الحقيقة أن خطوة الزعيم با عوم وأعلانه هذا البيان بكل مضامينه ودلالالته إنما يعبر عن شخصية سياسية من الطراز الاول ، حيث استطاع أن أن ينظر ويرى ويميز كل الالتباسات والظروف التي تحيط بحركة النضال الجنوبي على أرض الجنوب ، وكانت فترة علاجه في الخارجة بمثابة فترة للمراقبة والمتابعة والتقييم ورصد اتجاهات الحراك وارهاصات الواقع الجنوبي ، وبذلك فقد توضحت له الصورة المثالية لقراره السياسي الذي يتوجب عليه الافصاح عنه بعد عودته الى أرض الجنوب ومنه سوف ينطلق في مواصلة المهمة حتى تحرير الجنوب .
قراره الوارد في البيان ضمنا باعتباره رئيس المجلس الاعلى للحراك السلمي إنما يأتي ملبيا للمصالح الجنوبية الخالصة وأعتقد ان الزعيم با عوم قد خاض في عملية موازنة صعبة بين الخيارات المطروحه أمامه ليستقر به القرار في نهاية المطاف فيما يخدم المصلحة العليا للقضية الجنوبية .
ولكن هذا البيان الذي يضع فيه باعوم نفسه على رأس قيادة المجالس الاعلى للحراك السلمي ليس هو كل ما يهدف اليه أو كل ما ننتظره منه ، بل أن با عوم من منطلق نظرته وخبرته السياسية يدرك تماما أن هذا البيان ليس إلا الخطوة الاولى من ألف خطوة تنتظره على الطريق الصعب ، وأن هناك مهام كبيرة وصعبة سوف تكون محل دراسة وجهد كبير لتحقق جملة من الاهداف أهمها كما جاء في البيان ، تحقيق حوار شامل مع كافة المكونات الاخرى وهم رفقاء دربه سواء في المجلس الوطني او هيئة النضال السلمي او تاج وغيرهم ، ووضع القضايا الرئيسية التي تشغل اذهانهم على طاولة الحوار والنقاش وبالنوايا الصادقة والثقة التي يحظى بها الزعيم باعوم من كافة الاطراف سوف تفرز المرحلة القادمة حلحلة واضحة نحو تحقيق تقارب كبير بين تلك المكونات على قاعدة الصراحة والشفافية والوضوح .
أرجو من الاخوة المتحاورين هنا في هذا المنتدى عدم الاستعجال في طرح الاحكام وسوء الظن وتأويل البيان الى اتجاهات وتفسيرات خاطئة تمس الاشخاص والتيارات الاخرى ، فالقضية سياسية ومصلحة الجنوب والقضية الجنوبية فوق كل الاعتبارات .
نتأمل خيرا كبيرا بهذا القرار من الزعيم باعوم ، وهذا البيان فيه الكثير من الرسائل الى الجميع على اختلاف توجهاتهم سواء داخل مجلس الحراك السلمي او خارجه .
|