عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-25, 08:53 AM   #10
أبو عامر اليافعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-14
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 18,528
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معين الكلدي مشاهدة المشاركة

مذاق السياسة المر.. في فمنا هو الأسوء !





الترميز .. الحساء المقذع


بعضنا ينتظر أن يهبط علينا أبوزيد الهلالي من السماء والآخر يتوسم في فلان جيفارا وثالث يزعم أن خلاص الأمة في النبي صلى الله عليه وسلم وفي الصحابة الكرام وفي فلان الهمام ! وأصبح البعض يعبد رمزه عبودية طاعة فلا يسمح لنفسه حتى أن تنتقده أو تتكلم عليه بل وهو شيء سامٍ بين الملائكة والبشر فهو معصوم كعصمة الأئمة الإثني عشرية .. وعلى النقيض من ذلك فإذا جاع بعضهم أكلوا أصنامهم في أول صدمة فكأنها ما وجدت وجعلوها قاعاً صفصفاً لا ترى فيه عوجاً ولا أمتا وألبسوهم العمالة وطرزوها لهم تطريزاً، وبعضهم جعلوهم كالمغنيات والمغنين فتجده ينزل موضوعاً كاملاً لينبئك أن فلان الرمز سافر ليزور جدته في البلد الفلاني .. انتهى الموضوع! ولم يبق إلا أن يقول وفلان يحب البطيخ ويكره الموز وتعجبه قناة كذا ويحب مجلة كذا .. وبعضٌ زاد من حبه للرمز حتى أحب أهله فإذا مات شخص من أسرة الرمز وكان ابن عمة جدة خاله تلاحظه يكتب نعياً وفي الأقسام السياسية ليذهبوا ويعزوا فلاناً ( ما سمعنا بهذا في آبائنا السياسيين الأولين ) .. وبعضٌ زاد بهرجته وأن فلاناً فوق العباد فهو في قضيته نبيٌّ و لانبيَّ بعده! وبعضهم يؤمن بتعدد الرموز وينشىء مصانع لصناعتها وحظائر لتفريخها فكل يومٍ جديد ينتظر المريدون والمحبون على باب المدينة ليقولوا ( طلع الرمز علينا من ثنيات الجنوب )! .. هذه الفوضى العارمة والتي امتزج فيه المناضل الحق ببعض المتسلقين وببعض المتطلعين للشهرة جعلتني أتساءل في من يقول أن الشعب هو من سيحدد مصيره .. ولكن إذا كان جزءٌ لا يستهان به من الشعب بتلك العقلية فهل يعرف الشعب حقاً إلى أين يذهب ؟


لابد من إعطاء الأحجام الحقيقة للقادة السياسيين ونتعامل معهم تعامل العقل لا العاطفة والرفعة تكون على قدر العمل والخطيئة على قدر الإساءة ويجب عدم تحميل فلان فوق طاقته وعدم تهميش الآخر .. أمّا العشرات من الذين زُرعوا قسراً فيجب أن يعطوا مهاماً تناسب قدراتهم وأن تسلط الأضواء على النتائج لا عليهم .. فهل نستطيع وتسطيع القيادة السياسية المعروفة أن تؤكد وتُفعّل كل تلك النقاط؟


معين الكلدي


23 \ 9 \ 2010
في الشرق عموما هذه حالة وظاهرة عامة تمتد الى اعماق التاريخ الشرقي والمعنى هنا عبادة الفرد: الفلتة، الجهبذ، الزعيم الاوحد، والمهدي المنتظر، والذي لايشق له غبار، وقدس الله سره.. وما الى ذلك من الولاء والزعم المفرط .
وكما يقال : الناس على دين ملوكها .. وحتى ان شعوب كثيرة لو لاحظت ستجد ان اسمائهم لا تخرج عن اسماء حكامهم او زعمائهم تيمنا وتشبها وتقليدا بل ان طريقة الشوارب واللحى هي هي كما الحاكم وتلك مشكلة وخلل كبير نعانيه .
والجنوب فوق ما ابلاه ربي بحكام وزعماء قليلو الحيلة والبصيرة فالطامة الكبرى ان يجعلهم البعض في مستوى مبالغ فيه ولا يناسب حقيقتهم .
تقتل شعوب وامال وطموحات وفرص نادرة لان الزعيم اراد غير ذلك بل ان الزعيم لايمكن الا ان يكون هو الصادق الصدوق عند البعض والا لما هو زعيم.. وتلك من اسباب مراى الناس لحكامهم ونسي هؤلاء ان الله سبحانه وتعالى كان يصف الانبياء وهم انبياء بانهم ياكلون الطعام ويمشون في الاسواق لكي لا نجعلهم بمصافة الالهة.
وفي زماننا اليوم نهتم بما قال الزعيم ولا نهتم بما قاله سبحانه وتعالى فامر الزعيم هو امر والعياذ بالله اشبه بالله عند البعض بل ووصف الله اولئك بانهم يخشون الناس اكثر من خشيتهم لله تبارك وتعالى .
والبعض منا في الجانب المعاكس يدمر ويلعن ويهتك اي حاكم او قائد او اي شخصية محترمة تحت معنى انه حر وعزيز ولايقبل بهم وتجد التخوين والاتهام عمّال على بطّال وكأني به يريد ان تسود الفوضى والاضطراب وعدم النظام .
مشكلتنا هو الافراط في حكمنا على الامور اما مع او ضد بدون ان نعطي كل شيء حجمه الطبيعي والحقيقي فلكل قدرات ولكل كفاءة في مجال واحد اكثر من غيره فلا نحمل الامور فوق طاقتها وفوق حقيقتها .
لك التحية اخي معين.
__________________
تَهونُ عَلَينا في المَعالي نُفوسُنا * * وَمَن يَخْطَبُ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عامر اليافعي ; 2010-09-25 الساعة 08:57 AM
أبو عامر اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس