الحراك السلمي مرحلة أخذت مداها وانتهت .. ولن يبقى النضال سلمياً في ظل وجود تيارات مسلحة مثل تنظيم القاعدة ، وعليه فمن نافلة القول أن نذكر بأن لغة التخاطب مع المحتل كانت سلمية في الوقت الذي تمادى فيه بقتل أبناءنا في المسيرات السلمية ، وأصاب الكثيرين بإعاقات بدنية ونفسية ، وزج بالآلاف في السجون بتهمة الخروج عن القانون ، فهل حراكنا السلمي أوقفه عند حدوده ، أو حتى حقن دماء المتظاهرين سلمياً ، إن ما يجري خلف عدسات الكاميرا ، أشد وأفضع مما رأيناه في مواقع الإنترنت فلماذا نترك للقاعدة وغيرها مجابهة المحتل بالبندقية ونحن الأحق بها ، وهل كانت عناصر الجبهة القومية تمتلك ثلث ما يمتلكه الحراكيون اليوم ! يجب أن ندرك بأن خروج المحتل من أرضنا لن يتحقق سلمياً ، فنحن ندرك طبيعة المحتل وتخلفه ، وبالحراك السلمي وحده لن نستطيع لفت نظر العالم من حولنا ، إن ما شهده جنوب السودان من تعاطف دولي ، منحه حق المطالبة بتقرير المصير برغم كونه جزء من الإقليم لم يكن الحراك السلمي ، ولكن فوهات البنادق ، وإذا كان هناك من يخاف من التضحيات فإن نضال الشعوب يقوم على أساس التضحيات وحدها ، وبدون المقاومة المسلحة فإننا نطيل أمد الإحتلال ونمنحه فرصة البقاء إلى ما شاء الله ، ونبشر كل جنوبي غيور على أرض الآباء والأجداد بأن المحتل جبان ، ولن يستطيع الصمود أمام مناضلينا الذين يتمنون الشهادة في سبيل الله ، وما الدفاع عن الأرض والعرض إلا أحد وجوه السير في طريق هذه الغاية النبيلة ، لن نكتفي بالدعاء في المساجد كما يريد لنا المحتل ، بل سنقاوم بعزيمة لا تلين كما قاومنا بريطانيا العجوز وهي أكثر عدة وعتاد من أبو يمن ، وسنصنع النصر بقوة الإرادة وليس بسواها .
تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ
|