قطر تعاود جهود الوساطة مع الحوثيين
شمال اليمن ينضم إلى الجنوب في التظاهر
ومقتل 3 جنود في هجوم بمحافظة أبين
توسعت تظاهرات الاحتجاج في اليمن وانتقلت من جنوبه إلى شماله، إذ شهدت محافظة تعز أمس تظاهرة دعت إليها أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك (ستة أحزاب سياسية من اليسار والإسلاميين) وشارك فيها المئات من أنصار الحزب الحاكم، احتجاجا على ارتفاع أسعار السلع والتهاوي الخطير للعملة الوطنية والتي سجلت أكبر هبوط في قيمتها الشرائية منذ 20 سنة، فيما تحدثت دوائر سياسية عن تحركات لجهود الوساطة القطرية لإنهاء الصراع بين الحكومة اليمنية والحوثيين والمشتعل منذ 2004 وسط عراقيل.
وجال آلاف من المتظاهرين الغاضبين من أنصار المعارضة والحكم الشوارع في محافظة تعز مرددين هتافات تتهم الحكومة بالفساد و"تجويع الشعب" وتطالب بتدابير للحد من تدهور الأوضاع الاقتصادية و اتهموا مسؤولين في الحكومة بـ"لعب دور تجار الأزمات".
وقال مشاركون إن قوات الجيش انتشرت في أرجاء المدينة ومنعت المتظاهرين من دخول ستاد الشهداء الرياضي من دون أي صدامات.
وشارك الآلاف من أنصار "الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال في محافظتي الضالع ولحج الجنوبيتين في تظاهرات احتجاج في مناسبة "يوم المعتقل الجنوبي"، رافعين أعلام دولة الجنوب السابقة والرايات الخضر وصور نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض وعدد من معتقلي "الحراك"، ورددوا هتافات تطالب بـ "تقرير المصير وفك الارتباط"، ورفع "الحصار العسكري المفروض على بعض المحافظات الجنوبية".
وروى شهود أن قوات الشرطة فرقت مئات المتظاهرين في محافظة لحج بعدما حاولوا قطع الطرق بالحجار والإطارات المشتعلة من دون وقوع إصابات.
وجاءت التظاهرات وقت شهدت المحافظات الجنوبية تحركات سياسية، قال ناشطون إنها تسعى إلى توحيد مكونات "الحراك الجنوبي" لمواجهة ما اعبتروه تحالفاً بين الحكم والمعارضة، استناداً الى الوثيقة الموقعة بينهما في شأن الحوار السياسي والتي تواجه عقبات منذ توقيعها في 17 تموز الماضي.
وليلا قتل ثلاثة جنود يمنيين وأصيب رابع، في هجوم شنه مسلحون على دورية عسكرية وسط مدينة زنجبار بمحافظة أبين الجنوبية التي تشهد حال احتقان نتيجة حملات الدهم التي تشنها قوات الجيش على ناشطين في "الحراك الجنوبي" المطالب بالانفصال. وقال سكان إن المسلحين أطلقوا النار بكثافة على الدورية، التي كانت في مهمة حراسة أمنية اعتيادية، واشتبكوا مع الشرطة نصف ساعة قبل أن يتمكنوا من الفرار.
الحوثيون
على صعيد آخر، اكدت دوائر سياسية يمنية معاودة جهود الوساطة القطرية من اجل انهاء الصراع المتجدد بين صنعاء والمسلحين الحوثيين (جماعة انصار الله) استنادا الى "اتفاق الدوحة" الموقع بين الجانبين عام 2007.
وقالت ان وسطاء قطريين تواصلوا اخيرا مع القائد الميداني للمسلحين عبد الملك الحوثي لانهاء التوتر المستجد في محافظة عمران من طريق تبادل صنعاء والحوثيين اطلاق المعتقلين وخصوصا الجنود الذين اسروا في المواجهات الاخيرة.
واكدت ان الدوحة طلبت من الجانبين تعهدات لخطوات واجواء محفزة لانجاح مساعي الحل السلمي للازمة، وتسوية الاوضاع الانسانية والامنية في مناطق المواجهات، استعدادا للبدء بتنفيذ اتفاق السلام بصورة تضمن تلبية مطالب الطرفين وشروطهما، مشيرة الى ان الجانبين باشرا خطوات عملية للتهدئة، منها اطلاق الحوثيين من تبقى من الجنود ورجال القبائل المعتقلين، في مقابل افراج الحكومة عن دفعة من المعتقلين الحوثيين، ومباشرة خطة اعادة الاعمار وتعويض المدنيين من ضحايا المواجهات.