النائب الخبجي:لن يستطيعوا إسكاتنا لأننا أصحاب حق وقضية عادلة وسنواصل نضالنا السلمي
خرج الآلاف من أبناء مديريات ردفان الأربع ويافع والضالع صباح أمس الأول في مسيرة سلمية حاشدة تزامنا مع حلول الذكرى الحادية والأربعين ليوم 20 يونيو 1967 المجيد، تضامنا مع المعتقلين من قيادات ورموز ونشطاء الحراك السلمي الجنوبي.
المسيرة التي جابت مدينة حبيل جبر وتجمع المشاركين في المهرجان الجماهيري
ورفع المشاركون في المسيرة صور المعتقلين وشهداء النضال السلمي، ولافتات تندد بالمحاكمات التي تجرى لقيادة ورموز النضال السلمي، وتطالب بإيقافها وإطلاق سراح المعتقلين على ذمة الفعاليات الاحتجاجية السلمية الجنوبية.
شارك في المسيرة عدد كبير من قيادات ورموز ونشطاء الحراك السلمي الجنوبي، وقيادات الفعاليات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني في ردفان ويافع والضالع، يتقدمهم الأخوة النائب البرلماني د.ناصر الخبجي والناشط السياسي شلال علي شائع هادي والعميد قاسم الداعري والناشط صبري شائف والناشطان السياسيان زهراء صالح وكرهب حسين عثمان وعدد من القيادات. وتوج المشاركون المسيرة بمهرجان جماهيري حاشد ألقيت فيه العديد من الكلمات والقصائد الشعرية استهلها النائب البرلماني د.ناصر الخبجي، بكلمة قال فيها: «إن فعاليتنا لهذا اليوم تأتي امتدادا وتواصلا للفعاليات الاحتجاجية السلمية الرافضة للظلم والاستبداد، والتي نجدد من خلالها القول بإنهم لن يستطيعوا إسكاتنا لأننا أصحاب حق وأصحاب قضية عادلة. اسجنوا من أردتم، واقتلوا من شئتم، لكنكم لم ولن تستطيعوا سجن إرادتنا، وقد أقسمنا بأننا لن نهدأ ولن نستكين مادامت أراضينا وثرواتنا منهوبة، وسيادتنا على أرضنا مسلوبة، وقياداتنا ورموزنا في الزنازين محبوسة، وقرانا ومناطقنا محاصرة».
وأضاف النائب الخبجي في كلمته قائلا: «علينا وفي مثل هذه اللحظات التاريخية أن نتذكر شهداءنا الأبطال الذين رووا بدمائهم الطاهرة الزكية شجرة الحرية، ونحييهم بكل معاني الإجلال والإكبار والتقدير، ونعاهدهم بأننا على دربهم سائرون، كما نحيي الصمود البطولي لأولئك الأبطال القابعين في الزنازين، ونقول لهم نعاهدكم بأننا سوف نواصل نضالنا السلمي بكل ما أوتينا من قوة حتى يتم الإفراج عنكم».
وأشار الخبجي إلى أن البلد تمر بأزمة سياسية حادة تكمن عناصرها الأساسية في إصرار السلطة على التمسك بنتائج حرب صيف 94م على الجنوب «بعد أن استباحت أرضه وتاريخه وثروته وهويته، وقد أكد ذلك تصاعد تنامي الحركة الاحتجاجية الجنوبية، على أن سياسة الاستقواء والقهر لايمكن أن تستمر، وأن الجماهير العريضة التي اكتوت بنيران الحرب ونتائجها المدمرة لم يعد بوسعها احتمال المزيد من الآلام والجراح والمعاناة الناجمة عن السياسات التي تتبعها السلطة ودأبت على انتهاجها منذ السابع من يوليو 94م»، منوها إلى أنه «على السلطة إذا أرادت الخروج من هذه الأزمة أن تتنازل عن غرورها وكبريائها بالاعتراف بالقضية الجنوبية».
وأكد النائب الخبجي في ختام كلمته على الاستمرار في النضال السلمي، وعدم الانجرار إلى العنف مهما كانت التضحيات، وتصعيد الاحتجاجات السلمية حتى يتم الإفراج عن كافة المعتقلين، وفي مقدمتهم المناضلون حسن باعوم وعلي منصر وعلي هيثم الغريب وأحمد عمر بن فريد ويحيي الشعيبي وحسين البكري وعيدروس الدهبلي وناجي العربي وعبدربه راجح حسن وأحمد القمع وعباس العسل وغيرهم من المعتقلين، ورفع كافة القوات العسكرية المحاصرة لردفان والضالع والصبيحة.
وألقى الناشط السياسي شلال شائع في المهرجان كلمة نقل في مستهلها تحايا أبناء الضالع لإخوانهم في ردفان وكافة مدن الحنوب، وقال: «لقد أثبتم من خلال حضوركم الجماهيري هذا رغم الحصار العسكري وإجراءات الأمن المشددة عزمكم وإرادتكم القوية التي لاتقهر على مواصلة نضالكم السلمي لاستعادة عزتكم وكرامتكم وأرضكم وحقوقكم المهدورة، ونؤكد لكم بأن إخوانكم في محافظة الضالع وكل مدن ومحافظات الجنوب معكم على الدرب سائرون نحو الهدف المنشود المتمثل باعتراف السلطة بالقضية الجنوبية كشرط ومدخل أساسي».وإضاف شلال قائلا: «إن دماء الشهداء والجرحى التي سالت، وآخرها دماء شهداء وجرحى الضالع، لن تذهب هدرا، ونعاهدهم بأننا لم ولن نتراجع قيد أنملة عن مواصلة نضالنا السلمي، فلن تخيفنا رصاصاتهم أو سجونهم، لأننا عقدنا العزم منذ القدم على عدم الرضوخ للظلم والاضطهاد».
كما ألقى العميد قاسم الداعري، رئيس جمعية المتقاعدين العسكريين والمدنيين بمديريات ردفان الأربع كلمة قال فيها: «إن فعاليتنا هذه تأتي متزامنة مع الذكرى الـ 41 لانتفاضة 20 يونيو 1967، بما حملته هذه الذكرى من أبعاد محلية وإقليمية ودولية. أربعون عاما تفصلنا عن هذه الملحمة التي غدت بالنسبة لنا مدرسة بمنهاج كامل، نستمد منها الكثير من الدروس والعبر الإيجابية الحميدة، والسلبية ـ التي نستعيذ بالله من الوقوع فيها ـ في الحاضر والمستقبل، باعتبار تلك السلبيات قد شكلت الأرضية الخصبة التي أوصلتنا إلى حالنا المزري هذا، وبالأخص من مساوئ الإقصاء والإلغاء والتهميش والمزايدات والحسابات الفكرية والمناطقية».
واستطرد العميد الداعري قائلا: «ما أشبه الليلة بالبارحة، وبنفس الشيء، بل أكثر وطأة، فإن أرض الجنوب تئن وترزح تحت وطأة المعاناة بعد أن خسرت العديد من شبابها المناضلين الذين سقطوا في ساحات وميادين النضال السلمي والآخرين من الجرحى والسجناء الذين يقبعون خلف القضبان، وكذلك المئات من المطلوبين أمام محاكم ونيابات السلطة، وتطويق بعض المناطق الجنوبية بالآليات العسكرية ونقاط التفتيش المنتشرة على مداخل ومنافذ المدن بغرض وأد الحراك الجنوبي وإخماده في مهده».
