[NoOne]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عامر اليافعي

قرات رسالتك الى الاخ الرئيس البيض وتعقيبك على الاعضاء فوجدت من الافكار والمعلومات والتحليل وربط الامور ببعضها وتمييزها من اروع ما يمكن ان يبحر فيه الانسان من فائدة ومتعة وتعلم .

مضمون الفكرة واسلوبك المقنع رائعة بكل معنى الكلمة ومع ذلك شعرت ان ذلك صعب جدا في ظل الوضع القائم .
لا استطيع ان افند الصعوبة هذه لان الوضع معقد وشعرت لو عملها الرئيس البيض فسيتم خذلانه ليس لشخصه ولكن لتعقيدات الحراك لان مثل هذه الامور تحتاج الى امكانيات كبيرة من التوافق والمال وضمان تجنيد الاعلام والاقلام الجنوبية .

انا معك في كل ماقلته ان كان هنالك فرز حقيقي للرؤوية والموقف لاجل ان تعلن وتامر وتصدر وانت مالئ يدك وتدرك مسبقا انه سيكون منفذ على ارض الواقع .

لكن في ظل هذه الظروف فالقرار سيكون شبيه بالانتحار وبدون الفرز لا فائدة من اي قرارات او اوامر .
لانه هنالك فرق كبير بين الامنيات والواقع.
لك التحية.

أخي الكريم لست أدري هل قبل أن تطلع على ردي هذا أكنت قد مررت بالقصيدة الشعرية للشاعر الشابي ( لحن الحياة ) ، أم لم تر بها ،ومع هذا أتمنى أن تمر بها مررت أم لم تمر

وأنا هنا سأعيد كتابة بيتا منها فقط :

ومن يـتهيب صعود الجبال *** يعش أبد الدهر بين الحفر


وأعتقد أن العالم كله لم يكن ليشهد تطورات وثورات وتغييرات ونجاحات عامة وخاصة لو أن كل شيء تم حسابه بشكل دقيق بالكلمة والحرف وتم تكبير المخاوف على حساب الإنجازات المتوقعة

ولك أن تعلم أن لكل نجاح باهر بداية شبه لا عقلانية وأحيانا تهور

ونحن في مرحلتنا الحالية بحاجة للـ ( جنون المتعقل ) وللـ ( مجانين المتعقلين ) إن شئت ذلك أما الحكماء أكثر من اللازم والمترددين حد اللافعل فليس هذا وقتهم ، نحن بحاجة لم يتوكل على الله ثم يستشير ويتخد القرار

ومع هذا أؤكد لك أن المخاوف مضخمة جدا والواقع أبسط منها كثيرا

وأنه أحيانا هناك خيط رفيع بين الجبن والخوف وبين الحكمة والتعقل و خبط رفيع بين بين الجنون والعبقرية



ومع هذا أيضا أقول لك أننا نتصرف بطريقة عبثية ولا منطقية ونريد أن نضفي عليها منطقا والعكس صحيح فالتصرف الصحيح والمنطقي نحاول أن نخيف أنفسنا منه ونجعل منه لامنطقي

وبالمنطق والحجة قل لي أخي مذ تصرفنا بمنطق الخوف وتكبير المخاوف وضرورة التوافق بين ماتسمى المكونات ماذا أنجزنا ؟؟

هل تقاربت أنم تباعدت ؟؟ هل توحدت أم تمزقت ؟؟ هل إتفقت أم زادت خلافاتها ؟؟

بل أن الخلافات وصلت إلى داخل الكيان الواحد في الداخل والخارج


والأسباب بسيطة ومنطقية وهي أننا خالفنا حقائق الكون والحياة وقدمنا العربة ووضعناها أمام الحصان

والأسباب بسيطة ومنطقية وهي أننا أوهمنا أنفسنا بوجود تنافس حزبي في وقت لا إختلاف فكري بيننا وحتى لو وجد فهذا ليس وقته وهو لايتعلق براهننا ولا بقضيتنا الحالية

والأسباب بسيطة هي أننا نتصارع على مناصب والوطن كله محتل ، وعلى كيانات وكياننا الوطني ضائع وعلى وجهات ونحن لاقيمة لنا بدون إستقلالنا


والله لو بقينا على الحالة لما نجحنا قط ولأدخلنا أنفسنا في متاهات لابداية ولا نهاية لها

هل تتوقع أن يتوحدوا ، ثم لو فرضنا جدلا توحدوا هل تتوقع أن ينجحوا في العمل معا وهم داخلينه كجماعات وكتل يهمها تكتلها أكثر مما يهمها صوابية أو خطأ أي قضية تطرح عليها

ثم أيضا هناك ألف وألف عقبة ستصادفنا لو واصلنا بهذه الطريقة

ومع هذا أقول لك وأنت خير العارفين أن هناك من لن يتفق لو تم التواصل معه حتى إلى يوم القيامة


يا أخي نحن أمام مرحلة إستثنائية وتأسيسية لوطن جديد وإستعادة وطن ضائع والإستثناء لايجب أن تحاول أن تطبق عليه قواعد الحالات الطبيعية


نحن نريد الإجتماع على أساس فردي وعلى أساس الحيثية الجنوبية للأفراد بلا تعقيدات لا لزوم لها

إجمع أكبر كم ممكن من المؤثرين كأفراد وضعهم في إطار مجلس وطني مؤقت ومنه تنبثق كل اللجان اللاحقة وكل القرارت اللاحقة وكل الأفكار اللاحقة

ومنه وعبره ستحصل على من يدير الإعلام ومن يدير المال ومن يدير الأمن ومن يدير النشاط ومن يتصل بالخارج ومن يكتب الدستور .. الخ

ومنه وعبره ستحصل على التمويل الخارجي سرا وعلنا

ومنه وعبره سيكون لنا مرجعية عامة معتبرة أمام العالم

ومنه وعبره سيصبح الأمراض وأصحاب الأغراض معزولين ولاقيمة لهم


طبعا كل هذا بإشراف الرئيس وبجداول زمنية وسقوف زمنية محددة لا بعبث لانهاية له


وطبعا أخي الكلام يطول ويطول لكن كخلاصة لا أرى حلا غير هذا ولا أرى أننا بداءنا البداية الصحيحة حتى الان الا بتطبيق هذا والعالم مر بما مررنا به وكان هذا الحل هو الناجح والناجع ولايجوز أن نقفز على المراحل ونحرقها لننتقل لمرحلة سلطة ومعارضة وأحزاب وتنافس على مناصب أو حتى على برامج

وأطمئنك جدا وسل من يحتك بالتاس في الشارع الوضع أفضل مما تصور بكثير وسيكون أفضل بكثير

وبالمناسبة الرئيس الأمريكي يلقي أسبوعيا خطاب إذاعي ونحن سنكتفي من البيض بخطاب شهري يصارحنا فيه باخر التطورات وبما حصل وبالإسم والحدث وهذا لوحده سيكون كفيلا بتجنيد الشعب حوله وإبراء ذمته وتحميل المسئؤلية لمن يتحملها والإرادة الشعبية الضاغطة ستجبر من لايريد لأسبابه الخاصة إلا أن يعرقل ستجبره على الإنخراط أو ستكسته وتجعل يبتعد ويتوارى



تحياتي