عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-08-05, 04:01 AM   #13
طارق الزيادي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-31
المشاركات: 444
Lightbulb

أخي العزيز الدكتور الزامكي
واضح جداً بأنه لن تكون هنالك أي حوارات مجدية لأن الشماليين بشكل عام لا يعترفون بمطالب الشعب الجنوبي، والتي يعبر عنها اليوم بالحراك الجنوبي... وليس بالجنوبيين الموجودين في السلطة. فهناك فرق كبير بينهما ويجب أن يدرك الآخرين من خارج اليمن والجنوب حقيقة هذا الفارق، فالشعب الجنوبي بحراكه أصبح يسعى لاستعادة وطن كما أشار الدكتور مسدوس ... أما الجنوبيين في السلطة فهم لا يمثلون إلا أنفسهم للانتفاع بأكبر قدر من كراسي السلطة باسم تمثيل الجنوب.... هذا من جانب.
أما الجانب الثاني هو إنني أود أن أبرز ألفارق الموجود بين الشماليين المتشبثين بوحدة هي في الأساس لا يؤمن بها الطرف الآخر ولم ترضيه. لأنه ومن خلال إظهار هذا الفارق سوف يؤدي بنا إلى معرفة ماهية القوة المؤثرة والفاعلة الخفية، والساعية دائماً لخلق المبررات والدوافع لتلك الحالة من التشبث لتتصف بمنطق أخلاقي ذات قيمة وطنية وقومية بينما إنها في حقيقتها بخلاف ذلك.
إن الحراك الجنوبي يخوض اليوم صراعه مع النظام الشمالي الذي في أصله مركب من آليتين ليرتكز عليهما هذا النظام.
فهنالك ركيزة قبلية عسكرية قابضة على زمام السلطة وتحريك الأمور بقوة السلاح والنفوذ العسكري وهي تمارس دورها من خلال إيحاءات ومؤثرات هي من تدفعه بشكل آلي إلى تقرير الأمور واتخاذ المواقف.
وهناك بالمقابل ومن خلف الستار توجد الركيزة السياسية والمالية المتحكمة بتلك القوة الظاهرة، فهي ذات ثقافة وقدرة تنظيم يؤهلانها إلى صياغة الفكر على مستوى الساحة وتصريف كل من عليها، وهي من تطبخ السياسات وتديرها من خلال التكوينات الحزبية بكل تنوعاتها ومشاربها وكذا المنظمات الجمعية المدنية، وتؤسس المناهج والخطط التي تتطلبها ضرورات تحولات المراحل وظروف الواقع.

الأخ الزامكي لقد أتى أخيراً موضوع الدكتور مسدوس وهو يحمل معه نقاط منيرة على درب الحراك الجنوبي، مع العلم إنه وعلى هذا الاتجاه قد قمت البارحة وبطريقةمبسطة بالرد على موضوعك ( الهوية هي محور صراعنا؟ ) ‏وقد أوضحت فيه الكثير حول هذه الفكرة، ولأن ردي لم يحظى بأي تعقيب سوف أورده ثانية، عساه يجد من يعلق عليه بتأييد للفكرة أو نقدها بما يفيد من ملاحظات، وهي في مضمونها تعتبر تأكيداً لكل ما يطرحه أستاذنا الدكتور مسدوس ... هذا مع اعتذاري الشديد على الإلحاح وإعادة الموضوع مجدداً.

اقتباس:

بل بالعكس إننا ومن حيث لا ندرك أصبحنا نواجه وجهي الخصوم الاثنين معاً
الوجه الأول من الخصوم وهو في مواجهته معنا يعتبر صريحاُ في المواجهة والموقف، وهو الذي يخوض معركته مع الهوية الجنوبية والحراك الجنوبي بالمكشوف وذلك في سبيل الحفاظ على غنيمته باسم الحفاظ على الوحدة.
أما الوجه الثاني من الخصوم فنحن دائما ما نحاول أن نجرجره إلى كشف القناع وإلى المواجهة الصريحة، وهو من يحاول مؤقتاً أن يداري مواقفه بخجل على أن يكون الطرف المكمل لعملية إضفاء الشرعية للوجه الأول في مواجهته المكشوفة مع شعب الجنوب والحراك الجنوبي بعد أن بداء يستوعب هويته الخاصة، وأيضا أن الاشتراكي من جانب آخر وفي حين دخوله إلى هذه المواجهة المكشوفة سوف ترتفع عنه تلقائياً آخر ورقة من أوراق التوت، والاشتراكي على فكرة قد تم إلحاقه بتدبير متقن لاحتوائه ضمن جماعة المشترك، وأنه لم يلتحق إليه أبداً من ذات نفسه. وذلك بقصد إبراز هذا الاشتراكي على السطح وهو متقمصاً للهوية الجنوبية ليضل الجنوب والشعب الجنوبي قابعاً تحت مضلة الوحدة، وأن المجموعة الجنوبية المنطوية في إطار هذا الحزب لا يزال مهيمناً عليها ومن تلك القوى التي ضلت عالقة بجسم الجنوب، والتي كانت تقود وتحرك مجمل القيادات الجنوبية الأصل المتعاقبة ما قبل الوحدة ولفترة ثلاثين عام.
يبدو بان الشعب الجنوبي وبدون قيادة مجربة قد بداء يعيش حالة مخاض عسيرة ليستخلص لنفسه هويته المستقلة تلقائياً بسبب المعاناة ومن دون تسيس سابق، وهو اليوم ينقيها ويجليها من كل ما قد علق عليها من شوائب التهجين والتدجين والانخراط والتقمص التي تم ممارستها معه خلال عقود من الزمن، وذلك حتى يتمكن أن يستقل بقراره المصيري بكل تجرد واستقلالية، وبالذات من تلك الهيمنة والتي مع الأسف لا يزال البعض منا ينقاد لها.
إذا فالمواجهة في الأساس هي مع الشق الثاني من الخصوم، وهي الأكثر خطورة وتعقيداً من تلك المواجهة القائمة اليوم ظاهرياً مع الشق الصريح. وبالتأكيد إننا سوف نضل نصول ونصطلي بها لفترة طويلة حتى وأن تحققت لنا أهدافنا من خلال فك الارتباط.
إذا فهنا يكمن مربط الفرس وأس مشكلتنا التاريخية ولذلك يجب أن نرصد من الآن وصاعداً لكل مواضع خطواتنا بحرص شديد حتى نستطيع أن نلم بأصول اللعب مع من يقف خلف القناع.. وبطرق معرفة الخصم السري قبل العلني في كل المراحل والمستقبلية، وأن نتعامل من الآن وفق هذا الأسلوب ونحن نخوض معركتنا للخلاص، وأن تكون رؤيتنا دائماً ما تأتي وهي مبنية على هذا الرصد وأن لا نتخلى عن هذا الأسلوب في التعامل مع الآخر أبداً أو نسهى عنه، وباختصار شديد يجب أن نبدل من طبيعتنا الاتكالية بسذاجة متناهية، وأنني لا أعني بذلك بأن نتخلى عن أخلاقنا الحميدة على الإطلاق.

اقتباس:
بسم الله وتوكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله

من هنا دارت عجلة التغيير ولن توقفها أيدي الخانعين لملذات الأطماع واستهواء ما للغير دون حق.
لقد أرتجّت الأرض تحت أقدام الغزاة... لترعشهم ... لتخذلهم .... لتتلقفهم أيادينا وترديهم.
وذلك بعد أن غضب الزمان علينا ليرمينا إلى مصير لا رجعة فيه ولا لنا فيه من خيار !!! إنها المواجهة.
إذاً فلا مناص اليوم من دحرهم ودك عروشهم لاستعادة أرضنا ولرفع هاماتنا والارتقاء لنتبوأ مجدنا من جديد.
فمرحباً وسهلاً بالمصير المقدر علينا أمام أعدائنا، فهذا في الأصل قدرنا المحتوم...
فلا مجال فيه للتذبذب والارتخاء.

طارق الزيادي
طارق الزيادي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس