2010-07-29, 05:59 PM
|
#21
|
مشرف
تاريخ التسجيل: 2009-09-21
المشاركات: 2,463
|
حرب جديدة تخوضها السلطة ضد الاحتجاجات السلمية في المحافظات الجنوبية, لم تستطع إيقاف الاحتجاج المتصاعد في تلك المحافظات رغم الاعتقالات التعسفية ورغم المحاكمات الظالمة فما كان منها إلا أن بدأت بتصفية عناصر في الحراك الجنوبي بذريعة انتمائهم لتنظيم القاعدة, أرادت بذلك كسب التأييد الخارجي لضرب الحراك السلمي في تلك المحافظات.
وان افترضنا انتماء البعض للقاعدة هل يجيز ذلك للسلطة اقتحام المنازل وانتهاك الحرمات وترويع الآمنين وقتل الأبرياء؟ لما لا تحاسبهم وفقاً للقانون؟ ألا يستحق هؤلاء محاكمات عادلة, وأدلة إثباتات تدينهم بتورطهم بأعمال إجرامية وتخريبية بدلا من سفك دمائهم ! لا تزال دماء ضحايا مجزرة المعجلة شاهدة على تلك الانتهاكات والصمت غير المبرر من كافة القوى التي اكتفى بعضها بإصدار بيان إدانة وشجب.
ومرة أخرى وهذه المرة أمام طلاب جامعة صنعاء يهاجم رئيس الجمهورية من وصفهم بالإماميين والماركسيين"المتخلفين" ليس دفاعا عن الماركسيين لكن هؤلاء الماركسيين بنوا دولة مؤسسات والقبيلة" الحاكمة" اليوم دمرت تلك الدولة، الأدهى أن نأتي ونتحدث عن دولة مؤسسات ونحن نعلم أن دولة المؤسسات والقانون غائبة.
ماجمع الماركسيين والأماميين والناصريين والإصلاح رغم اختلاف الإيديولوجيات والأفكار الهم الأكبر من الأحزاب واختلافاتهم "هم الوطن وقضاياه ومشاكله التي لا تنتهي" كيف لا يجتمعون وهم يرون وطناً على حافة الهاوية, وطنا في طريقه إلى التفتت-؟ غير الطبيعي هو ألا يجتمعون في ظل هذه الظروف!
إن من نعتوا بالفاشيين ليسوا أكثر فاشية ولا أكثر ظلما ًوتجبراً من هذه السلطة وليسوا بمتخلفين كما النظام اليوم, ومن وصفوا بالضعفاء والجهلة الذين يتم تحريضهم - إن كان يقصد أبناء محافظات الجنوب - بالتأكيد هم ليسوا ضعفاء وإلا لما خرجوا يواجهون السلطة بأسلحتها بصدور عارية والضعيف لا يفعل ذلك! ولو كانوا جهلة لما خرجوا سلمياً يطالبون بحق مسلوب و لاستسلموا لما قدر لهم من النظام الحاكم ولرضخوا ,, لو كانوا جهلة كانوا استسلموا لواقعهم رغم قسوته ومراراته كما استسلم أبناء محافظات الشمال, ولم يكونوا بحاجة لتقديم المزيد والمزيد من التضحيات.
إن كانت الاحتجاجات ورفض سياسات القمع والتجويع والإفقار والسلب والنهب ضعفاٌ وجهلاُ فأهلا وسهلا بهكذا ضعف وجهل, وندعو أبناء المحافظات الشمالية ليكونوا جهلة وضعفاء كما إخوتهم في محافظات الجنوب ويخرجون مطالبين بحقوقهم سلمياً.
لا ندري لم رئيس الجمهورية في كل خطاباته يهاجم اللقاء المشترك والحراك الجنوبي في حين انه في ظل هذه الأزمات والصراعات أصبح الحوار الوطني الذي يشارك فيه كل أبناء الوطن بكل فئاته باختلافاتهم وخلافاتهم..كل أبناء الوطن في الداخل والخارج أصبح -الحوار- ضرورة من اجل الوطن للخروج من هذه الأزمات, فهل يعي المؤتمر الحاكم حجم الكارثة وحاجة الوطن للحوار وليس للشتم ورمي التهم والتخوين وتأزيم الوضع أكثر مما هو عليه؟! وهل يدرك انه باتهام قوى أخرى وجعل منها شماعة يعلق عليها أخطاءه وجرائمه لن يحل أزمات هي صنيعة "المؤتمر الحاكم".
قال الرئيس في ذلك الخطاب "فلينتهي علي عبد الله صالح الوطن أبقى واكبر" إذن، هل تفعلها سيادة الرئيس وتترك السفينة لربان آخر؟ل أجل الوطن هل تفعل ذلك؟!
فقد مللنا سماع الشعارات الوطنية والخطب الرنانة عن الوطن الأكبر وعن وحدته نريد أفعالاً تؤكد أن الوطن أولا , لا نريد شعارات تختلف تماما عن الممارسات في الواقع والتي تقول إن الكرسى أهم واكبر ولينتهي الوطن.
|
|
|