خيم شبح الأزمة مجددا على الانفراج القريب العهد للأزمة السياسية اليمنية، وهيمنت الاتهامات المتبادلة بين حزب المؤتمر الحاكم في اليمن وأحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك (ستة أحزاب سياسية من اليسار والإسلاميين) على المشهد السياسي بعد أيام من اجتماع الأفرقاء السياسيين الى طاولة "لجنة الحوار الوطني" المؤلفة من الجانبين بالتساوي، سعيا إلى حلول لإخراج اليمن من نفق أزماته الراهنة.
واتهمت المعارضة الحزب الحاكم بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح بمحاولة "قتل الحوار السياسي في مهده وجر البلاد إلى فوضى شاملة وانهيار كامل"، غداة مباشرة اللجنة العليا للانتخابات التحضير للعملية الانتخابية المقبلة (نيسان 2011)، في خطوة اعتبرتها غير شرعية وخرقا لاتفاق شباط 2009 في شأن الحوار السياسي.
وقالت إن الحكم يستخدم لجنة الانتخابات "لتأزيم الحياة السياسية وتسميم الأجواء وتفخيخ العلاقات بين القوى في وقت التأم الأطراف السياسيون والحزبيون ممثلين باللقاء المشترك وشركائه والمؤتمر الشعبي العام وحلفائه الى طاولة حوار طال انتظاره ".
وفي المقابل اتهم حزب المؤتمر الحاكم المعارضة بـ"العبث بالوقت": "ان الحق الانتخابي ملك للناخبين ولا يخضع لرغبات الافراد أو الاحزاب"، مشيرا الى ان لجنة الانتخابات "هيئة دستورية رشحتها مؤسسة دستورية ممثلة في مجلس النواب، وصدر بتعيينها قرار جمهوري من رئيس الجمهورية ولا تحتاج الى اعتراف وتستمد شرعيتها من المؤسسة الدستورية ورئاسة الدولة".
اغتيال ضابط مخابرات
على صعيد آخر، اغتال مسلحون ملثمون ضابطا في جهاز المخابرات اليمني بمحافظة أبين في عملية الاغتيال السابعة يتعرض لها ضباط مخابرات في المحافظات الجنوبية، التي تشهد اضطرابات نتيجة الاحتجاجات التي تديرها قوى "الحراك الجنوبي" المطالبة بالانفصال، فيما نجا ضابطا شرطة آخرين من محاولة اغتيال مشابهة في المحافظة عينها.
وأفاد مسؤول محلي ان الضابط عبد الكريم قاسم قتل بعدما أطلق مسلحون الرصاص عليه قرب منزله فأردوه، ثم لاذوا بالفرار، مشيرا الى أن قوات الجيش سيرت دوريات عقب الاغتيال واقامت حواجز تفتيش في الطرق واعتقلت عدداً من المشتبه فيهم.
ونجا نائب مدير المرور في محافظة أبين الرائد علي ناصر سعيد ومدير أمن مديرية شقرة العقيد محمد سعيد نائب من عملية اغتيال عندما اطلق مسلحون النار عليهما في منطقة جعار، فرد عليهم مرافقو الضابطين مما أدى إلى إصابة أحد المرافقين بجروح.
وفي حين يتهم مسؤولون محليون خلايا تنظيم "القاعدة" بتنفيذ مسلسل الاغتيالات، يتهم مسؤولون آخرون مسلحي "الحراك الجنوبي" بأنهم وراء الاغتيالات.
الحوثيون
في غضون ذلك، اتهمت وزارة الدفاع اليمنية المسلحين الحوثيين باقتحام مبنى المجمع الحكومي في محافظة الجوف والتمركز في داخله، في ما اعتبرته خرقا لقرار وقف النار واتفاقات السلام.
وقالت في بيان "إن مسلحين من رجال القبائل تبادلوا اطلاق النار مع المسلحين الحوثيين لمنعهم من اقتحام مبنى المجمع، قبل أن يسيطر عليه الحوثيون، متهمة إياهم بالاستيلاء كذلك على المستشفى الحكومي بمديرية خراب المواشي وطرد كادره الطبي واستبداله بكادر من أنصارهم.
صنعاء - من أبو بكر عبدالله