عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-09-11, 07:02 AM   #1
نبض الضالع
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-09-27
المشاركات: 712
افتراضي تقسيم وتمزيق الجنوبيين لمصلحة من ؟/بقلم ابو وضاح الحميري


تقسيم وتمزيق الجنوبيين لمصلحة من ؟

سبق لي إن كتبت العديد من المواضيع التي تصب في نفس هذا المضمون منها(لا لثقافة الإلغاء والتخوين ،والجنوب ملك الجنوبيين ، ورص الصفوف اقوي من المدفع ، والحراك الجنوبي نقاط الضعف والقوة ، وكيف نحول عملية التصالح والتسامح إلى سلوك وثقافة ونحو قيام جبهة متحدة ، ونحو حوار جنوبي شامل ، وغيرها ) ولذلك أجدني من جديد بل وأرى انه من الضرورة التأكيد على مثل هذه القضايا ومناقشتها حتى نستوعب أهميتها ومخاطرها على نضال الجنوبيين ومستقبلهم ..
لقد عانى الجنوب في الماضي ولازال يعاني من ثقافة وسياسة الإلغاء والتخوين وعدم قبول واحترام الأخر هذه الثقافة والعقلية التدميرية التي خلقة لنا متاعب كثيرة وكبيرة و خلفت لنا مشاكل و مصاعب وجروح لازالت أثارها باقية لليوم ،هذه الثقافة التي مزقت النسيج الوطني الجنوبي وقسمة الجنوبيين بين قوى الثورة والثورة المضادة وبين رجعي وتقدمي ويساري ويميني وطقمة وزمرة وظهرت الآن مجددا لتعيد نفسها بأسماء وتسميات جديدة بين أصحاب الاستقلال وأصحاب الفدرالية والوحدوي والانفصالي وأصحاب الجنوب العربي وجمهورية اليمن الديمقراطية وبين الاشتراكي والتاجي الخ ...
ولذلك فان هذه الثقافة ليست مرتبطة بحقبة وسياسة الحزب الشمولي لأنه لو كان كذلك لانتهت مثل هذه الثقافة والسلوكيات مع أنتها حكم الحزب لكن المشكلة مرتبطة بتلك العقلية الرافضة للأخر والتي تخاف الآخرين ولا تريد لأحد أن يزاحمها أو ينافسها وهذا ناتج عن مركب نقص وعدم ثقتهم بأنفسهم هذه العقلية التي لم تتعلم من تجارب وعبر الماضي ولم تستطيع أن تتكيف وتواكب مستجدات تطور العصر الراهن الذي يرفع شعار الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي وقبول الأخر ومشاركته وانتهاج طريق الحوار والعقل سبيلا لحل الخلافات والتباينات بدلا عن لغة التخوين والعنف والصراعات ولذلك نجد أن هذه العقلية حتى وان غيرة اسمها ولبست ثوب الديمقراطية ورفعة شعاراتها تجدها هي نفسها تلك العقلية القديمة الجديدة مع الفارق أن هذه الأخيرة استفادة من عصر المعلومات والانترنت وتمارس مثل هذه الثقافة في عصر تدعي فيه الديمقراطية والتعددية والحرية وقبول الأخر بينما تلك العقلية القديمة كانت في عصر الحزب والحكم الشمولي والحرب الباردة وصراع المعسكرين العالمين كما أن تلك العقلية القديمة كانت تمارس ذلك كنهج واضح وسياسة واضحة باسم دكتاتورية البروليتاريا ( سلطة العمال والفلاحين ) وكانت تحكم وتقود دولة بينما الأخيرة شعاراتها تتناقض مع سلوكياتها وتمارس ذلك وهي لازالت في الشارع بعيدا عن الحكم الأمر الذي تثير مثل هذه الممارسات مخاوف الأخر من المستقبل مع مثل هذه العقلية والتعايش معها لان الناس لا تحكم على التسميات أو في ملبس وشكل هذا أو ذاك ولكن من خلال الأفعال والسلوك والمشكلة الأكبر إن الشباب الذي لم يعايشوا تلك الفترة القديمة والذي يفترض إن يكونون خالين من ثقافة الماضي نجدهم أكثر تشددا وتأثرا بهذه العقلية الأقصائية المخونة والرافضة للأخر وهذه هي الكارثة بعينها والمصيبة الأكبر إن الذين ينتقدون ممارسات الحزب وتلك الثقافة الاقصائية القديمة هم أنفسهم يرتكبون نفس الخطأ في تكرار تلك الثقافة والعقلية المخونة والرافضة للأخر بثوب وتسميات جديدة .
