مرحبا ابو عامر وعودٌ حميدٌ ،،
الموضوع المطروح يستحق اهتمام وأولوية كبيرة باعتباره جزء من مرحلة التغيير الشامل في حياة المجتمع الجنوبي السياسي والاجتماعي ، والثقافي ، ولانه متعلق ومرتبط بشكل او بآخر بالمستقبل الذي ينشده الجيل الجديد . ولذلك مقالك الهام هذا جعلني استدعي شيء من الارشيف يتحدث عن نفس الموضوع وهي التفكير ومواجهة الذات وتغيير ما يعلق به من شوائب ومثالب ، وقد كتبته في وقت سابق :
يبدو أننا بحاجة ملحة الى مراجعة الذات ، والتأمل بجدية الى ما نقف عليه من أرضية والتأكد من مدى صلابتها ، وتماسكها ، فالارض الرخوة قد تغرقنا في لحظة ما ونحن فيغفلة منها .
وأولى المراجعات ونحن نخوض مرحلة النضال من أجل الاستقلال هي التأكد من أننا وصلنا الى مرحلة تحرير العقل والفكر من النزعات والافكار النمطية المعلبة التي عفى عليها الزمن ، وأصبحت جزء من الماضي ، وبسبب هذه النزعات صرنا نقيم المآتم والمحاكم أمام كل حادث وحديث مهما كان تافها ، ونجعل منه مصدرا لعثراتنا ،وانتكاساتنا ، وهزائمنا . للاسف ، هناك الكثير منا لا زال غارقا في الفكر المعتق ،والهوى الساكن في كل تكويناتنا النفسية والسلوكية ، ونقول ذلك دون تحفظ ، او مواربة، وأننا لا زلنا لم نصل بعد الى مستوى الوعي والقناعة كون تحرير العقل هو السبيل الى تحرير الوطن وإلى مواجهة التحديات ، والبناء ، واستشراف المستقبل بثقة ،وواقعية .
وأعبرعن اندهاشي لوجود انماط كثيرة في مجتمعنا ونخبنا السياسية والثقافية ، لازالت للاسف لم ترتقي بعد الى مستوى المرحلة والعصر ، لم تستطع ان تستوعب التغيير العميق الذي حدث للتاريخ والعالم في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتكنولوجية .
ثمانية عشر عاما ، تجربة قاسية ،كانت كافية لان نتعلم منها اشياء كثيرة ، وقبلها 23 عاما من حكم الحزب الشمولي الواحد .
ولذلك ، كيف لنا أن نصل الى أبسط هدف ، بقضيتنا الراهنة ، ونحن هنا نختلف بصورة تدعو الى الخزي والخجل من انفسنا ، عما نختلف فيه ، نختلف على تفاهات ،نجعل الأخرين يضحكون علينا ، وربما يسخرون منا ، فكيف أذا نسطيع اقناعهم بعدالة قضيتنا ، ومشروعيتها .
اتذكر هنا ما قاله السيد/ محمد المتوكل ، وهو تشبيه سليم الى حد بعيد ، عن أولائك الذين ذهبوا لاصطياد الأسد ، وفي الطريق اختلفوا وتصارعواعن من الذي سوف يأخذ جلد الاسد ، فظلوا كذاك على حالهم من الصراع ، في حين ظل الأسد حرا طليقا ، يسرح ويمرح في الغابة كيف يشاء .
ايها السادة ،هناك شعب يعاني ،هناك شعب مستعد للتضحية ، شباب كثيرون قدموا حياتهم لأجل هذا الوطن المنشود ، فلا نبخس ، ونعبث بهذه الدماء الزكية التي سقطت ، والجرحى الذين لا زالوا يعانون الجراح، لا يجوز ان نضيع آمال هذا الشعب ، وتطلعاته ، في الحرية والاستقلال بسبب خلافاتكم الهزيلة ، التي لا ترتقي الى مستوى الأهداف الكبيرة ، المتصلة باستعادة وطن واستعادة حرية ، ونظام يتأسس على مفاهيم حضارية راقية .
فهل من معتبر؟؟؟