عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-31, 08:29 PM   #22
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

فلنستمع للعطاس هذه المرة


عدن تايمز – ناصر قحطان
أثارت الزيارة الأخيرة للرئيسين الجنوبيين حيدرأبو بكر العطاس وعلي ناصرمحمدورفقاؤهما لبريطانيا الكثير من الجدل بين الجنوبيين الساعين للإنعتاق من ورطة 1990وحركت المياه الآسنة في مجرى القضية الجنوبية المشتعلة منذ أعوام. ومع تحريك المياهالآسنة حركت الزيارة العقول الآسنة كذلك التي ترفض الاعتراف بأخطائها السابقةوبأخطائها الحالية أيضاً. عقول تتعامل مع الجنوبيين من منطلق "لا أريكم إلا ماأرى". عقول تزايد على الجنوبيين بالسقف العالي في نفس الوقت التي تريد فيه أن تجنيثمار السقف المعتدل التي تحاربه وتخونه ليلاً نهاراً. عقول لم تكتفي من العنترياتالتي دمرت الجنوب منذ 1967 وقبل ذلك أيضاً.
مثل حيدر العطاس منذ ستينياتالقرن الماضي الصوت المعتدل في النظام الحاكم لجنوب اليمن مع اختلاف مسمياتهإبتداءاً بالجبهة القومية وإنتهاءاً بالحزب الاشتراكي. فالعطاس القادم من أسرةمحسوبة على النظام السياسي التقليدي السابق في حضرموت والذي تلقى تعليمه في مصروالمدني نشأة وتوجهاً كان صوت العقل والهدوء الخافت الذي لم يستمع إليه أحد وسطغبار العنتريات ودخان الأيدلوجيات التي غطت سماء المدنية التي تكونت في ذلك الوقتفي الجنوب وفي عاصمته عدن خصوصاً. يذكر للعطاس الكثير من المحطات العقلانية فيمسيرة الجنوب الحزينة لعل أهمها إيقاف إعدامات ما بعد 1986 وترتيب البيت الداخليبعدها.
تحدث العطاس في بريطانيا وصاحب حديثه تحركات سياسية نشطة, حاولخلالها لملمة الصفوف الكثيرة والمضطربة. تحركات حذرة لم تهتم كثيراً بحجز الصفوفالأولى في مهرجان المزايدات التي تدور حول القضية الجنوبية. كان للتحركات هدف واضحللجميع, لملمة الصفوف ليصبح لصوتها قوة وحضور في الجنوب والإقليم والعالم. العطاسلم يتوقف عن الحديث منذ 1994 وقبلها أصلا, لم يعتكف, لم ينسحب, لم يعمل مع العدو ضدشعبه على الإطلاق بل عمل على بناء جسور مع الجميع ومع الإقليم ومع العالم منذ بدايةأزمة الجنوب التي كانت نتيجة عنتريات 1990 و1994 التي يقف رموزها اليوم ضده وضدتحركاته ورفقاؤه.
لنعترف, أن لا فكاك لنا بدون دعم الإقليم, ولنعترف أن حيدرالعطاس هو الأكثر قبولاً في الإقليم. ولنبقى في كرسي الاعتراف قليلاً بعد لنعترف أنخصوم العطاس محروقين إقليمياً وإنهم يراهنون على العنتريات لأن ليس لديهم ما يخسروهوليس لديهم ما يقدموه أيضا. هم يعرفون ذلك جيداً, لذا فكل ما يقومون به ليس سوى حجزمواقع في الصف الأول في الشارع الجنوبي عن طريق المزايدات بالسقف العالي الذييفتقدون أدوات الوصول إليه. ومع ذلك فقد كان العطاس عقلانياً حين سعى لعرض مشروعهالسياسي المدعوم من الرئيس الجنوبي القوي علي ناصر محمد عليهم. مشروع يتناول كلمفرداتهم, لكن بعقلانية وبهدوء وبسعي نحو الإجماع.
ماذا سنكسب يا ترى لوخسرنا دعم دول الخليج والإقليم, ماذا سنكسب يا ترى لو ضغطنا على حيدر العطاس وعليناصر محمد حتى يصرحوا من داخل عواصم عربية نعول عليها بأنهم مع "الاستقلال" ضد "الاحتلال" وضد "المجرم" "السنحاني" "الزيدي" علي عبدا لله صالح. أعلم أن العطاسوعلي ناصر سيكسبون تصفيق أصحاب العنتريات وسيخسرون وسنخسر معهم خلال دقائق تعاطفإقليمي نسعى لتقويته ونحتاج إليه وسنحتاج إليه في الفترة القادمة. سألوا معارض كرديكبير مرة في لقاء على الهواء مباشرة, هل أنت مع استقلال كردستان أو مع بقائها فيالكيان العراقي, نظر يميناً ويساراً, إلى تركياً وسوريا ربما وقال: أنا مع بقاؤه "الآن".
ومع ذلك, فالعطاس في لقاؤه في بريطانيا لم يتحدث عن إسقاط نظامصنعاء, لم يتحدث عن فيدرالية, لم يتحدث عن سقف منخفض, لم يتحدث إلا عن جمهوريةاليمن "الجنوبية" الشعبية. تلك الوليدة المعاقة التي قتلها أصحاب العنتريات بطمسهويتها الجنوبية. تحدث عن استعادة دولة وكيان سياسي عمره أكثر من مائة عام, تحدث عناعتذار النظام الذي حكم الجنوب عن أخطاؤه في حق الجنوب والجنوبيين, تحدث عن إقصاءالتيارات الوطنية في عام 1967, تحدث عن تشكيل قيادة جماعية, تحدث عن كسب الإقليمالذي طالما خسرناه بسبب أصحاب العنتريات والأيدلوجيات اللذين لجئوا إليه بعدها, تحدث عن تمثيل متساوي للمحافظات "الست" ذلك التمثيل الذي يراه أصحاب العنترياتمحرماً على محافظة بعينها, فهي ليست إلا مدينة بلا شعب.
لم يشتم العطاس أحدولم يخون أحد ولم يحاول فرض رأيه على أحد. طرح العطاس مبادرة سياسية عمل عليهاطويلاً, طرحها للنقاش وأرسلها للكثير ممن يحسبون علينا ك"رموز". طرحها كمشروع لاكفرمان يتم تسريبه من تحت ستارة مخملية ليصلنا عبر وسيط يبحث لنفسه هو أيضا عن مقعدفي الصف الأول عن طريق بيانات السقف العالي فقط ولو على حسابنا وحساب آمالنا وعلىحساب الدماء التي تسيل على أرض الجنوب كل يوم. إخوة الجنوب, كفى, قد آن الأوان, استمعنا لكثيرين أضاعونا وأضاعوا تاريخنا ووطنا وهويتنا, كثيرين دمروا أرضناوحرقوها وأحرقونا معها, فلنستمع للعطاس هذه المرة.
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس