اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكوكني ابو مافيش
عليكم وكثرة الدعاء بان الله يفتح لنا وليس علينا لان الله سبحانه وتعالي يقول :: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا :: صدق الله العظيم
والبعض يقول لك الله يفتح عليك هذا اللفظ خطاء والصحيح هو الله يفتح لك وليس عليك
|
أيهما أصح
فتح الله لك ، أم فتح الله عليك ،أم كلاهما صحيح؟ وما أوجه الخلاف فيما بين الآيات الكريمة التي وردت فيها لفظة " فتحنا عليهم ، وفتحنا لك ؟
إِنَّا فَتَحْنَالَكَ فَتْحًا مُبِينًا (1)الفتح
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)الأعراف
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)الأنعام
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14)الحجر
حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)المؤمنون
اتفق الجميع على أن تعبير (فتح الله لك) هو دعاء بالخير،
أما تعبير (فتح على) فيحكمه السياق، وفيه فتح الخير، أو فتح الإمهال من الله تعالى.
فسواء قيل (فتح الله عليك) أو (فتح الله لك)، فكلاهما صحيح مع دلالة السياق على إرادة الخير للصياغة الأولى التي هي (فتح الله عليك)، لأنها قد تأتي في سياق يدل على الاستدراج للعقوبة ونحوه.
وأقتبس من الدكتور صلاح الصاوي قوله:
«بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن كلا التعبيرين، صحيح ولا تثريب على قائله، لا من باب اللغة ولا من باب الشرع، فقد جاء كلا التعبيرين في كتاب الله عز وجل، فقال تعالى: [إنا فتحنا لك فتحا مبينا] وقال تعالى: [أتحدثونهم بما فتح الله عليكم] وقال تعالى: [ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض] وفي حديث الشفاعة [ثم يفتح الله علي ويلهمني من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لأحد قبلي]، وإذا كان الفتح المتعدى بعلى، قد يأتي بمعنى الإمهال والاستدراج والعقوبة، فإن دلالة السياق في مثل هذه الصيغة تدل على المقصود، فلا حرج في كليهما، والله تعالى أعلى وأعلم».
العرب يستخدمون (فتح عليه) من باب حمل الشيء على نقيضه
في رأيي أن (فتح له) في سياقاتها المختلفة تدل على زيادة في الفتح، أو فتح ما سبقه فتح، في حين أن (فتح عليه) في سياقاتها المختلفة تدل على فتح ما سبقه غلق أو انغلاق!
لذلك تكثر السياقات التي ترد فيها (فتح عليه) مع الأبواب، وذلك لأن الأبواب مرتبطة في الأذهان بالفتح والانغلاق لأن الفتح والغلق نقيضان، والنقيض أقرب إلى البال من الألفاظ التي ليست نقيضا، كما أن الشيء إذا ذكر تبادر نقيضه إلى الأذهان، ومن شأن النقيض أن يزيد نقيضه وضوحا وبيانا في المعنى.
فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44)الأنعام
وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14)الحجر
حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)المؤمنون
ولذلك أرى أن قولنا: (فتح له الباب) يدل على أن الباب المطلوب فتحه لم يكن موصدا تماما، وأن العبارة تدل على طلب فتح الباب عن آخره، وبعبارة أخرى فإنها تدل على الزيادة في الفتح أو على عملية فتح سبقتها عملية فتح متقدمة. فإن أنت قلت (فتحوا علينا بابا) فإن قولك هذا يعني أن الباب لم يكن مفتوحا قبل ذلك. كما أنك إذا قلت: (افتح لنا الطريق) فإن هذا يعني أنك تتحدث عن طريق كانت مفتوحة في الأصل، لكنك تطلب زيادة في الفتح، وتريد أن تكون هذه الطريق المفتوحة أصلا خالية من أي عائق.
لذلك فإن الأولى أن نستخدم عبارة (فتح الله لك) بمعنى (زادك الله فتحا على فتح)، ولو أننا أردنا أن نقول: (فتح الله لك ما كان مغلقا عليك) لكان الأولى أن نقول: (فتح الله عليك).
والله أعلم، ودمتم،
منقول