عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-03, 03:44 AM   #34
بائع المسك
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-10-08
المشاركات: 630
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتب العدل مشاهدة المشاركة
أخي بائع المسك .. السلام عليكم ورحمة الله
أود هنا الإشارة إلى أن دول ما تسمى أصدقاء اليمن ليسوا أصدقاء لليمن بالمعنى المتعارف عليه ، ولم يكونوا أعداء للجنوبيين ، وأن الصداقة لليمن التي وضعوها عنوانا لاجتماعاتهم إنما هي يافطة يتم من خلالها حماية مصالحهم الإستراتيجية من التهديدات الكبرى - هذا باختصار شديد.
أمريكا وحلفائها ليست جمعية خيرية أو هيئة لرد المظلم للشعوب وبسط العدالة بين الدول ، وإنما هي تبني صداقاتها وعلاقاتها وفقا لما تمليه المصالح الخاصة بدولهم وفي سبيل ذلك تقترف هذه الدول أبشع الممارسات بحق الشعوب والدول وتنتهك القانون الدولي والأعراف الدولية وحتى حقوق الإنسان بشكل سافر وهي التي تدعي الريادة لهذه المبادئ .
هذا من حيث المبادئ الأساسية التي تقوم عليها العلاقات الدولية بين الدول .
وفي موضوع اليمن بالذات الذي أدخلك في حالة من الذهول والحيرة !! لم يخرج موقف دول ( أصدقاء اليمن ) عن هذه المبادئ ، وهي الى الآن لم تقدم الى النظام اليمني تلك المساعدات الي يحاول الحصول عليها ولن تقدم له الا في حدود ضيقة بضمانات عدم ذهابها لغير الأغراض التي يحددها هؤلاء الأصدقاء .
السؤال الآن ما هي القضايا المحددة التي تهم هذه الدول ؟
من هنا يأتي النظر الى المصالح الكبرى التي تهتم بها هذه الدول في اليمن وهي التي تكون محلا للمساعدة وبشروط ورقابة دقيقة من هذه الدول حتى لا تستغل لاغراض اخرى .
والقضايا الحاضرة لدى هذه الدول في اليمن التي تسعى للتصدي لها في اليمن هي
الإرهاب .. الإصلاح السياسي والاقتصادي ..قضية الحوثيين ثم تأتي قضية الجنوب ضمن الحلول السياسية الشاملة وهو الطرح الذي تتبناه أحزاب المعارضة .
هذه الثلاث القضايا في اليمن تشكل الهاجس الكبير والقلق المتصاعد لدى الدول ( الأصدقاء) وهي في نظرهم قضايا مترابطة جميعها تنتج بعضها البعض واخطارها تمتد الى خارج اليمن بشكل مباشر وخاصة دول الإقليم كما هو واضح في قضية تنظيم القاعدة والحوثيين .
ولذلك مثل هذه القضايا هي التي تخضع لاهتمام هذه الدول باعتبارها تمس مصالحها وأمنها مع علمهم أن نظام صنعاء يلعب بهذه الاوراق لصالحة في مواجهة الداخل وكذلك الخارج .
وبذلك يتضح الموقف لماذ هذه الدول لا تولي اهتمام بالقضية الجنوبية رغم مشروعيتها وعدالتها ورغم طبيعتها الدولية كونها تمثل قضية شعب ودولة لها مقومات تاريخية وسياسية واقعية وقانونية ...الخ .
ولذلك فإن المعيار لدى هذه الدول هي المصالح الخاصة بها وليس لأي اعتبارات أخرى مهما كانت .
ومع ذلك ليست هذه الدول منقطعة الصلة بالمتابعة والاهتمام بمجريات القضية الجنوبية ، بل ان هناك أجهزة تراقب عن كثب تطور القضية الجنوبية وحراكها السلمي ، ولكن لا زالت هناك تحفظات كبيرة على الحراك وينظر له كونه يعاني الكثير من المثالب والقصور لا تستطيع هذه الدول التعاطي معه ، واعتباره أيضا لم يتمكن من بلورة كيان كبير وموحد يمثل الجنوبيين ، وكذلك غياب الثقة بقدرته على السيطرة على الأوضاع في الجنوب في حالة أي انهيار يتعرض له نظام صنعاء ، فضلا عن حالة التشتت والعداء بين الجنوبيين جراء الصراعات الماضية كلها لا زالت تشكل حالة من عدم الثقة بالحراك ، في الوقت الراهن على الأقل .
يبقى السؤال ينتظر الإجابة من الجنوبيين أنفسهم ، ماذا عساهم فاعلون ، أمام إحجام العالم عن دعمهم وتبني قضيتهم ؟
الكرة إذا بملعب قادة الجنوب في الداخل والخارج في المقام الأول .
تقبل تحيتي واحترامي .. اخي بائع المسك .
أخي الفاضل كاتب العدل شرفني وأسعدني مرورك ومداخلتك على موضوعي والتي فاقت بكثير من حيث التحليل والشمول وملامسة جل أن لم تكن كل الأسباب والمسباب في قضية تعثر تدويل القضية الجنوبية، وأضيف إلى ذلك، بأن من الخطأ التفكير في الوقت الراهن بإظهار أو تحويل الحراك إلى مصدر خطر يهدد مصالح الدول الكبرى أو دول الجوار لإجبارها على الاعتراف بقضية الجنوب والمساعدة على حلها، فهذا يتناقض تماماً مع عدالة ومشروعية وسمو قضية الجنوب التي هي قضية شعب بأكمله وليست قضية جماعه أو طائفة من المخربين أو القراصنة الذين هدفهم الابتزاز .. لاحظ أن النظام لا يحاول أن يظهر بأنه مصدر خطر على مصالح دول العالم لكي يبتزهم، ولكنه يحاول أن يظهر بأن هناك خطراً جدياً من طرف ثالث يهدد مصالح الجميع ما لم يتحالفوا معه على القضاء عليه بحيث يجعلهم بين خيارين لا ثالث لهما أما دعم بقاء نظامه ــ الذين يعلمون حقيقة فساده ــ لمحاربة هذا الخطر نيابة عنهم، وأما يتركوا ذلك الخطر يفتك بنظامه ليتفرغ بعدها للقضاء على مصالحهم، بمعنى آخر أن النظام الآن يعمل بكل إمكانياته ليقنع العالم بأنهم أمام الاختيار بين أهون الشرين وأخف الضررين ولا خيار ثالث غيرهما، فهو ــ نظام صنعاء ــ أهون الشرين واخف الضررين وغيره العكس من ذلك.. وهكذا نجده يروج حالياً لخطرين؛ القاعدة والحراك مع محاولة الربط بينهما .. والمطلوب مننا هو العمل المخطط لتغيير قناعة دول العالم بأن هناك ثمة خيار ثالث آمن وفعال وإن نظرية أهون الشرين واخف الضررين التي يتبناها النظام ليست قدرا محتوما عليهم بل أنها ليست صائبة .. هذا ما يجب أن تنصب عليه الجهود فقط ينقصا الآلية والوسيلة الصائبة لتنسيق وإدارة تلك الجهود صوب بلوغ تلك الغاية .. مع عدم نسيان أنه قبل ذلك لابد من مقدمة ضرورية يتحتم انجازها هي ترتيب البيت من الداخل. تقبل فائق تقديري واحترامي
بائع المسك غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس