فرد قائلا
* ما كنت قد قلته كان صحيحا ، و الواقع قد أكده ،لأنني ظللت ثلاثة عشرة سنه و أنا اطرح قضية الحرب و نتائجها على قيادة الحزب الاشتراكي و هم يسقطونها بالأغلبية الشمالية . و اذكر ذات مره بأننا حاولنا إدخالها في البيان الختامي لدورة اللجنة المركزية و أسقطوها بالاغلبيه ، و تدخل الأمين العام علي صالح عباد مقبل و قال : ادخلوها إرضاءً لمدسوس . و إثناء طباعة البيان ذهب جار الله عمر و شطبها من البيان . و عندما احضروا البيان لمراجعته من قِبل ((مقبل)) قال مقبل : (( أين حقت مسدوس )) ، فقالوا شطبها جار الله عمر ، فأرجعها مقبل بخط يده . و الأكثر من ذلك أنهم ظلوا يقولون لا يشرّف الحزب بان يتبنى قضية إزالة آثار الحرب و إصلاح مسار الوحدة، لأنها تتعارض مع تاريخه. و هكذا أدوا بمواقفهم هذه إلى اجتثاث الحزب من الجنوب الذي هو منبع وجوده . و بعد أن يأس الشعب في الجنوب من الحزب الاشتراكي و من بقية الأحزاب الأخرى قام من ذاته للتعبير عن قضيته بذاته بعيدا عن كل هذه الأحزاب الموجودة ، و سوف يفرز طلائعه السياسية بعيدا عن هذه الأحزاب التي خذلته ، بكل تأكيد ، بل بالضرورة كذلك.)
ترى هل بعد كل هذا الوضوح يستطيع ياسين وصحبة بيع الكلام داخل اسواق الجنوب!! قطعا لا أظن ذلك فلم تعد ثقافة تقديس الحزب الاشتراكي قائمة في الجنوب.. وقد صار الجنوبيين مسلحين بالوعي ولم يعد الجنوبي يقبل كل ما يأتيه بيسر وبأعين معصوبة.. المشكلة ليس في الشارع بل أنها في قيادة الحزب التي ترمي الكلام على عواهنه دون أن تدرك أن الكلام لم يعد مقبولا ولن يصدقه الجنوبيين. والمشكلة الأخرى أن تلكم القيادة التي تتخبّط خبط عشواء لم يعد معها من يقدر على توجيها وتقييم حالتها وهذا يعني أن الحزب صار مشلولا وغير قادر على تقييم ونقد ذاته.. حقا أنها أزمة مستفحلة في إطار القيادة والحزب ككل.
*كاتب جنوبي مقيم في بريطانيا
[email protected],uk
الربط
http://www.hnto.org/news_item.asp?NewsID=1723