استقرار اليمن واستئصال سرطان القاعدة
تصريح وزير التنمية الدولية البريطاني آلن دانكن في مؤتمر أصدقاء اليمن في نيويورك مؤخرا حول خطورة الوضع الأمني في اليمن يجب أن يدق ناقوس الخطر دوليا. وقد سبق هذا الأمر عدة تحذيرات أطلقتها عدة جهات سياسية وإعلامية ذكرت أن الوضع اليمني المتدهور ناتج عن تصدع الوحدة الوطنية وتغلغل تنظيم القاعدة بشكل قد يجر اليمن إلى الانزلاق. وهو الأمر الذي ستكون له انعكاسات خطيرة ومباشرة على المنطقة برمتها.
الملف اليمني لا يزال بعيدا عن سلم أولويات وأجندة العديد من الدول الرئيسة في العالم على الرغم من المؤتمر الذي عقد في لندن لدعم اليمن في وقت مضى. ولقد آن الأوان لتلك الدول أن تعيد النظر بجدية فيما يحدث في اليمن وجارتها المقابلة لها في القرن الأفريقي (الصومال)، بما أن الوضع في هاتين الدولتين يشير إلى تغلغل القاعدة فيهما؛ وهو ما جعل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يعلن مؤخرا أن "القاعدة أضرت بالاقتصاد اليمني، وشوهت الدين الإسلامي". مجددا تأكيده على "استمرار اليمن في حربها ضد القاعدة بلا هوادة".
أولى خطوات الحل لاستقرار اليمن واستئصال سرطان القاعدة منه، تكمن في برنامج دولي قوي يوجه نحو تنمية اليمن مع تأكيد إيجاد مصالحة وطنية متكاملة. هناك تفرز القوى المستعدة للعمل من أجل المصلحة الوطنية عن تلك القوى التي تنحو منحى القاعدة. وهو الأمر الذي سوف يساعد على تحديد الأهداف في بلد أبرز عوائقه هو اختلاط الملفات مع بعضها البعض.
يتحتم أيضا على الجهات الضالعة بالملف الأمني المتعلق بالقاعدة في اليمن، بما يشكله اليمن من عمق استراتيجي للخليج والمملكة، وأن تنامي أنشطة التنظيم يشكل ـ في أي وقت ـ تهديدا للخليج والسعودية تحديدا؛ أن تنشئ خطة استراتيجية تتوقع كل الاحتمالات وتقوم بالتالي بتحديد الخطط لكل حالة دون استبعاد أي احتمالات. إضافة إلى تكثيف الدعم اللوجستي لليمن في مواجهة هذا التنظيم الإرهابي.
http://www.alwatan.com.sa/Editors_Note/Default.aspx