)
يا جنوب قد غامتْ رُؤاي
يا عدن أنتِ سَجينةٌ
والقيدُ أوَّلُهُ يداي
يا عدن أحلُمُ كُلَّ يومٍ
أنْ يضُمَّكِ ساعِداي
يا عدن مَثْقوبٌ أنا
كَثُقُوبِ ناي
فَلْتعزِفي حُزني لأبكي
رُبَّما هدَأتْ خُطاي
ياعدن جِسمي طَلقَةٌ
فَلْتُطلقيها واعلمي
أنَّ البِدايَةَ منكِ كانتْ مُنتهاي
(2)
يا جنوب قالوا مِن سِنينْ :
أشجارُ أرضِكِ سوفَ تُزهِرُ ياسَمينْ
عارٌ علينا
كَفِّني عارَ العُروبَةِ وادفِني في الطينْ
كُلُّ المزارعِ فيكِ تَطرحُ لاجئينْ
فبأيِّ وجهٍ إنْ سُئلنا مِن صِغارٍ
يَسألونَ عن الوطنْ :
في أيِّ خَارِطَةٍ الجنوب التي
ما عادَ يَذكُرُها الزمنْ ؟
ماذا نقولْ ..
والطِفلُ يُولَدُ في جنوب المَراثي ،
في جنوب المحنْ ..
بِيَدٍ تَشُدُّ على الزِّنادِ
وفي اليدِ الأُخرى كَفَنْ ؟
(3)
يا جنوب يا حُزناً يُسافرُ في جَوانِحِنا
ويَكْبُرُ كالنَّخيلْ
مِن أرضِ "يافع" "للمكلا"
في كلِّ شبرٍ كَمْ قتيلْ
يا جنوب يا جُرحاً بلونِ الدَّمِّ ،
أو لونِ الأصيلْ
أُمِّي على بابِ الصعيد تُحتَضَرْ
والموتُ يأكُلُ وجهَهَا الرحْبَ الجميلْ
أمي تقولُ وصوتُها مُتقطِّعٌ :
كَفٌ يدُقُ المستحيلْ
جَهِّزْ خُيولَكَ يا بُنيْ
واقتُلْ عدُوَّكَ قبلَ أنْ تغدو
قتيلْ