في ندوة حرية المعتقد في اليمن
عايش: السلطة نجحت في توفير غطاء ديني لحرب صعده وورطت معها السعودية
المصدر أونلاين - خاص
اتهم الصحفي والمحلل السياسي محمد عايش السلطة باستخدام الخطاب المذهبي الديني في حربها ضد جماعة الحوثي بصعده.
وقال عايش أن السلطة حققت نجاحا في ذلك لدرجة أنها استطاعت توريط السعودية في حربها ضد الحوثيين، وقال في ورقة قدمها في ندوة حرية المعتقد في اليمن والتي نظمتها مؤسسة حوار للتنمية الديموقراطية أمس الأربعاء بصنعاء أن الحرب في صعدة ضد جماعة الحوثي "بدت ومنذ الوهلة الأولى محتاجة لغطاء ديني مذهبي، وهو الأمر الذي جعل السلطة تبحث عن تهمة لشن الحرب، فلم تجد سوى تهمة الانتماء للإثنى عشرية، وهي التهمة التي اعتمد عليها النظام خلال السنوات الأخيرة ووجدها تهمة صالحة لشن الحرب ضد الحوثيين، وكانت بحاجة ماسة لتوفير غطاء مذهبي ديني".
وأشار عايش - في الندوة التي اختارت ما تتعرض له الطائفة الإثنى عشرية في اليمن كنموذج - إلى أن البحث عن التهمة جاء متأخرا عن الحرب التي بدأت بدون تهمة توفر غطاء ديني للحرب على حد قوله.، وأضاف "السلطة خاضت حربها في صعدة، ولم تكن قد هيأت الشارع ضد الحوثيين، وبأنهم كفرة وملحدين، كما فعلت ذلك في حرب ضد الحزب الإشتراكي في جنوب اليمن في صيف 94م"، وقال أن نتائج محاولتها تلك جاءت متأخرة حيث لم تحقق السلطة تلك النتائج الا في الجولة السادسة، التي قال أنها المحاولة الأكثر نجاحا "والمتمثلة في إيجاد تيار مذهبي يقف إلى جانب السلطة في حربها ضد الحوثيين لم تكن موجودة في يوم من الأيام إضافة إلى نجاحها في محاولة لاستقطاب الرأي العام السلفي المناهض للشيعة الإثني عشرية، واستثمارها لفكرة الصراع السلفي الشيعي، مستعينة بالخطاب المذهبي الديني لدرجة استطاعت توريط السعودية في حربها ضد الحوثي".
وقال عايش أن الزيدية وبعد 6 سنوات من الحرب تحولت إلى طائفة، متوقعا انتخابات نيابية قادمة، تقوم على أسس طائفية، وهي أسوأ مخرجات الحرب، كما جعلت من الحوثيين الممثلين الشرعيين للزيدية.
من جانبه اتهم الصحفي عبد الكريم الخيواني دار الرئاسة بتوزيع تهم الطائفية والانفصالية وغيرها مذكرا ببدء الحرب في يوليو 2004حين جمع الرئيس علماء الزيدية، وتحدث إليهم بأن فتح ملف التوريث هو الذي فتح حرب صعدة، مشيرا إلى أن (يحيى الديلمي) شاهد على ذلك.
وفي الندوة تحدث ماجد المذحجي عن حرية المعتقد من الجانب الحقوقي حيث قال أن هناك نصوص دستورية وقانونية مثالية تضمنها دستور دولة الوحدة مشيرا إلى تغير الأمر بعد إجراء عملية تعديل على دستور بعد 94م، مقارنا بين فترتين عاشتها اليمن، وخاصة عدن، التي كانت عدن حاضنا آمنا في فترة حكم الحزب الإشتراكي، وقبله الإستعمار البريطاني لعدد من الأقليات والطوائف الدينية والمذهبية، لكنها الآن أصبحت حاضنا غير جاد للأقليات.
وعقد مقارنة بين التهم التي توجهها السلطة لبعض الأقليات، خاصة منها تهم استلام أموال من جهات خارجية، كالتهم التي توجه إلى الإثني عشرية، في حين يستلم السلفيون الأموال ولم يتم توجيه تهم إليهم.
وفي حديثه قال الباحث المتخصص في الجماعات الإسلامية نبيل البكيري أن الإشكالية التي يعاني منها اليمن والعالم العربي والإسلامي تكمن في غياب الدولة المدنية وعدم حسمها صيغة واحدة للدولة.
وفيما قال المحامي ( عبد العزيز البغدادي) "إن تحول الفكر والإنتماء إلى تهمة شيء مرعب"، شبهت رئيسة منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان ( أمل الباشا) السلطة الحاكمة في اليمن بالإخطبوط الذي يحتضر ويحاول أن يخنق ما حوله، متحدثة عن عجز وفشل يواجه البلد، وأن الدولة تسير بهذا الوطن إلى الخراب، كما شككت في دور بعض الجهات الخارجية في اليمن وصمتها حيال ما يعتمل فيه.
من جانبه تحدث الباحث في الشؤون الإسلامية ( عبد القوي حسان) عن الضمانات التي وفرها الإسلام لحرية الاعتقاد، من أبرزها تأكيده على حق الاختلاف، لكنه تحدث عن مشكلة هيمنة المؤسسة الدينية، التي أصبحت جهازا بيد السلطة.
المشاركون في مداخلاتهم أكدوا على التوظيف السياسي للمذهبية والحرب في صعده، من قبل السلطة، مضيفين إلى ذلك حديثهم أن غياب الدولة المدنية الحديثة هو السبب في وجود المشاكل القائمة.
|