الأمر الثالث : إذا كان الفقر والعوز هو سبب قيام الحراك الجنوبي ، فما بال التجار الجنوبيون ، والمغتربون الجنوبيون والكوادر والنخب الجنوبية التي لديها من الدخول ما ينفي عنهم حالة الفقر والعوز ، ما الذي جعلهم ينضمون بقوة إلى الحراك الجنوبي السلمي ، فهل هذه الفئات من الشعب الجنوبي هم أيضا سرحوا من الجيش او فقدوا وظائفهم ؟ بالطبع لا ، لان القضية أكبر من هذا الاختزال وهذه المغالطات المفضوحة ، فكل فئات الشعب الجنوبي تدرك أن الجنوب كان ضحية مؤامرة خطط لها نظام صنعاء وعصابات القبائل والعسكر ومن معهم من القوى الشمالية في الشمال والجنوب على حد سواء .
لذلك ، إن جوهر قضية الجنوب في نظر الجنوبيين ووعيهم وقناعاتهم أن الجنوب واقعا تحت احتلال الجمهورية العربية اليمنية مع سبق الإصرار والترصد لمحو تاريخ الجنوب وهوية الجنوب وإحالة شعب الجنوب إلى مجرد عمال سخرة في خدمة الفاتحين الجدد من قبائل الشمال وقواهم الهمجية وعصابات النهب واللصوصية .
هذه هي الصورة الحقيقية التي جعلت القضية الجنوبية تطفو على سطح الأرض الجنوبية ويحتشد لها أبنائها لاستشعارهم الخطر المحدق والمؤامرة المفضوحة التي خطط وتخطط لها عصابات علي عبدالله صالح ومجموعة الكهنة أصحاب الفتاوى والمدارس الدينية الإرهابية .
لله درك . تحياتي
|