اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معين الكلدي
مذاق السياسة المر.. في فمنا هو الأسوء !
مقبلات وطنية ..لاذعة
( فليسقط الخونة ولينتصر الجنوب ) .. ( سيبقى الجنوب حراً أبياً ) .. وغيرها من العبارات التي تحوّلت من كونها ذات معانٍ ساميةٍ إلا موضةٍ كتابيةٍ ويافطةٍ يعلن البعض من خلالها أنّه يملك بقالة ًوطنيةً سواءً على الأرض أو في قطاع الإنترنت المنتشر اليوم .. لا ننكر أن بعضها يخرج من انطلاقةٍ نقاشيةٍ سليمةٍ لكنّ الموضة طغت حتى أنّ البعض أصبح يحس بنشوة المنتصر من اللاشيء لحد الآن ، ولفرط توزيع النياشين من بعض المتهورين على الكل من أن هذا مناضلٌ وابن عمه مناضلٌ مثله وصاحبه الذي تربى معه سليله في النضال ومن لوّح باسمه فهو كذلك .. أمّا من يُردد تلك العبارات فهو أبو الأمة الأوحد والمهدي المنتظر والوطني المسبوك سبكاً .. حتى أنه لو ذهب إلى بعض المنتديات المناوءة لتوجهه السياسي والمفترض أن تكون عدته الحجة والأدلة الفاصلة فالقضية الجنوبية لا تحتاج لهرطقات ومزايدات فهي كالشمس في رابعة النهار .. فتجده يعكس صورةً سلبية ًمن أننا يتم تلقيمنا بعبارات كثيرة ولا نعرف النقاش ومن أين تُأكل السنبوسة! .. وليس هذا وحسب بل في عقر دارنا وكوني مناضلٌ من بين الملايين من المناضلين الكرتونيين أجد أنّ النقاش يبدأ بما ينتهي حتى أنك لتصاب بالحموضة المفرطة لكونك تتكلم عن زحل وأخونا يحدثك عن الجنوب والظلم والشهداء وربما أنه يحسبك شخصاً آخر فيسهب في حديثٍ لا رأس له بل لا أصبع وهذا كله لأنه مخمور بالوطنية ( الزائفة ) إذ أن الوطنية ليست شعاراتٍ فقط ولسنا ببغاء ولسنا في الرايخ الثالث حتى يشنف أسماعنا هتلر زمانه في قضايا نعايشها فإن نقاشت في شيءٍ محل نقاش أو تحدثت عن بعض الظلم الحاصل من قبل سلطة الإنحطاط وتريد الحوار أتاك مهرولاً ليرفع شعاراً لا تدري فيه ما دخل السكر بالمرق!
معين الكلدي
23 \ 9 \ 2010
|
دكان الوطنية
وموضة النضال
والمزايدة بالنضال
واحتكار النضال
وتجيير كل شيء الى النضال
كلها من الامور التي تعبر عن نقص في البعض هؤلاء وربما عدم فهم في المامول منه .
عبارات نرددها واحيانا لا ندري كنهها ونقتلها في الصميم .
اخشى يوما ان تكون لفظة مناضل عبارة عن شتيمة لان تكرارها وفرضها في اي موضوع او حوار مدعاة للسام والملل والاستهجان والحموضة كما قلت .
الوحدة مثلا كمفهوم هي شيء عظيم وسامي ولكن ونتيجة لما آلت اليه الامور وتكرارها على نحو رتيب وممل وفج ووقح من قبل النظام ومن والاه اضحت تدعو الى الشعور بالكراهية للمفهوم مع انها شيء عظيم في حقيقة المعنى لها .
من يقول اليوم انه وحدي اصبح مرادف للعميل او الخائن او بائع ضمير وتلك نلمسها حقيقة في الجنوب لدرجة ان وحدة الجنوبيين ينظر اليها بعين تلك الوحدة من البعض مع عدم التمييز الذي اشرنا اليه في الرد السابق .
باعتقادي ان الوطنية والنضال هي حالة وجدانية نابعة من الفرد وليس من المجموع في لحظتها ولا تشمل الاقارب ولا ابناء القبيلة او المنطقة او العائلة .
كل فرد هو حالة انسانية متميزة لها مشاعرها وافكارها وقناعاتها وامانيها وآمالها وعندما تضحى حالة عامة لدى اي قوم او شعب او جماعة تتحول الى ظاهرة والى موقف عام من الجميع لا يلغي ابدا الحالة الوجدانية للفرد ظمن نسيج شامل كحالة الجنوب اليوم فليس من اباه مناضل بالضرورة هو مناضل او لان ابن عمه او ابن خاله كان كذلك مع تسليمنا بان التربية لها دورها في ذلك لكن يحسب لكل فرد حالته وموقفه الخاص .
وعند الحديث عن اي امر من الامور يجب علينا الا نخلط الامور دائما في عجينة النضال فحالة زواج في اسرة احد القادة او المناضلين كما نسميهم بذلك فليس ليلة الدخلة مثلا جزء من النضال الوطني بل هو حالة انسانية خاصة ولكي لا يتحول الامر الى نوع من السذاجة والسخرية علينا ان نسمي الاشياء بمسمياتها وان نميز بين الامور وهذا يحتاج الى ان نعرف ونتعرف على ماهو كائن في الامور ودراسته من كل الجوانب حتى لا يختلط علينا الامر .
لك التحية اخي معين.