أشاعت المواجهات المحتدمة بين قوات الجيش اليمني وخلايا الجناح المتشدد لتنظيم "القاعدة" حالاً من الخوف والقلق في أوساط السكان، فأقفلت أكثر المتاجر والشركات والمرافق الخاصة ابوابها بالتزامن مع الانتشار الكثيف لقوات الجيش والأمن، فيما نددت أحزاب المعارضة بقصف الجيش الأحياء السكنية بالمدفعية واللجوء الى القوات المسلحة لملاحقة المطلوبين .
وأدت مواجهات يومين بين خلايا الجناح اليمني لتنظيم "القاعدة" وقوات الجيش في محافظة أبين إلى مقتل 19 بينهم 11 عسكرياً، فيما تحدثت المعارضة عن تدمير عشرات المنازل بعدما قصفت قوات الجيش بالمدفعية الثقيلة أحياء تحصّن فيها مسلحو التنظيم الأصولي .
وافادت صنعاء أن خمسة من عناصر التنظيم قتلوا في المواجهات الأخيرة التي ادت كذلك الى مقتل 14 شخصا بينهم 11عسكرياً.
وأكدت وزارة الدفاع أن ثلاثة إرهابيين آخرين أصيبوا خلال الاشتباكات "والقي القبض عليهم ويجري حالياً التحقيق معهم، فيما واصلت الأجهزة الأمنية تعقب بقية العناصر الإرهابية التي شاركت في نصب كمائن لدوريات الجيش بعد كشفها هوياتهم".
وهاجم مسلحون قالت صنعاء إنهم من عناصر الجناح اليمني لتنظيم "القاعدة" ليل الجمعة دورية عسكرية بواسطة قذائف "آر بي جي" ما أدى إلى مقتل ثمانية جنود وإحراق عربة جند تلتها مواجهات أوقعت ثلاثة جنود، فرد الجيش الهجوم بقصف أحياء تمركز فيها المسلحون بالقرب من سوق المدينة ما أدى إلى مقتل 3 مدنيين وإصابة العشرات بجروح.
لكن الغموض اكتنف التطورات على الأرض في هذه المحافظة التي توصف بأنها "الوكر" الأبرز لخلايا تنظيم "القاعدة " خصوصا مع إعلان صنعاء ضلوع ما أسمته تحالف بين خلايا التنظيم وقوى "الحراك الجنوبي" في الاضطرابات التي تشهدها المحافظات الجنوبية واتهام الفاعليات السياسية الحكم الزج بخلايا التنظيم الأصولي في معادلة الأزمة الجنوبية .
ونددت أحزاب المعارضة في تكتل "اللقاء المشترك" الذي يضم ستة أحزاب سياسية من اليسار والإسلاميين بقصف الجيش منازل المواطنين بالمدفعية وقتل الأبرياء. واتهم المسؤولين في السلطة بـ "الجنون وبتفجير الوضع والإساءة الى الحراك"، معتبرين ما حدث "مؤامرة على المحافظة لتحويلها قاعدة لتنظيم "القاعدة"، ومن تقول السلطة أنهم "القاعدة" وهي تلاحقهم، معروفون منها وتربطهم بها علاقات ويتقاضون منها مرتبات شهرية".
وتحدثت المعارضة عن هدم عشرات المنازل نتيجة قصف الأحياء السكنية بالمدفعية الثقيلة، كما استنكرت استمرار حصار الجيش للمناطق السكنية في أبين . على صعيد آخر، اشارت وزارة الدفاع اليمنية الى أن المعتقل السابق في غوانتانامو وعضو تنظيم "القاعدة" علي حسين التيس سلم نفسه للأجهزة الأمنية، مبدياً أسفه وندمه على الفترة التي قضاها في صفوف التنظيم". ولفتت إلى أن "أجهزة الأمن كثفت في الآونة الأخيرة عمليات الملاحقة والمطاردة لعناصر "القاعدة"، محاولة إقناع العناصر التي لم تتورط في ارتكاب أعمال عنف بتسليم نفسها وإعلان توبتها".
صنعاء - من أبوبكر عبدالله