وألقت الناشطة السياسية زهراء صالح في المهرجان كلمة عن المرأة ومنتدى الحوار، حيت في مستهلها الرافضين للظلم، الصادحين بقول الحق، المشاركين في كل ميادين النضال السلمي لحرصهم على مواصلة فعالياتهم الاجتماعية رغم الحصار العسكري والطوق الأمني المفروض على هذه المدن، مؤكدة وقوف ومساندة المرأة الجنوبية لأخيها الرجل في هذا الوطن، حتى تتحقق كافة الأهداف التي ينشدها كل أبناء الجنوب.
وعبرت عن إدانتها واستنكارها للأعمال والممارسات التي تمارسها السلطة، والهادفة إلى إخماد الحراك السلمي لأبناء الجنوب، وطالبت بسرعة الإفراج عن كافة المعتقلين من قيادات ورموز الحراك السلمي.
كما ألقيت في المهرجان كلمة عن أسر الشهداء وجرحى النضال السلمي ألقاها نجل الشهيد عبدالناصر حمادة، أحد شهداء جريمة منصة الحبيلين، قال فيها: «إننا في اليوم الرابع والأربعين بعد المائتين من المجزرة التي نفذتها قوات الأمن في منصة الحبيلين بحق أبناء ردفان عصر يوم 13 أكتوبر 2007، والتي راح ضحيتها 4 من الشهداء الأبرار، منهم والدنا الشهيد عبدالناصر حمادة و15 جريحا، وإلى اليوم مايزال الجناة يرتعون ويمرحون، بل وقد تم تكريمهم ومكافأتهم مقابل ما عملوه، وهذا ما أظهر جليا النية المبيتة مسبقا لارتكاب تلك الجريمة، ولقد كان لدماء شهداء النضال السلمي الجنوبي الدور الأكبر في تحريك عجلة قطار الحراك السلمي، وستظل تلك الدماء نبراسا تهتدي به الأجيال الصاعدة من أبناء الجنوب على مر التاريخ، مؤكدا السير على الدرب الذي سار عليه الشهداء، وعدم التفريط بقطرة دم واحدة من دمائهم، وعدم المساومة بتلك الدماء مهما كانت الإغراءات، لأن دماءهم لاتقابلها سوى أرض الجنوب الطاهرة من الضالع حتى المهرة».
كما ألقيت في المهرجان البرقية التي بعثت بها الناشطة السياسية والحقوقية عفراء الحريري.
وألقيت في المهرجان رسالة بعث بها النائب د.عيدروس نصر ناصر رئيس الكتلة البرلمانية للاشتراكي قال فيها: «أحييكم اليوم وأنتم تقيمون اعتصامكم الجماهيري للتعبير عن رفضكم لسياسة القهر والاستبداد والاستكبار.
لقد أرادت قوى البغي والضم والتسلط أن تقهر فيكم إرادة الآباء والتصدي والرفض من خلال إطلاق الرصاص الحي على العزل من السلاح منكم والزج بالعشرات في غياهب السجون ظلما وعدوانا، ونشر الفيالق والقطع العسكرية في الطرقات وعلى مداخل المدن معتقدة أنها بذلك سوف تقضي على ارادتكم وعلى حركة الاحتجاجات السلمية المدنية الحضارية.
إنني أحييكم وأتوجه إليكم بالتعبير عن التضامن والمؤازرة مع نضالكم السلمي، مؤكدا لكم أننا لن نكف عن المطالبة بإعادة الحقوق المنهوبة ومحاسبة كل من تسببوا في ارتكاب الجرائم، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والاعتراف بالقضية الجنوبية على طريق استعادة الشراكة الوطنية في السلطة والثروة والقرار السياسي والمستقبل».
ووصلت إلى المهرجان رسالة تضامن من العميد ناصر النوبة والمحامي عارف الحالمي، وألقى شاعر الجنوب الشجاع محمد زين بن شجاع عددا من القصائد الشعرية.
وفي ختام المهرجان تلا الناشط السياسي صبري شائف البيان الصادر عن المهرجان.
شبوة برس