهرجانات والمبايعات شبه المكتملة لأجل الجنوب وانه لا يحرص على موقعه قدر حرصه على الهدف العظيم وهو بذلك يضرب أروع المثل في الإيثار والصدق في القول والعمل ورسالة إلى شعب الجنوب يجب أن يفهموا معانيها لان الرئيس يعاني ومعه الصادقون من القيادات من التلاعب والازدواجية بل والتشهير والتشويه بالقيادات النزيهة بطرق لا تخلوا من خبث وعدم شعور بالمسئولية وعدم احترام لإرادة الجماهير .
فالرئيس البيض يقولها بوضوح انه مع الجماهير وليست الجماهير معه وعلى من يريد أن يقود النضال أن يكون مع الجماهير وما تطالب به وليس عبر الطرق الملتوية والغامضة والمشكوك بها .
والرئيس البيض هنا يحدد بوضوح انه لايرغب بان يكون صاحب منصب ولا يريد أن يضع الناس كما تشتهي نفسه وكما يصور البعض ذلك بل هو على استعداد لتسليم الراية لمن يرى الشعب الجنوبي فيه القدرة والكفاءة والإخلاص والمصداقية .
رسالة مطلوب عنها إجابات وليس إجابة واحدة :
مطلوب إجابة من الرئيس علي ناص ومن العطاس ومطلوب إجابة واضحة من قادة الحراك في الداخل ومطلوب إجابة فاصلة من جماهير الجنوب فالي هنا ويكفي هذا الحال لذي لايسر أي جنوبي .
في خطابه رسالة وجهت لجماعة أصدقاء اليمن ومعني بها دول العالم تدل على إن الشعب الجنوبي لايرغب إلا أن يكون مع العالم في اعتداله ووسطيته وتقبله للتطورات والحداثة ورفضه كل أشكال التطرف والإرهاب والتشدد فكرا أو عملا وان من مصلحة العرب والعالم أن يتقبل الحقيقة التي هي على الأرض لأنه لايصح في الأخير إلا الصحيح طال الزمن أو قصر وان الشعب الجنوبي اختار طريقه وحدد هدفه وأي أعمال تقام لأجل دعم النظام الإجرامي والاحتلالي لا تصب لا بمصلحة الشعبين الشقيقين ولا بمصلحة العالم فلم يعد هنالك مجالا في هذا العالم للشعرات والمزايدات التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
ورسالة أخرى إلى شعب الشمال يعبر عنها الرئيس بأنبل المشاعر الأخوية الإنسانية وبرغم يقيننا إن الإخوان في الشمال يدركون هذه الأمور لكنهم مغلوبون على أمرهم وليس بيدهم أي حل ليس للجنوب فقط بل ولا نفسهم التي تعاني منذ أمد بعيد .
شكرا لرئيسنا الجنوبي علي سالم البيض على هذا الخطاب الرائع والموجه بدقة وعناية وبكل وضوح وشفافية .