لقد تعبنا وعانينا ودفعنا ثمنا باهظا لمثل هذه العقلية التي أوصلت البلاد والعباد إلى ما وصل إليه اليوم من ضياع للوطن وامتهان وإذلال للمواطن الجنوبي وضياع دولته وحريته وكرامته وهي اليوم نفسها هذه العقلية سببا لعرقلة وحدة الجنوبيين ولا تريد للجهود والطاقات إن تتوحد وتثمر ولا للجراح إن تندمل .
ومع أن الكثير من الجنوبيين يمقتون وينتقدون تلك الممارسات التي ألحقت إضرارا فادحة بالنسيج الجنوبي وباللحمة الجنوبية والبيت الجنوبي الواحد وهو الأمر الذي دفع لإعلان عملية التصالح والتسامح الذي شكل مرحلة متقدمة لنبذ ثقافة الماضي ومثل في ذات الوقت بداية طيبة يمكن البناء عليها لإيجاد أجواء وثقافة جديدة تؤمن لمد جسور من الثقة والتآخي والعمل المشترك القائم على أساس الشراكة وقبول واحترام الأخر إلا انه بدون أن نقتنع عن وعي وبدون أن نقبل بعضنا البعض حقيقة ستظل عملية التصالح والتسامح مجرد شعار فرضته ظروف وحماس آني سرعان ما يزول بزوال هذا الظرف وأنتها هذا الحماس ما لم تتحول عملية التصالح والتسامح إلى سلوك وثقافة عن وعي وقناعة لتأمين المستقبل على أساس الشراكة وقبول واحترام الأخر وعلى أساس إعطاء التطمينات وإبعاد المخاوف من خلال الاتفاق على ميثاق شرف ودستور ونهج دولة المستقبل .
أن ما يقرئه المرء وما يلاحظه من سلوكيات وأطروحات تلغي وتخون الأخر لشيء مزعج ومخيف تحاول إن تعيدنا إلى نفس التمترسات ومما يخوف المرء إن تأتي مثل هذه الممارسات في مثل هذا الظرف والكل لازال في الشارع وتحت الاستعباد والكل مشرد ومهان والشهداء يتساقطون يوميا وأرضنا تنهب وتسلب و أهلنا يعانون يوميا الذل والحصار والقتل والملاحقات والاعتقالات والتعذيب وهذه العقلية التي لا تحترم التضحيات لازالت تنهش في الجسد الجنوبي وتتفنن في تمزيق وتقطيع أوصاله إربا دون خجل ودن استشعار بالمسؤولية ودون احترام لدماء الشهداء وهنا يتساءل البعض أذا كانت هذه العقلية تمارس ذلك في مثل هذه الأوضاع الصعبة والخطيرة ماذا تفعل غدا عندما تكون على سدة الحكم ؟
أن أي عمل يستهدف تقسيم وتمزيق الجنوبيين ولا يريد لهم أن يداووا جراحهم ويتناسوا الماضي ولا يريد لهم أن يوحدوا جهودهم هو عمل لا يصدر ولا يخدم إلا مصدر واحد آلا وهو نظام صنعاء الذي يعمل ليلا ونهارا بكل إمكانياته كدولة من مال وقمع وشراء وإعلام لتغذية خلافات الجنوبيين وافتعالها وتشتيتهم لكي لا يتحدوا حتى يظل الجنوبيين فريسة سهلة تتناهشهم الذئاب من كل حدبا وصوب ويظل الجنوب غنيمة للنهب والسلب لحكام صنعاء ومتنفذيه .
أن عمل من هذا النوع شئنا أم أبينا بوعي أو بدون وعي أكان ناتج عن الذات الأنانية المريضة الغير مؤهلة والتي تشعر بنقص ولا تثق بقدراتها كما اشرنا سابقا وهو الاتجاه الغالب لدى أصحاب هذه العقلية إما الاتجاه الأخر هم الذين دفع ويدفع بهم العدو بين صفوفنا أكان في الماضي أو الحاضر ويمارسون ذلك وفق مخطط وتلعب أجهزة الاستخبارات دورا كبيرا في هذا الصدد كإحدى الاتجاهات الرئيسية المهمة التي يراهن عليها العدو .
إن أي عمل يضر بقضية الجنوب وبوحدة الجنوبيين ويعمل على خلق خلافات وصراعات جديدة أو على نبش وإحياء خلافات وصراعات الماضي أكانت سياسية أو قبلية ومناطقية هو عمل مشبوه ولا يخدم إلا نظام صنعاء ولذلك فأنه من حقنا أن نتساءل ونتحرى ونشكك في كل عمل من شأنه أن يستهدف تمزيق الجنوبيين ويحول دون وحدة وتماسك الجنوبيون لأنه لا انتصار لقضيتنا ولا عزة ولا كرامة ولا أمان ولا مستقبل إلا بوحدة وتماسك الجنوبيين وقبول بعضهم البعض في وطن يتسع للجميع .
