اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معين الكلدي
مذاق السياسة المر.. في فمنا هو الأسوء !
التخوين .. وسوء الهضم وفداحته
كنا نسمع في ما مضى عندما تُذكر اسم ( حملة ) عن حملات الحج والعمرة وأحياناً حملة شلل الأطفال والملاريا وربما حملة الإقلاع عن مضغ القات ( هيهات ) وسياسياً كنا نسمح بالحملة الصليبية والحملة الفرنسية وغيرها .. اليوم بدأ السحر ينقلب على الساحر وبدأنا نحسن أن نظرية المؤامرة مقدسة لدرجة أننا نعيد الحسابات كالمرتابين ودخل الشك فينا من أوسع أبوابه فأقمنا ( هولوكست ) جديدة ولكنّها إعلامية لنبدأ بحرق فلان وجماعته وفلان وشلته ولنشنّها حرباً شيفونية لاتبقي ولا تذر ولا يهم كم سيسقط من الضحايا ولا يهم حُلّت قضايانا الجنوبية أم لا وهذا كله بسبب أنني اكتشفت وفجأة أن الذي كان بجانبي وعلى مدى سنوات وفي نفس الخندق ونطلق رصاصنا معاً باتجاه عدوٍ واحد أنه ( قد ) يخون وأنني من الأولى أن أقتله وأحصل على ذلك الشرف ( قبل ) أن ترديه رصاصة العدو المشترك .. ويجب علي كذلك أن أتفحص بقية الخنادق وأجهز على معظم من كان في صفي لأنني اختلف معه في كون أن الدجاجة سبقت البيضة وهو يقول العكس وأنا وطني بلدي وهو مستورد وماضيي الذي لا يتجاوز الثلاث عقود جيد وماضيه وماضي ( جدي ) سيء فعلينا إخراج الأمويين من قبورهم وجلدهم بعد صلب جثثهم حتى يرضى أبو مسلم الخرساني ولابد أن أسعى خلف رأس عبدالرحمن الداخل وأقطع رأسه أخيه ذي 13 ربيعاً لأن نطفته أموية .. وخذ لك من حزاوي جدك معين ما تريد لأننا في زمن وحكاوي كليلة ودمنة من جديد!
فئة أخرى ابتلينا بها في المنتديات والمواقع الإلكترونية وربما بعض المقايل لا تختلف كثيراً عن كتّاب الحمامات أعزكم الله .. فبمجرد شكٍ في كلامٍ يفهمه الرضيع تجده يكيل لك أطناناً من السباب حتى تبدأ تراجع دينك وهل اعتديت عليه وعلى عرضه حتى تتلقى كل تلك التهم والشتائم! والبعض لديه قاموسه المتنقل وربما تجده يجمع المشجعين ويريهم أنّه دخل المنتدى الفلاني الذي به أرباب السلطة أو من يخالفونه من الجنوبيين وشتم وسب ولعن و ..حتى يبدؤون بالرتب على كتفه وربما تقبيله! وبعضهم كل ما عليه هو اختيار الخيار ( كوبي ) وبعده ( باست ) فلديه باقة في جهازه المحمول من كل ما لذّ وطاب من إحم وأخواتها .
لماذا لا نعي أن اللعبة السياسية ليست كألعاب البلي استيشن فيها غالب ومغلوب .. ومتى نعي أن الصداقة والعداء السياسي مبني على مصلحة تتجدد أو تزول لتعود فتظهر حسب الظروف .. فالخصومة السياسية خصوصاً بين أصحاب الهدف المشترك إذا زادت عن الحد فهي تضر بالحلف وقد يستغلها ذلك العدو ويتفرج على شطارت أولئك في التضحية بأولئك وقد كفوهم سنيناً من التخطيط والتعبئة !
معين الكلدي
23 \ 9 \ 2010
|
لا اخالفك الراي بان البعض لا يهتم ولا يشعر بفداحة مايقوله او يعمله من امور على الاخرين وعلى القضية الجنوبية او اي شيء اخر فليس بالضرورة ان يكون حديثنا دائما بمناسبة وبغير مناسبة عن القضية الجنوبية فالمسالة هنا هي سلوك وطباع غير سوية لها التاثير السبي على كل شيء في حياتنا ونحن في هذا الوضع او غيره .
انه اسلوب التعامل والشعور بالاخر والحكم عليه او له .ومع ذلك فانا ادرك ان البعض يعاني من امور معاناة شديدة ولا يرى اي امل له كشخص بالمنظور القريب مع معاناة نفسية تراكمت عليه بفعل ماجرى ويجري ولهذا السبب تراه يضرب يمينا وشمالا كيفما جاءت والى اي مدى تذهب فلتذهب مع الريح وتلك الامور التي نشكو منها من الناس او البعض هؤلاء لها اسبابها والمعاناة تختلف وعلينا ان نعذرهم فمن فقد راتبه مثلا ومصدر معيشته وقتل من اسرته واصابته الامراض والهواجس فلن ياتي الا بما يشعر به .
وتعامل الناس مع ظروفهم يختلف من شخص لاخر فمنهم من يتحمل ذلك برباطة جأش ومنهم من لا تزعزعه الظروف ومنهم من يكون نهشا لها ولهذا تجد الفرق بين الناس .
لكن بصراحة اللوم والنقد يجب ان نوجهه الى من يستطيع ان يكون مثالا والواجب يفرض عليه وتجده هو من يزرع الشقاق والشكوك ويشن الحملة على الناس بوقاحة وفجاجة .
نحتاج الى التوازن في فهمنا وحكمنا على اي امر من الامور فحتى وان كانت السياسة نابعها المصلحة فللاخلاق والقيم مكانا اعلى والا لصارت الحياة جحيما لايطاق على من يشغف بها ويعشقها الى درجة الموت .
البراجماتية وسياسة المصالح ضرورية في امور وليس في كل امر فالشعب الجنوبي برغم ما خالطته سلوكيات معينة الا انه شعب خلوق وبسيط وكريم النفس وهذه صفات ارى ان نتمسك بها بقوة وبالنواجذ فهي الكفيلة بان نسود ونعلى ونتسامى الى الاجمل .
كم نحن بحاجة الى ان نستغل مكامن القوة فينا كمثل التسامح والتصالح لنشيد ونبني عليه طموحات وآمال عريضة نستطيع بها الى ان نكون شعب مميز عن حقيق .
لك التحية.