للاسف أخي الكريم وأعذرني إن قلت لك أن الأجوبة التي طرحتها بعيدة كل البعد عن السؤال
وربما تكون الأجوبة التي طرحتها نوعا ما إجابات شبه صحيحة لكنها ليس وحيدة لسؤال آخر مختلف تماما
والإجابات هنا لاتتعلق بخشية الجنوبيين من بعضهم البعض ، بل ربما تكون جزء من إجبات عن سؤال آخر هو :
ما هي مخاوف الجنوبييين ؟؟؟
عندها ربما تكون الإجابات تتفق مع السؤال وإن كانت ليست كل إجاباته
وعليه فعلينا التفريق بين ( مخاوف الجنوبيين وتخوفاتهم العامة ) وأسبابها وبين ( تخوفاتهم وخشيتهم من بعضهم البعض ) وأسبابها
أما عن سؤالك عن خشية الجنوبيين من بعضهم البعض فأظن له العديد من الإجابات السريعة وإجابات تحتاج لتفكير أعمق وإستنباتط أشمل وأدق
ولعلي على السريع أستطيع أن أضع بعض الإجابات السريعة :
تراكمات الماضي بكل أشكاله وكل مراحله وكل صراعته خلقت شرخا كبيرا بين الجنوبيين ةهنا التفصيل يطول
رغم وجود دولة متحدة بعد الإستقلال في الجنوب إلا أنها لم تكن دولة وطنية وكيان سياسي لمواطنية يربطهم بالمواطنة بل كان الجنوب دولة أيديولوجيه وكيان أيديولوجي وتم إختصار الوطن في فكر أو في حزب أو حتى في أشخاص
الجنوبييون بغالبيتهم من النوع الذي يقود والذين يحملون كرامة تعانق السماء والشحصية الجنوبية شخصية مقدامة وشجاعة وترفض أن تكون عادة حتى في الصف الثاني وفي الغالب يرفضون اللإنقياد ولو حتى كان هذا الإنقياد لمصلحتهم
للأسف أخي العزيز أيضا أن سبب الخشية والخلافات تأتي عادة من أشباه القادة ومن أشباه وأنصاف المتعلمين ومن الباحثين عن إثبات الذات وعليه فعادة القائد أو الواثق من نفسه لايهمه التزاحم ولا يسعى دائما ليكون في الواجهة وكذلك المثقف الحقيقي وعلى العكس أيضا فالبسطاء والمتواضعين والمقتنعين والمعترفين بإمكانيتهم أيضا لا مشكلة معهم والمشكلة مع أشباه القاده وأشباه وأنصاف المتعلمين
طبعا لن نضيق جديدا إن قلنا أن هواجس الماضي المناطقي ومآسيه والصراعات العبثية السابقة تلعب دور كبير في توجس كل طرف من الاخر خصوصا إن أرتبطت بالعقلية الجاهلية التي توالي أو تعارض الأشخاص لا الأفكار والمناطق لا المنطق إضافة لعقلية العالم الثالث المتخلفة والنظرة السطحية والمتخلفة للأمور وعدم وجود وعي وإدراك كافي والقدرة على تمييز الأمور والنظر للمستقبل بعقل متفتح
أضف إلى ذلك أن المراحل الإنتقالية بحد ذاتها تكون مراحل توجس وخوف من المستقبل لضبابية القادم ومخاوف من شكله وما ستؤول إليه الأمور وإن أضفنا ماسبق فكل طرف يخاف أن يؤدي هذا المستقبل إلى تهميشه أو إلى إعلاء غيره عليه
طبعا أيضا هناك عامل الثقة غير المتجذرة والشك الطاغي في عقول الباطن للأغلبية وتقديم سوء النية على حسنها ربما بسبب الصدمات المتكررة التي حدثت للكثيرين
إضافة إلى مايلعبه أعداءنا من دور كبير في إيقاد نيران الخلاف وعدم السماح له بأن تخمد بوسائل عديدة جدا ورغم أني لست من محبي نظرية المؤامرة كثيرا إلا أنني فعلا أرى أن لهذا الأمر دورا كبيرا في مخاوفنا من بعضنا البعض وفي تذكيرنا الدائم بخلافاتنا السابقة وفي محاولة الدق على اسفين الفرقة والتفرق بيننا وزرع الشك والتوجس
وغيرها كثير
لكن أيضا علينا أن نعلم أن إمكانية إزالة التخوفات من بعضنا البعض أو مخاوفنا ليست بالأمر الصعب نظريا ويمكن كذلك عمليا لكنها تتطلب جهدا وتتطلب أن نغلب المصلحة العامة على الخاصة والطويلة المدى على الآنية والأنانية وغيرها
هذه الأفكار التي خطرت في بالي على عجاله ومختصرة وأظن أنني ربما لي عودة لأضيف إليها الكثير بعد التكفير في الموضوع
طبعا لهذا ولأني غير مقتنع بعلاقة السؤال بما يفترض أنها إجاباته أخترت في التصويت الخيار الأخير أي شيء آخر