[فادي عدن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن المعلا

للعلم بأن بريطانيا أحتلت عدن وقد كانت وقتها تابع لسلطنة العبدلي ولكن أحب أن أسأل هل شعار عدن للعدنيين رفع لمواجهة العمالة التي كانت تستقدمها بريطانيا ولمواجهة الوصاية البريطانية على عدن أم لاثارة البغضاء ضد أبناء المحافظات الأخرى؟؟؟

الحمدلله أنه ظهر أبناء أصليون لعدن بعدما كانت عدن بدون أبناء وأسر أصلية.. تحياتي للشيخين محسن وممدوح العقربي وأسأل الله أن يكونوا وبقية أبناء العقارب رافدا قويا للنضال ضد الاحتلال وباء الدولة العادلة لكل أبنائها...


للعلم فان عاصمة الاتحاد كانت موجودة على أرض أستأجرتها بريطانيا من مشيخة العقربي وهي حاليا مدينة الشعب

أخي العزيز
جمعية عدن للعدنيين كانت وفي زمانها الذي تأسست فيه عملاً عدنياً وطنياً
لا يجب أن نتجاهل حقائق الواقع عندما نتحدث عن أمور حدثت في سياق واقع معين
كان واقع عدن وقتها يختلف تماماً عن الواقع الجديد الذي تأسس في 67
كانت عدن في الثلاثينات مستعمرة بريطانية وكانت تدار من الهند
ولم تتحول الإدارة إلى لندن إلا قبل إستقلال الهند بفترة وجيزة
عندما كانت عدن تتبع الهند إدارياً .. كانت الأبواب كلها مفتوحة على مصراعيها للأجانب
وكانوا يحظون برعاية خاصة من قبل سلطات الإستعمار البريطاني أكثر مما يحظى به السكان العرب لعدن
وتأسست جمعية عدن للعدنيين لمواجهة هذا الوضع وكانت في كل عملها وأدبياتها تقاوم هذا الغزو السكاني لعدن ...
قرأت في كتاب المغفور له عبدالرحمن جرجرة وهو أحد مؤسسي جمعية عدن للعدنيين "حياة قلم"
وهو كتاب قام فيه بتجميع مقالات كان ينشرها في الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي
ومن هذه المقالات مجموعة تتحدث عن هذا الذي ذكرته وكان يوجه نقداً قاسياً للسلطات البريطانية
لأنها كانت تسمح للأجانب بالدخول إلى عدن وتمنحهم حق المواطنة بمجرد مجيئهم
وتمنعه عن العرب من سكان المحميات إلى درجة أنها لم تكن تسمح لهم بتعليم أبنائهم في مدارسها
ولهذا أنشأ العديد من رجالات عدن مدارساً أهلية لتعليم أبناء المحميات وبرسوم رمزية وإعفاء كامل لغير القادرين
والعديد من هولاء الرجالات كانوا من مؤسيي جمعية عدن للعدنيين
من يستطيع أن ينكر دور المغفور له محمد علي لقمان وبقية آل لقمان الكرام في الدفاع عن أبناء المحميات على كافة الأصعدة سواء في صحفهم و في ندواتهم
أو في مشاريع الإغاثة التي كانوا يتبنونها لمواجهة الكوارث التي كانت تصيب بعض المناطق الريفية
ودورهم كذلك في دعم المدارس لتعليم أبناء المحميات
وفي نفس الوقت لا يجب أن ننسى مواقفهم في مواجهة الإستيطان الأجنبي في عدن من قلل رعايا الكومنولثوغير آل لقمان هنا رجالات وبيوتات فتحت المدارس ودور الرعاية لعرب المحميات ما كانوا يسمون رداً على تجاهل سلطات الإحتلال لهم وحرمانها لهم من أبسط الحقوق
التي يحصل عليها الأجنبي في نفس يوم وصوله
البعض يا عزيزي وبتخلي كامل عن كل أنواع الوعي راح يصب غضبه وإنتقامه على أبناء عدن
وكأنهم كانوا مسؤولين عن السياسة الإستعمارية لبريطانيا .. لكن هذا قد مضى ولن يتكرر
والمكواة الحالية مرت بسخونتها علينا جميعاً ووحدتنا وغسلت قلوبنا وآخت بيننا أكثر وأكثر ...
في ذلك الوقت لم تكن هناك دولة جنوبية ولم يتأسس بعد إتحاد الجنوب العربي
كانت عدن مجرد مستعمرة وضعها شبيه بوضع مستعمرة هونج كونج " المدينة الدولة "
وكان الجنوب موزعاً على حوالي 23 سلطنة وإمارة ومشيخة
ولا يربط بينها وبين عدن أي رابط إلا وقوعها جميعاً تحت نظام الحماية البريطانية
الذي كان يجيره الوالي البريطاني من عدن.. ما عدا اجزاء من يافع ...
ولم يكن هناك إي إرتباط إداري أو سياسي بين عدن وبين باقي المحميات
وأنا أقصد عدن بذاتها لأنها كانت فاقدة السيادة بحم كونها مستعمرة في ذلك الوقت لا تملك أمرها
لهذا نرى أن جمعية عدن للعدنيين في ذلك الوقت كانت عملاً وطنياً حيسب الظرف الذاتي والموضوعي ...
ولا يجوز أن ننظر إليها إلا بمعايير ذلك الزمان
وكان هذا العمل موجهاً كما أوضحت لمواجهة الغزو السكاني الأجنبي ...

لكن الآن ..محاولة إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وتبني خطاباً غير مفهوماً ولا مبرراً ودون النظر إلى تغييرات الواقع ...
أرى في هذا العمل محاولة غير موفقة ولا مجدية ولا تخدم قضيتنا ولا هي مفيدة لأحد بل ضارة إلى أبعد حد ..
عدن بعد 67 ليست عدن قبل 67 من حيث التركيبة السكانية
وقد أوضحت ما أقصده هنا في مشاركة سابقة لي في هذا الموصوع ...
نحن نواجه عدواً شرساً .. لن يخرج من بلادنا إلا بعمل موحد وكبير
ولس من مصلحة أي جنوبي وخاصة من ابناء عدن - وهم المتضررون الأكبر من الإحتلال - أن يعمل في إتجاهات معاكسة للتيار ...
ولا يملك الحق أي كان
في تجريد أبناء عدن من هويتهم وإنتمائهم وتنسيبهم إلى الحجرية أو الهند أو الصومال كما يكتب البعض هنا وفي غير المكان ...
العملان ضاران .. المتقوقعون من أبناء عدن يضرون عدن ويضرون القضية وكذلك المنكرون لهوية أبناء عدن ...
دورنا الآن هو تحرير وطننا وإستعادة دولتنا وبعدها لن يكون إلا الخير للجميع ...
بلغ تحياتي للدكتور فاروق وأخبره أن القضية أمانة علينا أن نقوم بها كما يجب ما دمنا تحملناها ...
وعدن ولاّدة والمخلصون فيها كثيرون ولن يخيب أبناء عدن ظننا ...
مع خالص تحياتي