[إياد محمد الشعيبي]

لا زال السيد العطاس يعلق أملا - ( سبق وأرغم آنافهم بالتراب ) - على الحوار مع الحاكم عل قواعد ربما هي من صنع السلطة نفسها ، لاحتواء القضية الجنوبية ، وكسر خيار الاستقلال ، وبتنسيق بين الرئيس صالح وقادة المشترك ، وكذلك مع القيادات (التاريخية) التي آثرت مصالحها منذ حرب 94 م ، لتأتي اليوم تتحدث باسم الجنوب ، وكأنها الوصي الذي مارس وصايته يوما ، فأدخل الوطن والشعب الجنوبي بمأزق التخلف والخراب والتفتت ، وقدموا الوطن لقمة سائغة لذئاب صنعاء وعصابات السلب والنهب والإقصاء ، بينما هم فضلو العيش في كنف ورعاية دول الجوار ، يرقبون ألم الشعب بصمت إن لم يبيعوا هذا الألم بدراهم معدودات..!

أتمنى أن يعلم العطاس وغير العطاس ، أن خيار الحوار وشروطه وأبجدياته وسقفه يحدده وحده الشعب في الجنوب ، من خلال اختياره للقيادات الموثوقة والكفوئة والمخلصة التي لا تراهن على القضية لحسابات أكثرها شخصية أو حزبية ، وتتجاوز كل قوافل الشهداء والجرحى ومسيرة النضال السلمي ، والتضحيات التي قدمها ويقدمها أبناء الجنوب منذ ما بعد حرب 94م إلى اليوم..

توقيت حديث العطاس مع رسالة المشترك الموجهة للرئيس صالح ،بينما يتم إنشاء تحالف الجيش الشعبي بين قبائل الشمال الذي يهيئ لإعلانه تزامنا مع ذكرى 7 يوليو الأسود ، كل ذلك محاولة لتحويل مسار الحراك الجنوبي السلمي وإخماد جذوة القضية الجنوبية ومطلب حق تقرير المصير ، في الوقت الذي سيخرج فيه أبناء الجنوب في الداخل والخارج للتعبير عن رفضهم لوحدة 7/7 المشئومة ، وتجديد العهد لاستمرار النضال السلمي حتى نيل كافة الحقوق والأهداف..

لذا يتوجب التعامل بمسئولية من قبل قيادات الحراك في الجنوب ، والإسراع التام إلى تكوين هيئة أو تحالف أو تنظيم جنوبي يوحد القيادات ويحدد المسارات والأهداف ويتعامل بحذر مع ما يخطط له اليوم في صنعاء..