أن العقلية الرافضة للأخر التي لا ترى إلا نفسها ولا أحد مناضل أو مخلص أو وطني غيرها بينما كل من يختلف معها أو يتبنى رؤية غير رؤيتها هو خائن وعميل ومتآمر الخ ,, هذه العقلية التي لا تريد أن تستوعب المتغيرات والتباينات بين الناس في أفكارهم وتوجهاتهم وأن الجنوب هو ملك كل أبنائه بمختلف تياراتهم وانتماءاتهم الرجعي والتقدمي والاشتراكي والناصري والتاجي والإصلاحي والمؤتمري و الخ ,, وأن لا أحد يمتلك الحق في أن يفرض رأيه أو برنامجه أو أجندته على الآخرين ويلغي حقهم في أن تكون لهم برامجهم وتوجهاتهم حتى وأن اختلفنا مع بعضنا البعض ويتساءل المرء بأي حق يوزع هؤلاء صكوك الغفران والوطنية وشهادات حسن السيرة والسلوك وبأي حق يخونون ويلغون الآخرين ويشككون في هذا ويطعنون في ذاك ولمصلحة من ؟
أن أي حزب أو مكون أو أي مناضل يثق بنفسه ويقتنع بصحة نهجه ومن قاعدته وجماهيره كما يدعي البعض لا يحتاج أن يخاف أو أن ينزعج من كل من يخالفه أذا كانت الجماهير معه فعلاً .
أن المناضلين الحقيقيين والصادقين هم الذين يحملون قضية أكبر من مصالحهم الضيقة وهم الذين يخافون على الوطن ولا يخافون على أنفسهم أو يفكرون بكراسيهم ومصالحهم التي يحلمون بها .
أن المناضلين الحقيقيين هم أولائك الذي قدموا حياتهم دون أن يمنوا على أحد أو يطالبون بالثمن وهم كذلك أولائك الذين يناضلون بصمت دون فقاقيع ودعايات أو منة ودون أن تكون لهم أطماع عدا حرية الوطن واستعادة دولته .
لذلك نقول لهؤلاء الذين ينهشون في الجسد الجنوبي اتقوا الله في أنفسكم وفي أهلكم ووطنكم فيكفي ما يعانيه الوطن وأهله من ذل وقمع وتنكيل ومذله ومهانة وسلب ونهب ومن جراح وألام فلا تزيدوه جراحا فوق جراحه ولا ألاما فوق آلامه ولا تكونوا انتم ونظام صنعاء عليه بدلا إن تكونوا معه وتشكلون له مصدر دعم وإسناد حقيقي لا إن تكونوا مصدر قلق وإزعاج وتحبطون من عزائم ومعنويات المناضلين في الداخل .
أن الجنوب اليوم محتاج لمن يداوي جراحه ويوحد صفوفه ولمن يشد من أزر ومعنويات المناضلين في صمودهم ونضالهم من أجل حريته واستعادة دولته محتاج لأبنائه السياسيين والإعلاميين والمثقفين إن يسنوا ألسنتهم وأقلامهم ومهاراتهم وقدراتهم لإيصال قضيتنا وإقناع العالم بعدالة قضيتنا وتعريفة بجرائم نظام صنعاء لا إن تستخدم هذه الإمكانيات والمهارات لتمزيق الجنوبيين ولتشتيم ومحاربة بعضنا البعض وان نسحر هذا الجهد الذي نبذله للمهاترات ومهاجمة بعضنا البعض ضد عدونا المشترك الذي لا يرحم احد فينا ولا يفرق بيننا وما محاصرة وتجويع وقصف المناطق الجنوبية إلا اكبر دليل إن الجنوب كله مستهدف أرضا وإنسانا ولذلك فأن أي جنوبي لا يقبل اليوم بأخيه ولا يتنازل له سيقبل ويتنازل للعدو وان الذي يمن بنضاله على الجنوب لا حاجة للجنوب في نضاله وان المعول هو المعول مع الفارق إما إن يكون للبناء وإما إن يكون للهدم , كما إن الحكم على مصدر أي عمل هو من خلال معرفة من يخدم ..
اللهم أني بلغت فاشهد

11-9-2010
أبو وضاح الحميري
نبض الضالع غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس