بعد أن قراءت الموضوع من أوله حتى آخره مع كل الردود والتعقيبات عليه أسمحوا لي جميعا وليسمح لي صاحب الموضوع تحديدا لأقول له أنني لم أفهم سبب أو خلفيات أو أهداف الموضوع ولم أجد مبررا له
فإن كان الموضوع يتحدث عن تقييم ماضي لكيان سياسي جنوبي وفكر ما مر بالجنوب فأظن من المعيب أن نختزل ذلك في ما تسمى إيجابيات ولا نذكر السلبيات مطلقا
أما إن كان الموضوع يتحدث عن الماضي بصيغة المستقبل فأظن هذا نوع من أنواع قلة العقل وتعامي عن الحاضر والعيش في الماضي وبالماضي
الإشتراكي اليمني أو لنقل فترة حكم ما يسمى الإشتراكي اليمني في الجنوب لأنه لايمكن إختزال تلك الفترة فقط بالحزب اليمني وتوصيفها به ولنقل أن تلك الفترة فيها سيئات وحسنات
والحسنات والسيئات لايمكن فقط جعلها من نتاج الإشتراكي اليمني بل هناك عوامل كثيرة جدا كانت خلفها حينها
كما أننا لا يجب أن نخلط ونتصور أن مجرد الإسم ( الإشتراكي اليمني ) يدل على نفس المسمى ماضيا وحاضرا للتغيرات التي حصلت
كما أننا أيضا يجب أن نـُعرف ماهو الإشتراكي اليمني ؟؟
هل هو أفكار ؟؟!! إن كان كذلك فهذه أغلبها ماتت بحسناتها وسيئاتها ولم تعد صالحة للحاضر ولا للمستقبل
وإن كان أشخاص ؟؟!! أيضا وأيضا فأغلبهم ماتوا ( أو قتلوا بعضهم للدقة ) ونحن أمام أشخاص أخرين بل حتى من بقي من السابقين لايمكننا أن نعتبره هو هو نفسه السابق
وإن كان مجرد بناء هرمي ومبنى وإسم فهذا تغير وسيتغير وسيتبعه فقط عبدة الأوثان وممن لايستطيعون أن يجاروا التغيير
وإن كان المقصود به الجنوب كوطن أو حتى كشعب فلايمكن إختزال وطن وشعب بأي كيان سياسي وفكر فالوطن ثابت والشعب ثابت وهذه متغيرات
( وللاسف هذا ماحصل وهو من إحدى سيئات الإشتراكي اليمني أنه استبدل وطننا الجنوبي الثابت بكيان حزبي وهمي وبفكر متغير وأستبدل المواطنة السياسية الحقيقة بالمواطنة الفكرية والإيديولوجية ولاحقا أضاع الوطن الثابت وضاعت الأيديولوجيا كمتغير يجب أن تضيع ويجب أن تتغير كمتغير )
وكخلاصة أخيرة يكفي مثلا أن يرد أحد ما على كل إنجازات الإشتراكي بكلمات معدودة وهي ما فائدتها وأين هي اليوم أو ليست الأعمال بخواتيمها ؟؟ وهل تنفعنا إنجازات تاريخية أختتمت بضياع وطن وشعب وهوية بل وحت هذه الإنجازات ضاعت وأصبحنا فقط نسمع عن ماضيها بل أن بعضها كان يقيم ويجب أن يقيم كإنجاز لكنه اليوم في ظل الظرف الحالي أصبح مصيبة على الجنوب وشعبه
وهل يكفي مثلا أن نعرف أن الإشتراكي بسبب حكمه فرق الجنوبيين ومزقهم وصنفهم بسبب الأيديولوجيا وقرب غيرهم في البدء ثم حتى تلك الأيديولوجيا توارت وأصبحت مجرد شعارات لحقيقة مناطقية أيضا فرقت الجنوبييين كمناطق وقبائل تزعم أنها تقدمية
وأن نتاج حكم الإشتراكي أننا أنقسمنا حين أتحد غيرنا على إحتلال بلدنا
وأننا من أنجح الإحتلال في أن يحتل بلدنا كنتجة لتراكمات فترة حكم الإشتراكي اليمني وأنه لولا ذلك لكان لنا وطن كغيرنا من بني البشر
أعتقد أخوتي الكرام أن علينا أن نتوقف عن العيش في الماضي وإجتراره بحلوه ومره ولنرسم معا المستقبل
لا عيب في الإستفادة من الماضي لكن العيب أن نبقى بين خيارات حاضر سيء أو ماضي لن يكون الا ماضيا وفيه أيضا الكثير من السيئات وحتى الحسنات لايمكن أن نعيدها اليوم للحياة
علينا أن نقول أننا أبناء الجنوب أولا وأبناء الجنوب أخيرا لا أبناء هذا الحزب أو ذاك مهما كانت مشاربنا وعقلياتنا
وعلينا أن لانستبدل وطننا بأي شيء غيره ولا نتخلى عن مواطنتنا ومواطنينا لأي سبب فكري أو غيره فهذه ثوابت وتلك متغيرات
وكما يحن البعض للإشتراكي اليمني أو لنقل للدقة لفترة حكم الإشتراكي اليمني يراها العض كابوسا بل أنني أزعم أنه حتى من يحن لها يحن لها هروبا من الحاضر ولعدم القدرة على تجاوزه ورسم شكل المستقبل
لنعرف جميعا أن مجرد ذكر الإشتراكي اليمني كمستقبل أو كحاضر بل حتى كماضي لا يجعل منا نسير قدما في طريقنا نحو تحرير وطننا بل يعيدنا للخلف
ولنعرف جيدا أن الإشتراكي اليمني مات وشبع موتا وأن محاولات إحياءه ليست ألا عبثا يميت قضيتنا الحاضرة والمستقبلية ولاتخدم غير أعداءنا
وأننا لن ننطلق للمستقبل ما لم نتخلص من عقد الماضي وأحماله وصراعاته وأشكال حكمه وننطلق بفكر جديد
ولنعرف قبل هذا وبعده أننا شعب حي أجترح المعجزات في الماضي وقادر على إجتراحها في المستقبل كشعب حي ولايمكن أن يتوقف مستقبلنا على مجرد كيان أو فكر متغير
تحياتي