اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معين الكلدي
مذاق السياسة المر.. في فمنا هو الأسوء !
مذاق الأكاذيب الرديء
تذكرني بعض المواضيع في بعض المواقع بقصة جحا الذي يصدق الكذبة التي قالها بشكلٍ مطلق .. وإنه لمن المؤسف حقاً أنك تجد وبعد أكثر من 3 سنوات على الحراك الجنوبي فئة ليست بقليلة تُفبرك بعض الأخبار لصنع هالة لها أولاً وتضخيم غير صحي بالخبر ثانياً مع بعض الزيادات التي لا تضر بصحة الخبر فقط بل التي تجعلنا نصدق أن الفيل من الأسماك! وهذا الشخص الناقل لذلك الخبر يعتبر خلوقاً وصاحب مصداقية نسبياً مع الذي يذهب لمختبر شرشبيل ويحضر خبر يقارب في ضخامته انفجار هيروشيما ومن ثم وبعد انتشاره في الصُحف التي هي كالعسل يلتصق بها الذباب تكتشف أن الخبر فالصو وأنك عشت ( أكشن ) وربما أحد أفلام هتشكوك ولكنها لعب أطفالٍ ماسخةٌ وسفية .
هل تظنون أن المبالغة واختلاق الأخبار التي تهوّل من ظلم الجنوبيين يخدم القضية؟! على النقيض تماماً هو يرفع عن قضيتنا المصداقية على الصعيد الإقليمي والدولي ويزرع في الصادقين للقضية خوفهم من هؤلاء الغثاء وكيف أننا في يومٍ سنسلمهم رقابنا والأمانة شبه معدومة لديهم .. غير الإنتكاسة خصوصاً في البعض الذي يريك رامبو الجنوب وهي يدمر الدبابات والأطقم فيكون الفيلم محروقاً بخبرٍ موثوقٍ من المصدر ينفيه جملةً وتفصيلاً فيصاب المتابع بشعورٍ يشبه الحامل في شهورها الأولى!
أما وجب على مدراء المواقع والمشرفين بها تحري المصداقية الكاملة لأن الترويج لغرض الترويج يسيء بالبضاعة والمصنع ! أما وجب من القيادات الكبيرة التحذير من هذا التشويه وأننا نبني ونرسم خطط على واقعٍ وهمي لأن معرفتنا بالخبر الصحيح هي من تجعلنا نواجه الواقع الفعلي ونتصرف معه !
معين الكلدي
23 \ 9 \ 2010
|
تذكرني هذه الجزئية في موضوعك الرائع بما سمعناه من آبائنا عن اذاعة " صوت العرب" والمذيع المشهور " احمد سعيد" الذي كان ينقل الى الجماهير اكاذيب وانتصارات مزعومة ومبالغات لا وجود لها على الواقع وذلك ابان حرب 67م والتي اتضح في الاخير ان الهزيمة كانت كبيرة ومريرة ليس في حجمها العسكري ولا السياسي فقط بل وعلى المستوى النفسي الخطير .
وكذلك ما كنا نتابعه من مؤتمرات الصحاف وزير الاعلام في عهد صدام حسين وابان الغزو الامريكي على العراق وكنا نتفاعل ونفتخر بمعارك وهمية لاوجود لها وتشدنا عباراته التي يطلقها كمثل العلوج والافعى التي يتم تقطيعها في صحاري العراق وهو يعني الجيش الامريكي واتضحت لنا الامور بعدها ان الرجل في اخر تصريحاته كان يبشر بالنصر المؤكد بينما وزارة الاعلام قد تم السيطرة عليها وانه يتحدث وهو هاربا من مكان اخر واتضح لنا ان الجيش الذي كنا نظنه اقوى الجيوش العربية مجرد نمورا من ورق وان النظام الموجود المنهار انذاك ليس اكثر من حفرة .
وتابعنا جميعا المذيع والمعلق الرياضي " محمد سعيد سالم " في قناة عدن ابان حرب 94م وهو يصف نظام صنعاء بالمهزوم وانه في عنق الزجاجة بينما كانت القوات الشمالية امام مبنى التلفزيون الذي يتحدث منه .
بطولات وهمية واخبار مبالغ فيها ومنها نعاني اليوم وكأننا لا نعي ولا نفهم ولا ندرك ولا نعتبر .
المصداقية هي التي نستطيع ان نحدد فيها حجمنا الحقيقي ونستطيع من خلالها ان نفكر وننظم ونعمل على اسس واقعية حتى لا نكتشف اننا كمثل دون كيشوت يصارع طواحين الهواء .
فالكذب والمبالغة نتائجهما العكسية خطيرة على النفوس وحتى المواقف .
لك التحية.