2010-08-04, 02:54 AM
|
#33
|
قلـــــم فعـــّـال
تاريخ التسجيل: 2010-05-31
المشاركات: 444
|
بل بالعكس إننا ومن حيث لا ندرك أصبحنا نواجه وجهي الخصوم الاثنين معاً
الوجه الأول من الخصوم وهو في مواجهته لنا يعتبر صريحاُ في المواجهة والموقف، وهو الذي يخوض معركته مع الهوية الجنوبية والحراك الجنوبي بالمكشوف وذلك في سبيل الحفاظ على غنيمته باسم الحفاظ على الوحدة.
أما الوجه الثاني من الخصوم فنحن دائما ما نحاول أن نجرجره إلى كشف القناع وإلى المواجهة الصريحة، وهو من يحاول مؤقتاً أن يداري مواقفه بخجل على أن يكون الطرف المكمل لعملية إضفاء الشرعية للوجه الأول في مواجهتة المكشوفة مع شعب الجنوب والحراك الجنوبي بعد أن بداء يستوعب هويته الخاصة، وأيضا أن الأشتراك من جانب آخر في حين دخوله إلى هذه المواجهة المكشوفة سوف ترتفع عنه تلقائياً آخر ورقة من أوراق التوت، والاشتراكي على فكرة قد تم إلحاقه بتدبير متقن لاحتوائه ضمن جماعة المشترك، وأنه لم يلتحق إليه أبداً من ذات نفسه. وذلك بقصد إبراز هذا الاشتراكي على السطح وهو متقمصاً للهوية الجنوبية ليضل الجنوب والشعب الجنوبي قابعاً تحت مضلة الوحدة، وأن المجموعة الجنوبية المنطوية في إطار هذا الحزب لا يزال مهيمناً عليها ومن تلك القوى التي ضلت عالقة بجسم الجنوب، والتي كانت تقود وتحرك مجمل القيادات الجنوبية الأصل المتعاقبة ما قبل الوحدة ولفترة ثلاثين عام.
يبدو بان الشعب الجنوبي وبدون قيادة مجربة قد بداء يعيش حالة مخاض عسيرة ليستخلص لنفسه هويته المستقلة تلقائياً بسبب المعاناة ومن دون تسيس سابق، وهو اليوم ينقيها ويجليها من كل ما قد علق عليها من شوائب التهجين والتدجين والانخراط والتقمص التي تم ممارستها معه خلال عقود من الزمن، وذلك حتى يتمكن أن يستقل بقراره المصيري بكل تجرد واستقلالية، وبالذات من تلك الهيمنة والتي مع الأسف لا يزال البعض منا ينقاد لها.
إذا فالمواجهة في الأساس هي مع الشق الثاني من الخصوم، وهي الأكثر خطورة وتعقيداً من تلك المواجهة القائمة اليوم ظاهرياً مع الشق الصريح. وبالتأكيد إننا سوف نضل نصول ونصطلي بها لفترة طويلة حتى وأن تحققت لنا أهدافنا من خلال فك الارتباط .
إذا فهنا يكمن مربط الفرس وأس مشكلتنا التاريخية ولذلك يجب أن نرصد من الآن وصاعداً لكل مواضع خطواتنا بحرص شديد لحتى نستطيع أن نلم بأصول اللعب مع من يقف خلف القناع.. وبطرق معرفة الخصم السري قبل العلني في كل المراحل والمستقبلية، وأن نتعامل من الآن وفق هذا الأسلوب ونحن نخوض معركتنا للخلاص، وأن تكون رؤيتنا دائماً ما تأتي وهي مبنية على هذا الرصد وأن لا نتخلى عن هذا الأسلوب في التعامل مع الآخر أبداً أو نسهى عنه، وباختصار شديد يجب أن نبدل من طبيعتنا الإتكالية بسذاجة متناهية، وأنني لا أعني بذلك بأن نتخلى عن أخلاقنا الحميدة على الأطلاق.
|
|
|