مؤتمر حول تحدياتها وأسباب فشلها..اليمن: 99 % من الشركات القائمة.. عائلية2010-10-05
صنعاء-ليلى الفهيدي:
هيكلة الشركات العائلية والتوجه نحو العمل المؤسسي، ليس ما اعتاد عليه اليمنيون الذين أسسوا شركات وقادوها في فترة ما نحو النجاح ليشاركهم فيها طرف آخر، دون سبب باعتقادهم، حيث تهيمن الشركات العائلية المقفلة على أداء الاقتصاد اليمني وتفوق نسبتها الـ99 بالمائة من إجمالي الشركات المرخصة والعاملة في اليمن.
خطر اختفاء عدد من الشركات التجارية العائلية التي تشكل عماد الاقتصاد اليمني كان الهاجس الأساس وراء عقد المؤتمر الثاني للشركات العائلية الذي نظمه يومي 29 و30 سبتمبر 2010م نادي رجال الأعمال اليمنيين تحت شعار " الشركات العائلية نحو عمل مؤسسي".
يؤكد رئيس نادي رجال الأعمال اليمنيين أحمد بازرعه أن كثيرا من الدراسات والإحصاءات والواقع العملي يبين بجلاء اختفاء عدد كبير من الشركات والكيانات التجارية العائلية إما بسبب غياب المؤسس أو الخلافات التي عصفت بها وأدت إلى انتهائها وتفككها إلى كيانات صغيرة وضعيفة.. داعيا جميع الشركات العائلية اليمنية إلى الإسراع في ترتيب أوضاعها وهيكلة مؤسساتها وفصل الملكية عن الإدارة وبالصورة المناسبة لظروف كل شركة وبالكيفية والخصوصية التي تحافظ على استمرارية هذه الأنشطة بما يعود بالخير على الاقتصاد والمجتمع بصورة عامة.
ويعتبر المبادرة في أقرب وقت لتنظيم العلاقات ووضع الأسس والهياكل المناسبة للشركات العائلية ضمان لعدم تكرار تجارب الفشل التي نسمعها بين حين وآخر كما يقول.
كلمة الحكومة اليمنية في المؤتمر لفتت إلى الدور المهم الذي نهضت به الشركات العائلية، وبتأثيرها الإيجابي الذي أحدثته في الاقتصاد الوطني، لكنها طالبتها بالمضي بخطوات أكثر على صعيد قيادة التحول في بناها الهيكلية لتتحول إلى شركات عامة مساهمة، بما يحميها من التهديدات الطارئة.
وأكدت الكلمة التي ألقاها وزير الشؤون القانونية اليمني الدكتور رشاد الرصاص على أهمية المؤتمر الذي يوفر فضاء مناسباً للبحث في أفضل الإسهامات التي تدفع بالشركات العائلية، نحو آفاق أرحب، وتجدد فيها روح المبادرة والابتكار، وتحدث انتقالات هامة ونوعية في بنيتها الهيكلية، بما يمكنها من استيعاب التحديات الجوهرية التي تعترضها.
رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية اليمنية محمد عبده سعيد أعلن في المؤتمر عن تبني الاتحاد مبادرة إنشاء وحدة عمل دائمة لدراسة ومتابعة نشاط الشركات العائلية في اليمن والمشاركة في تفعيل دورها بالتعاون مع المؤسسات والجمعيات والهياكل ذات العلاقة.. مؤكداً التزام الاتحاد مواصلة العمل مع كل الإطراف ذات العلاقة للمساهمة في الانتقال النوعي والمرحلي بالشركات العائلية اليمنية نحو العمل المؤسسي الذي يضمن لها الاستدامة ويساعدها على تقوية قدراتها التنافسية في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.
المؤتمر وقف من خلال أوراق العمل المقدمة التي استعرضت تجارب عربية ودولية ناجحة في تحول الشركات العائلية وكذا على عوامل فشل الشركات العائلية في حلقات نقاشية، لكن انتهى كسابقه الذي عقد قبل ثلاثة أعوام بتوصيات نظرية قد تكون مكررة في معظمها، ليبقى السؤال مفتوحا إلى مؤتمر قادم ربما يعقد بعد عامين بهدف تعزيز قدرات الشركات العائلية لمواجهة كثير من التحديات التي تواجهها بما يضمن لها التماسك والاستمرارية والنمو كما يوضح برنامج الجهة المنظمة للمؤتمر.
المحك الأساس كما يعتقد كثير من خبراء الاقتصاد اليمنيين يكمن في مدى اقتناع أصحاب الشركات العائلية في اليمن سواء من المؤسسين أو الأجيال التالية بالتحول نحو العمل المؤسسي وتحولها من شركات مقفلة إلى شركات مساهمة عامة، باعتبار ذلك الضامن الوحيد للمحافظة على استمراريتها وأداء دورها في عملية التنمية وصمودها أمام التحديات المحلية والخارجية.
2010 © Al Sharq . All Rights Reservedhttp://www.al-sharq.com/articles/print.php?id=211145
__________________
حريري وافتخر
|